في الوقت الذي عول عليهم الكثيرين الحراك الذي جرى على مدار الشهرين الماضيين في ملف المصالحة بين الدولة والإخوان، وكان آخرها بداية تفتيت التحالف الوطني لدعم الشرعية بانسحاب حزب الوسط منه وانتظار القرار ذاته من الوطن والجماعة الإسلامية، جاء الإعلان عن تجميد تحالف الإخوان المنشقين المشاورات مع حزب الوسط والتيار الإسلامي والاستعداد لعقد مؤتمر الاثنين القادم يتهمهم بعدم الرغبة في التصالح ليثير العديد من التساؤلات حول الدور الذي لعبه شباب الإخوان المنشقين في المرحلة الماضية، ولماذ انتهى ذلك الدور في تلك الفترة بالتحديد التي ظهرت فيها مبادرة النائب السابق المفرج عنه محمد العمدة، بالإضافة إلى الافراج عن بعض قيادات الإخوان، وظهور لشخصيات كان ظهورها الإعلامي محرم وعلى راسهم عبد المنعم ابو الفتوح. كشفت أحد المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها ل"المصريون" أن الدولة استخدمت عدة اوراق للتهيئة الذهنية للمواطنين فكة المصالحة مع الإخوان، أبرزهم الإخوان المنشقين وبعدهم محمد العمدة، بالتزامن مع مشاورات تجري في الخفاء مع آخرين، للاتفاق على موائمات معينة تعيد التيار الإسلامي جزئياً إلى الحياة السياسية، ومواجهة تطرف وتصعيد بعضهم في الخارج، وأن الإخوان المنشقين انتهى دورهم في تلك المرحلة لتركيز الضوء على مبادرة العمدة والصادرة عن شخصية كانت قريبة جداً من الإخوان، ومحاولة دعمها من قبل بعض القيادات في المحافظات المفرج عنهم. " بصراحة شديدة من المؤكد أن الدولة ترغب في تحقيق مصالحة مع الإخوان وإلا لما كانت أتاحت لنا تلك المساحة من التحرك، والتي وصلت إلى استقبالنا في مؤسسة الرئاسة وتسلم تقرير مبادرتنا" يقول عمرو عمارة، منسق تحالف الإخوان المنشقين ل"المصريون"، مضيفاً أن الهدف الرئيسي كان تهيئة الأجواء للمصالحة ومحو آثار الكراهية التي بثها الإعلام على مدار العام الماضي، وتحريك المياه الراكدة. وتابع : نعلم جيداً أن المصالحة سيجريها قيادات الإخوان والتيار الإسلامي الكبيرة، فالرئيس لن يجلس معنا او غيرنا في كيانات اعترفنا نفسنا سابقاً أنها وهمية. وأشار إلى أن الدكتور كمال الهلباوي، والذي مثل الأب الروحي للتحالف منذ بدايته، اختفى في الفترة الماضية ولم يشاركنا جهودنا للمصلحة حتى لا يتم استهلاك اسمه، وحتى يتيح لنا الفرصة للظهور والعمل معتمدين على انفسنا، مشيراً في الوقت ذاته أنه يتابع تحركاتهم باستمرار ويسدل لهم النصح. وفي السياق ذاته فسر سامح راشد، المحلل السياسي، استضافة قناة الحياة أمس الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح خلال برنامج الحياة اليوم، قائلاً إن ظهور أبو الفتوح لا يمكن أن يأخذ على محمل المصادفة، لاسيما في ظل غيابه عن الظهور عقب تصريحاته السابقة الرافضة للنظام. وأضاف "راشد"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن ظهور ابو الفتوح رسالة ضمنية من النظام أنه يرغب في المصالحة مع التيار الإسلامي، وأنه لا ينوي إقصائهم ولكن دون من تبني منهم اعمال عنف او خطاب عنيف، مشيراً أن سير الاسئلة خلال الحوار وتركيزها على الحديث عن المصالحة وموقفه منها وموقفه من جماعة الإخوان دليل على ذلك. وتابع المحلل السياسي أن ذلك قد يعكس رغبة النظام الحقيقية في اجراء مصالحة لاسيما مع الافراج عن بعض القيادات الاصلاحية في الجماعة، ولكن لا استطيع الجزم بذلك، فقد تكون حيلة جديدة من النظام وشو إعلامي. وعن شكل البرلمان الانسب للنظام الحالي أكد "راشد" على أن تناسق البرلمان وخروجه من تيار واحد او الوان مختلفة ولكن مؤيدة للنظام سيكون أفضل له من وجود صوت شاذ او تواجد إسلامي.