ذكرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية أنه يجب على أميركا ترك دحر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للجهات المحلية والدول الإقليمية, التي نشأ فيها هذا التنظيم نتيجة سياساتها الضعيفة ولأنها هي المتضرر الأكبر منه، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن توقع دحر هذه الدول لهذا التنظيم, بدون دعم أميركا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 سبتمبر أن نجاح الولاياتالمتحدة في تفادي التورط في حرب طويلة تتوقف على كيفية تحديدها لدورها في هزيمة التنظيم. واعتبرت الصحيفة قيادة أميركا للمرحلة الأولى من العمل العسكري منطقية لمنع تنظيم الدولة من بسط سيطرة واضحة على الأراضي التي يطمح فيها، لكن لا يمكن لها أن تتحمل مسؤولية التدمير الدائم للتنظيم، وإلا فإن البديل هو الالتزام بقتال طويل، والرأي العام الغربي غير مستعد لتحمل هذه التكلفة. وكان أوباما كشف الخميس الموافق 11 سبتمبر عن خطة من أربع نقاط لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراقوسوريا، مؤكدا أنها ستتركز على تحجيم وتدمير التنظيم من خلال توجيه الضربات الجوية في العراق ولن تقف هناك، بل ستستهدف التنظيم أينما وجد. وأكد أوباما في خطاب للشعب الأميركي أن واشنطن "ستعمل على قطع التمويل عن هذا التنظيم، وتحسين أنشطة الاستخبارات الأميركية، وتعزيز الدفاعات، والتصدي لأيديولوجية الدولة الإسلامية، ووقف تدفق المقاتلين الأجانب"، كما لم يستبعد توجيه ضربات عسكرية في سوريا. وكالعادة، فإن الجمهوريين مثل السيناتور جون ماكين ينطلقون في نقدهم الرئيس الأميركي من اعتبار أن استراتيجيته جاءت متأخرة وبعد أن أصبح تنظيم الدولة أكثر نموا وتطورا عن ما كان عليه قبل عامين، ويتبنى هذا الجناح إرسال جنود أميركيين على الأرض وعدم الاكتفاء بالضربات الجوية. ووجه ماكين انتقادات عبر الإعلام إلى سياسة أوباما وخطابه، قائلا إن السبب الذي جعل تنظيم الدولة ينمو بهذا الشكل في العراق هو سحب أوباما القوات الأميركية من العراق، وأنه كان ينبغي ترك قوة هناك. واعتبر محللون أن خطاب أوباما كان قويا واحتوى على نبرة تحدٍ ومواجهة غير معهودة من الرئيس الذي اعتاد تغليب الدبلوماسية الناعمة، لكنه لم يسلم مع ذلك من انتقادات ركزت على مسألة اعتباره أن التجربة الأميركية في مكافحة الإرهاب بالصومال واليمن كانت "ناجحة"، واتخاذه من ذلك نموذجا يسعى لتطبيقه بالعراقوسوريا في مواجهته مع تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبر هؤلاء أن الأمر على العكس، وأن ضربات الطائرات بدون طيار لم تقضِ على القاعدة في اليمن أو الصومال بل خلقت أوضاعا أكثر سوءا من ذي قبل