يكثف الرئيس الأمريكي باراك أوباما جهوده لحشد أكبر دعم لاستراتيجيته الهادفة للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" والتي سيكشفها الأربعاء، فيما دعا قادة الكونجرس الثلاثاء إلى المكتب البيضوي في البيت الأبيض. وسيلقي أوباما خطابا موجها لمواطنيه الأربعاء من البيت الأبيض يشرح فيه خطته لمواجهة متطرفي "الدولة الاسلامية". وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما يوجه كلمة للشعب الأمريكي، يحدد فيها خطته "لإضعاف المجموعة الإرهابية والقضاء عليها على المدى الطويل". وسيحاول أوباما في خطابه الرد على انتقادات فحواها أنه كان بطيئا في التحرك ضد هذا التنظيم الذي استولى على مساحات كبرى في العراقوسوريا ووسط مخاوف من أن يشن مقاتلون يحملون جوازات سفر غربية هجمات على الأراضي الأميركية. ويسعى أوباما للحصول على تاييد شعبي للخطة العسكرية الجديدة في الخارج في وقت حساس جدا يتزامن مع الذكرى ال13 لاعتداءات 11 سبتمبر التي حملت الولاياتالمتحدة على التدخل العسكري في الشرق الأوسط، فيما أمضى أوباما قسما كبيرا من فترة رئاسته يحاول إنهاء هذه الحروب. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش أرنست أن أوباما يريد من خطابه أن "يبحث مع الشعب الأمريكي التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية ويضع استراتيجية الولاياتالمتحدة لإضعاف المجموعة الإرهابية وعلى المدى الطويل القضاء عليها". ويأتي ذلك فيما أبدت غالبية كبرى من الأمريكيين تأييدا للضربات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد "الدولة الإسلامية" في العراق بحسب استطلاع نشرت نتائجه الثلاثاء وهو توافق ظهر في دعوات برلمانيين من الحزبين إلى "القضاء" على هذا التنظيم. كما ايدت نسبة كبيرة من الاميركيين توسيع نطاق الضربات ضد المتطرفين لتشمل سوريا. وسيلتقي أوباما قادة كبار من الكونجرس في المكتب البيضاوي لبحث خطته التي يقول مسئولون إنها ستشمل تحالفا دوليا واسعا وجهودا لقطع تمويل "الدولة الإسلامية" ووقف تدفق مقاتلين اجانب الى صفوفها الى جانب تحرك عسكري. ولم يشأ البيت الأبيض القول بدقة ما يريده من الكونجرس لكنه لم يشر إلى إن الرئيس سيطلب اذنا للقيام بعمل عسكري. لكن اوباما قال انه سيطلب اموالا اضافية لتمويل الحملة التي قال مسئولون كبار إنها قد تستمر إلى ما بعد انتهاء ولايته في يناير 2017. وقبل المحادثات قال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن أوباما يجب أن يحدد خطته بدقة بعدما واجه انتقادات شديدة قبل اسبوعين حين أقر بأن ليس لديه استراتيجية بعد لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وقال ماكونيل "الآن وقد أجرى الرئيس المشاورات الأساسية مع حلفائنا وحدد هدفه بإضعاف تنظيم الدولة الاسلامية والقضاء عليه، فقد آن الاوان لكي يعرض استراتيجية على الكونجرس"، وأضاف: "آمل في أن يقوم بذلك اليوم". وترفض ادارة اوباما انتقادات الجمهوريين وعدد متزايد من الديموقراطيين بانها كانت بطيئة في الاعتراف بالتهديد الذي يشكله مسلحو "الدولة الاسلامية" وفي مواجهته. وكان اوباما يطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق منذ اسابيع باعتبار ان التقدم المفاجىء الذي حققه تنظيم الدولة الاسلامية في انحاء من البلاد شجعه الانقسام الطائفي، واعتبر عديدون ان رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي يتحمل مسئولية تشجيع الانقسام الطائفي. وهكذا رحب مسئولون اميركيون بتشكيل حكومة جديدة في العراق الإثنين برئاسة حيدر العبادي. كما غادر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء الى الشرق الاوسط في جولة دبلوماسية مكثفة تهدف الى بناء تحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في العراقوسوريا. لكن جوانب عدة من نوايا اوباما تبقى غير واضحة ويبقى السؤال الاهم ما اذا كان سيسمح بعمل عسكري ضد قادة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا استكمالا لحملة الضربات الاميركية ضد التنظيم في العراق. واوباما الذي بنى رئاسته على اساس انهاء التدخل الاميركي في العراق وافغانستان وتجنب خوض مغامرات عشوائية في الخارج لطالما رفض التدخل في النزاع السوري. لكن يبدو ان الرأي العام الامريكي بدأ يميل نحو تدخل محدود في سوريا. فقد اعتبرت غالبية ساحقة من الامريكيين (91%) ان تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدا خطيرا للمصالح الحيوية للولايات المتحدة بحسب استطلاع للرأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "ايه بي سي نيوز" الثلاثاء. وابدى 71% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع تاييدهم للضربات الجوية التي ينفذها الجيش الاميركي منذ شهر في العراق فيما ايد 65% منهم توسيعها لتشمل سوريا.