في عالم جميل أشبه بعالم مسحور تحلق فيه ويأسرك ذلك عالم محمد فريد وجدي كان لا بد من تذكره واستحضاره في ذاكرتنا بل حاضرنا فعالم محمد فريد وجدي ينجذب انجذابا لحاضر الثورة المصرية الشابة لأنه كان ثائرا شابا بل صبيا ثائرا وكانت ثورته فكرية رائعة أنيقة مدهشة فريدة من نوعها لنطرق بعد الطرقات على أبواب الجمال والجلال في فكر عاش فريدا ومات فريدا اذا كان منسيا فلا يهم فيكفيه أن من يعلمه لا ينساه ويظل بفكره بصمة خاصة لا تمحى يرى د/ رجب البيومى أن من المسار المبهج أن نجد (3) من علماء المسلمين العرب تترجم أكثر مؤلفاتهم إلى معظم لغات بنى الإسلام وهم: فريد وجدي، طنطاوي جوهري، رشيد رضا ثورة اليقين في مواجهة الشك ألف كتابا وهو لم يتعد السادسة عشرة وأسماه "الفلسفة الحقة في بدائع الأكوان" قدمه لكل من يمر بمثل تجربته التي تعرض لها من الشك في العقيدة مستدلا من القرآن والسنة وبأقوال علماء الطبيعة والكيمياء على وجود الله وعجائب صنعه. وقد راج الكتاب ونفدت نسخه في وقت قريب. ثورة ضد الغرب واصل بعدها وجدي ثورته الفكرية مرتئيا أن الغرب يروج لحملات الهجوم على الإسلام فحاول مخاطبة الغرب وتوضيح ما وقعوا فيه من أخطاء خاصة بحقيقة الإسلام فكتب بالفرنسية كتاب "الإسلام والمدنية" (ألفه وهو ابن عشرين عاما وقد ألف بالفرنسية ثم ترجم للعربية وغيرها). ثورة العلم والايمان كان يرى أن عليه أن يسعى لإثبات أن الإسلام صالح لقيادة الإنسانية؛ لذا فقد اتجه للصحافة، وكانت جرائد اللواء والأهرام والمؤيد ترحب بمقالاته الأدبية وبحوثه العلمية، إلا أنه بعد فترة رأى أن هذه الجرائد أحيانا ما ترفض نشر هذه الدراسات العلمية المتخصصة، فاتجه فكره لإصدار مجلة علمية أسماها "الحياة" وصدر أول عدد منها غرة صفر 1317ه / 9 من يونيو 1899م وعمره 22 عاما وكان غرضه من إصدارها تثبيت أصول الدين في عقول أبنائه بنتائج العلم العصري وإقامة الأدلة العمرانية والفلسفية على أن هذا الدين هو منتهى ما يصل إليه الإنسان من حقيقة الدين وما تدفعه إليه الفطرة. ثورة ضد الالحاد قضى وجدي قرابة نصف عمره منافحا للمادية والماديين فكان يسارع بشراء ما يصدر باللغة الفرنسية من الكتب التي تروج للنظرية الداروينية ليقوم بتفنيدها والرد عليها، فكتب "على أطلال المذهب المادي" في أربعة أجزاء لهدم كل ما قاله "المطورون" كاشفا حقيقة الصلة بين العلم والدين ثورة ضد التغريبيين كلنا نعلم على حد علمي كتاب قاسم أمين (المراة الجديدة) لكن كم عدد من يعلم كتاب (المرأة المسلمة) الذي كتبه فريد وجدي ردا على كتاب قاسم عام 1901م، و عمره 24 عاما. كلنا نعلم كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين لكن كم منا يعلم نقد كتاب الشعر الجاهلى لخص فيه فريد وجدي فصول كتاب الشعر الجاهلى ، ونقد منها ما يتعلق بالتاريخ ، والاجتماع ، والأدب نقدا رصينا متينا. من أقواله المأثورة إن الفكر أمانة وصاحب القلم ليس مخيرا دائما فيما يكتب ولكنه يُفاجَأ أحيانا بما لا سبيل إلى السكوت عنه فيحمل يراعه كما يحمل المجاهد في حومة القتال سلاحه، والله عليم بذات الصدور" — محمد فريد وجدي رحمه الله لنعيد الحياة لمجلة الحياة كتبه الأخرى 1. دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجري والعشرين الميلادي، ط1 1910 - 1918م، في عشرة مجلدات و8416 صفحة، ألفها في عشر سنين. 2. من معالم الإسلام (مجموعة مقالات كتبت بمجلة الأزهر ثم جمعت ككتاب). 3. الوجديات (كتاب في أصول الحوار). 4. مهمة الإسلام في العالم (يحتوى على 24 مبحث). 5. السيرة النبوية تحت ضوء العلم والفلسفة (يحتوى على 40 فصلا). 6. ليس من هنا نبدأ. 7. في معترك الفلسفيين. 8. المستقبل للإسلام. 9. أوقات الفراغ. 10. له كتاب موجز في تفسير القران المسمى صفوة العرفان في تفسير القرآن والذي عرف لاحقا باسم المصحف المفسر، ط1 1907م، أعيد طبعه عدة مرات وترجم للغات عديدة أخرى. • هذا وقد رأس تحرير مجلة الأزهر الشريف وكتب فيها مقالات عديدة ربما لو جمعت لشكلت نواة جيدة لعدة كتب مفيدة في مجالات مختلفة. مراجع ومصادر الموسوعة الحرة ببليوإسلام