طالب فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية الغرب بتنقية مناهج التعليم التي تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتولد الكراهية لدى اطفالهم ضد المسلمين. وأكد المفتى في ورقة عمل بعنوان"معالم العلاقة مع الاخر ..ضوابطها ووسائلها"قدمها أمس إلى مؤتمر "نحن والآخر" الذى تنظمه وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بدولة الكويت اهمية تعديل القوانين سيئة السمعة التي تحاصر المسلمين وتضيق عليهم او تصطدم مع حريتهم في الحياة او في تطبيق اوامر دينهم على انفسهم. وأوضح ان هذه القوانين تخالف المفهوم العام للحرية ولحقوق الانسان ، مشيرا في هذا الصدد إلى قانون الرموز الدينية في فرنسا والقانون الامريكى الذى يجيز التجسس على المسلمين داخل امريكا والذى يتعارض مع ما قررته الاممالمتحدة في ميثاق حقوق الانسان. ودعا الدكتور على جمعة إلى ايجاد مساحة للمسلمين في الاعلام الغربى تتيح شرح حقائق الدين وهويتنا للاخر مع ضرورة التفريق بين حرية الرأى والاعتقاد وبين حرية التعبير ، موضحا أن حرية الرأى والاعتقاد مكفولة للجميع وهو ما لا نجد فيه بأسا في الدين الاسلامى..اما حرية التعبير فسوف تتقاطع مع عقائد الاخرين من جهة ومع المساواة من جهة اخرى. وشدد المفتى على ضرورة عدم تهميش المسلمين وحضارتهم بصفة عامة او للجماعات والاقليات القائمة في بلاد غير المسلمين بصفة خاصة ، مشيرا إلى ان هذه الحالة من التهميش شائعة في الفكر وفى الحياة عند الآخر وذلك عن طريق التجاهل لدور المسلمين ومكانتهم في بناء الحضارة الاسلامية واعتبار العالم الاسلامى ارضا لجلب الثروات والخامات وسوقا للاستهلاك فقط. ودعا الدكتور على جمعة إلى وحدة المسلمين والتقريب والتحالف بين دول المنطقة عبر الطريق السريع الذى يربط بين طنجة وعمان وهو اول خطوة في اذابة الفوارق والعوائق مع رفع تاشيرات الدخول والاقامة بين العالم العربى والسعى إلى تفعيل السوق المشتركة والتجارة البينية والاكتفاء الذاتى وتوحيد العملة المتداولة وتشجيع الابتكار والاهتمام بمراكز البحث العلمى. وأكد المفتى ان خطابنا مع الآخر يجب ان يكون متميزا ومنضبطا ويوضح له ان العالم يحتاج إلى مشاركة المسلمين في صناعة مستقبل مستقر حيث ان لديهم المنهج الشامل العادل لصياغة المعادلة بين الانسان والكون والخالق سبحانه وتعالى . وأوضح الدكتور على جمعة ان هناك العديد من الوسائل التي توضح صورة الاسلام والمسلمين لدى الآخر منها انشاء مرصد تكون مهمته الرصد والتحليل لكل ما يكتب وينشر ويذاع عن الاسلام في الخارج باللغات المختلفة للرد عليها وعدم ترك الامور تتراكم حتى تصل إلى حد الانفجار حيث يكون من المهم انشاء قناة فضائية تتحدث بالانجليزية . وأكد اهمية اقامة مؤتمرات الحوار التي تناقش المصطلحات والصور الذهنية التي تتعسف مع الاسلام والمسلمين فيما يسمى"بالاسلام فوبيا" اى الخوف من الاسلام مع انشاء مراكز للترجمة والنشر تقوم بالترجمة من العربية واليها للاطلاع على خلاصات التراث الاسلامى ومكونات العقل المسلم.