شككت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مزاعم إسرائيلية حول أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اقترح التنازل عن أراض في سيناء للفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن تقرير الإذاعة الإسرائيلية في هذا الصدد "مجهول المصدر"، بالإضافة إلى أنه مقتضب, كما رفضته مصر بشدة, ونفته أيضا السلطة الفلسطينية. وتابعت "واشنطن بوست" أن فكرة قيام دولة فلسطينية في في سيناءوغزة, يروج لها بعض الساسة الإسرائيليين منذ سنين, ودخلت مجددا دائرة الضوء, بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. وكانت الإذاعة الإسرائيلية زعمت قبل أيام أن هناك مقترحا مصريا بإعطاء الفلسطينيين نحو 1600 كيلو متر مربع من أرضها الحدودية مع غزة في سيناء، وفي المقابل يتنازل الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مطالبه بتشكيل دولة فلسطينية طبقا لحدود عام 1967. وقالت الإذاعة الإسرائيلية :"بعد أقل من أسبوعين على وقف النار بين إسرائيل وحركة حماس، تقدم السيسي بخطة سلام شاملة، وتم عرضها على عباس في اللقاء الذي تم بينه وبين السيسي مؤخرا بالقاهرة، وتنص على نقل 1600 كيلو متر مربع من الأراضي المصرية للسلطة الفلسطينية، وهي المنطقة التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية". وتابعت " الرئيس المصري يقترح عمليا زيادة مساحة قطاع غزة 5 أضعاف مساحتها الآن، لافتة إلى أن الدولة التي ستقام على سيناء سيعود إليها اللاجئون الفلسطينيون وستكون منزوعة السلاح، كما ستحصل السلطة على حكم ذاتي في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية مقابل تنازل عباس عن مطلبه بالعودة لحدود 67 ". ونقلت عما سمته مصادر مطلعة على تفاصيل المقترح المصري قولها :"إن السيسي مارس ضغوطا شديدة على محمود عباس للاستجابة للمبادرة، لكن الأخير رفض الأمر بشكل تام، بينما أعطى الأمريكيون الضوء الأخضر للمبادرة". وأشارت الإذاعة الإسرائيلية أيضا إلى أن خطة مشابهة للمبادرة المصرية, تم طرحها قبل حوالي 8 أشهر من قبل أكاديميين إسرائيليين، ومن قبل جيورا أيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، ووقتها رفضت الحكومة المصرية المقترح، ووفقا لتقديرات عديدة، فإن مقترح القاهرة ينبع من الصعوبات التي يواجهها الجيش المصري مع التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء, حسبما زعمت الإذاعة الإسرائيلية. وفي المقابل, نفى الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة الفلسطينية، نفياً قاطعاً ما سماه "الأخبار الملفقة التي أذاعتها المواقع الإسرائيلية، والتي ادعت خلالها أن السيسي اقترح على عباس توسيع مساحة قطاع غزة خمس مرات في مناطق من شبه جزيرة سيناء"، لافتا إلى أن "الموقف الفلسطيني واضح وأنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالمحتلة". وقال :" إن هذا لا أساس له من الصحة وهو مشروع قديم كان اقترحه جيورا ايلاند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، لإقامة دولة فلسطينية في غزة على جزء من سيناء مع حكم ذاتي للضفة الغربية"، مضيفا أن "القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية لهما موقف واحد وهو إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 والقدس عاصمة لها وإن عباس قد وضع السيسي في صورة التحرك المستقبلي على كافة الأصعدة للوصول إلى هذا الهدف".