نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للكاتبة جنيفر روبين تساءلت فيه عن مدى جدية الرئيس باراك أوباما في اتباع استراتيجية تقود إلى مواجهة تنظيم الدولة في كل من العراقوسوريا. وأوضحت الكاتبة في 13 سبتمبر أن أوباما بدا في خطابه الأخير, وكأنه يريد أن يفعل شيئا جديدا بينما هو ليس كذلك، خاصة بعد أن أشار إلى أنه لا يأخذ على محمل الجد تهديد تنظيم الدولة للأمن القومي الأميركي والولايات المتحدة. وتابعت أن أوباما يعتبر أن تهديد تنظيم الدولة ينصب على شعبي العراقوسوريا وعلى منطقة الشرق الأوسط على النطاق الأوسع بما فيه المواطنون الأميركيون والمنشآت والمصالح الأميركية في المنطقة. وكان أوباما كشف الخميس الموافق 11 سبتمبر عن خطة من أربع نقاط لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا، مؤكدا أنها ستتركز على تحجيم وتدمير التنظيم من خلال توجيه الضربات الجوية في العراق ولن تقف هناك، بل ستستهدف التنظيم أينما وجد. وأكد أوباما في خطاب للشعب الأميركي أن واشنطن "ستعمل على قطع التمويل عن هذا التنظيم، وتحسين أنشطة الاستخبارات الأميركية، وتعزيز الدفاعات، والتصدي لأيديولوجية الدولة الإسلامية، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب"، كما لم يستبعد توجيه ضربات عسكرية في سوريا. وكالعادة، فإن الجمهوريين مثل السيناتور جون ماكين ينطلقون في نقدهم الرئيس الأميركي من اعتبار أن استراتيجيته جاءت متأخرة وبعد أن أصبح تنظيم الدولة أكثر نموا وتطورا عن ما كان عليه قبل عامين، ويتبنى هذا الجناح إرسال جنود أميركيين على الأرض وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية. ووجه ماكين انتقادات عبر الإعلام إلى سياسة أوباما وخطابه، قائلا إن السبب الذي جعل تنظيم الدولة ينمو بهذا الشكل في العراق هو سحب أوباما القوات الأميركية من العراق، وأنه كان ينبغي ترك قوة هناك. واعتبر محللون أن خطاب أوباما كان قويا واحتوى على نبرة تحدٍ ومواجهة غير معهودة من الرئيس الذي اعتاد تغليب الدبلوماسية الناعمة، لكنه لم يسلم مع ذلك من انتقادات ركزت على مسألة اعتباره أن التجربة الأميركية في مكافحة الإرهاب بالصومال واليمن كانت "ناجحة"، واتخاذه من ذلك نموذجا يسعى لتطبيقه بالعراقوسوريا في مواجهته مع تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبر هؤلاء أن الأمر على العكس، وأن ضربات الطائرات بدون طيار لم تقضِ على القاعدة في اليمن أو الصومال بل خلقت أوضاعا أكثر سوءا من ذي قبل