مازال مشروع قناة السويس الجديدة يتصدر بؤرة اهتمام الصحف الغربية, حيث ذكرت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية أن الوتيرة التى ينمو بها الاقتصاد العالمى, هي التي ستحدد نجاح هذا المشروع من عدمه, مبدية شكوكا كثيرة حوله. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 سبتمبر أن هذا المشروع, الذي يعول عليه نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كثيرا, لتلميع صورته, يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد المصري بشدة. وتابعت "الزيادة فى حركة السفن فى القناة الجديدة سوف يكون مرتبطا بالتجارة العالمية، فإذا ما تسارعت عجلة الإنتاج فى الصين والولايات المتحدة, وزادت معدلات الاستهلاك فى أوروبا، فسترتفع حركة المرور فى الممر المائى الجديد، لكن إذا ما استمر الاقتصاد العالمى فى النمو بمعدلات بطيئة تصل إلى 3% تقريبًا، فلن يكون ثمة داعٍ لاستخدام القناة الجديدة فى مصر". وحذرت الصحيفة من تمادي المصريين في التفاؤل بشأن الإيرادات المتوقعة من هذا المشروع, قائلة :" إن نجاح هذا المشروع, الذي يبلغ تمويله 8 مليار دولار, أمر غير مؤكد, ويرتبط أساسا بنمو الاقتصاد العالمي". وبدورها, أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية جانبا آخر, لم يتم تسليط الضوء عليه, بالإعلام المصري, وهو أن هذا المشروع تسبب في تشريد الكثير من الأسر الفقيرة, موضحة أن سكان قريتي الأبطال والقنطرة تضرروا بشدة منه. وتابعت الصحيفة في تقرير لها في 4 سبتمبر أن المشروع الجديد بات بمثابة كابوس يؤرق الكثير من الأسر, الذين يخافون من أن تستولي الحكومة على منازلهم ويصبحون بلا مأوى مثلهم مثل 1500 أسرة, وعدتهم الحكومة بأنها ستدفع لهم تعويضًا, ولكن إلى الآن لم يتم تعويضهم. وأشارت الصحيفة إلى أن 1500 منزل تم هدمهم بالفعل في مكان حفر القناة، وهناك 5000 منزل آخرين تحت التهديد، وتابعت "كل من عارض الخروج ورفض ترك منزله, اُعتقل", ونقلت عن مزارع يدعى إبراهيم السيد قوله:" يقولون إن الأرض ملك الجيش، ولكننا نعيش هنا منذ 30 عامًا، فإن كانت ملك لهم, لماذا تركونا نعيش هنا كل هذا الوقت". كما نقلت "الجارديان" عن نيل ديفيديسون، أحد كبار المحللين في شركة دروري لاستشارات الأبحاث البحرية، قوله :" إنه ليس من الواضح ما إذا كان مشروع القناة الجديدة سيكون له العائد المالي, الذي تنشده الحكومة المصرية". وكان موقع "المونيتور" الأمريكي شكك أيضا في جدوى إنشاء قناة السويس الجديدة, وأكد أن هذا المشروع "مغامرة كبيرة" لنظام السيسي, وقد ينتهى بالفشل. وتابع الموقع في تقرير له في 2 سبتمبر أن ظهور المياه في مواقع حفر القناة الجديدة يحتاج إلى تكلفة مادية ستتعدى 10 مرات تكلفة الحفر في أراضٍ جافة, كما أنه من غير المؤكد أن حفر القناة الجديدة لزيادة القدرة على استيعاب عدد أكبر من السفن, قد يحدث طفرة كبيرة في الإيرادات المتوقعة. وتابع الموقع " مضاعفة حجم السفن المارة من قناة السويس مرتبط بشكل أساسي بحركة التجارة العالمية, والتي تزيد فقط بنسبة 2 إلى 3% في الفترات العادية, من دون فترات الركود، وهو ما يشكك في تحقيق الإيرادات المرجوة من حفرالقناة الجديدة". وحذر "المونيتور" من أن مشروع قناة السويس الجديدة قد ينتهي إلى الفشل, كالمشاريع القومية السابقة في مصر, مثل توشكى, أو ترعة السلام. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي حدد مهلة عام فقط لإنهاء الحفر, وتسيير السفينة الأولى في القناة الجديدة, بينما قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن افتتاح القناة الجديدة، سيكون يوم 6 أغسطس المقبل، مشيرًا إلى أنه سيشعر بعظمة مصر والشعب فى هذا اليوم. وأضاف مميش خلال لقاء مسجل مع الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، ببرنامج "هنا العاصمة"، على فضائية "CBC"، أن مشروع تنمية القناة سينعكس على مصر كلها, وليس على مدن القناة فقط