بعد توغل تنظيم الدولة الإسلامية بشمال العراق "داعش" في 6 محافظات عراقية، قررت الإدارة الأمريكية توجيه ضرباتها إلى التنظيم، خاصة مناطق تمركز أسلحته الثقيلة. وكانت أولى الضربات أمس الأول الجمعة، لتترك مصير التنظيم الذي أعلن عن وجوده في سوريا، وعدد من المناطق السورية التي تمزقها نزاعات مسلحة اندلعت عام 2011، وقلل عدد من الخبراء من أهمية الضربات، معتبرين أن عملية إنزال قوات أمريكية على الأراضي العراقية ضرورة للقضاء على التنظيم. الضربات غير كافية وعقب إعلان أوباما عن نية الولاياتالمتحدة توجيه الضربات، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين: "إن العمل المحدود للرئيس باراك أوباما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق أثبت عدم فهم أساسي لهذا الخطر"، داعيًا لشن هجمات على مواقع الجماعة في سوريا. وقال ماكين: إن الهجمات الجوية التي أجازها الرئيس غير كافية للتعامل مع خطر متصاعد لما تصفه الولاياتالمتحدة بأنه "أغنى وأقوى التنظيمات الإرهابية في التاريخ". وقال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد سابقًا: "إن الضربات الأمريكية الأخيرة لداعش في العراق لن تسفر سوي عن صرف نظر داعش عن إقليم كردستان". وأضاف نعيم أن: إقليم كردستان هو نقطة تمركز للنفوذ الأمريكي في المنطقة، ومشمول بحمايتها، مشيرًا إلى تواجد قوة أمريكية في مدينة "أربيل" بالإضافة إلى وجود مجموعات من اليهود في السليمانية، وبذلك فهي تشكل خطًا أحمر لدى الإدارة الأمريكية. وشدد نعيم على أن التحركات الأمريكية الأخيرة ليس هدفها القضاء على المنظمة الإرهابية لأنها صناعتها، وإنما الهدف منها كبح جماحها فقط بعيدًا عن إقليم كردستان والمصالح الأمريكية، ووقف تقدمها خاصة بعد استيلائها على أسلحة ثقيلة تضم دبابات، وهو المرفوض من الإدارة الأمريكية، مدللًا على صحة كلامه بتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي استبعدت إمكانية القضاء على داعش، وحل الأزمة خلال أسابيع. وكان موقع "ديبكا" العبري قلل من فعالية الضربات الجوية التي أعلن عن البدء في تنفيذها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العراق لوقف تقدم "داعش" في شمال البلاد، مضيفًا أن: استهداف هذه التنظيمات المتطرفة عبر الجو غير مجدٍ، وأنه لا يتم القضاء على هذه التنظيمات سوى بعمليات برية. واعتبر الموقع الاستخباراتي أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي يعتبر تكرارًا لنفس خطأ بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في التعامل مع الوضع الأمني في غزة، مشددًا على ضرورة استفادة أوباما من الدرس الذي تلقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي انتهت عمليته بالفشل في القضاء على الفصائل الفلسطينية. وقال الموقع: "إن الإدارة الأمريكية أدركت خطورة تنظيم داعش مؤخرا رغم وجود التنظيم وانتشار مسلحيه منذ عدة سنوات". وأوضح الموقع في تقريره الذي نشر أمس السبت، أن عدم الرغبة في التحرك بريًا داخل العراق هو الذي دفع الإدارة الأمريكية للجوء للضربات الجوية، مشيرًا إلى أن أوباما لا يرغب في التورط مجددًا بالعراق ويخشى خسارة ما اعتبره أبرز الإنجازات وهو سحب القوات الأمريكية من العراق. تشتت قيادات التنظيم من جانبه، قال اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الإستراتيجية: بعد قيام أمريكا بتوجيه عده ضربات لداعش في العراق، أصبحوا مشتتين لفرقتين، فالفريق الأول وهو متماسك وهم من يلجئون للمخابرات التركية لمساعدتهم للهرب لسوريا بعد تأهيلهم، أما الفريق الثانى والمشتت ليس لهم خيار سوى ليبيا والهرب البرى له. وأشار منصور، إلى أن جماعة داعش هم خادمو المخابرات الأمريكية لضرب الدول العربية بطريقة غير مباشرة، كما أكد أن مصير داعش سواء في سوريا أو ليبيا، هو واحد وهو التدمير.