ما انفك خطاب القوى المنتصرة بعد 30 يونيو 2013، يتهم الرئيس المعزول محمد مرسي بأنه كان بصدد بيع جزء من سيناء لضمها إلى قطاع غزة، في إطار حل مقترح لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وتتواتر التصريحات حتى داخل المؤسسات الأكاديمية التابعة لمؤسسات القوة بأن 30 يونيو اجهضت "مؤامرة كونية" أطرافها الإخوان، قطر، تركيا وحماس.. من بينها استقطاع هذا الجزء المزعوم من سيناء. غير أن التهمة لازالت حتى الآن محض "مزاعم" لم تؤكد بعد ولم يقدم مرسي بسببها إلى المحاكمة .. رغم أنه يحاكم الآن بتهم أخرى أقل بمراحل من تهمة بيع أراض مصرية للفلسلطينيين. ويوم أمس الأول 1 سبتمبر 2014، كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مفاجاة مدوية، حين كشف عن وجود عروض جادة لحل قضية اللاجئين على أساس "إضافة أراض من سيناء المصرية لغزة" وذلك بحسب تعبيره. عباس كشف عن ذلك في كلمة القاها في اجتماع الهيئة العامة لإقليم حركة فتح في محافظة رام الله البيرة، بحسب وكالة "معا"الاخبارية الفلسطينية . الرئيس الفلسطيني قال إن " إسرائيل لا مانع لديها أن تكون هناك دولة في قطاع غزة، ولكنها تريد في الضفة الغربية أن يكون هناك حكمً ذاتي فقط" وكشف عن أن المستشار الإسرائيلي "أيجور أيلاند" طرح مشروعا ينص على إضافة 1600 كيلومتر مربع إلى غزة من أراض سيناء" ثم علق عباس متهكما:"مصر تتكرم علينا وتقدم لنا هبة آلهية، بألف و600 كيلو متر مربع، وهؤلاء جاهزون لاستقبال كل اللاجئين، وخلصونا من قصة اللاجئين"
كشف عباس أيضا عن أن الفكرة "قديمة" وأنه عام 1956 عرض نفس العرض في قطاع غزة على الحكومة المصرية، وشعر الشعب الفلسطيني بذلك، فقامت مظاهرات قادها المرحوم أبو يوسف النجار، المرحوم معين بسيسو، والمرحوم فتحي البلعاوي، ووضعوا في السجن، لكنهم عطلوا هذا المشروع" والمفاجاة هنا أن عباس صرح بهذا الكلام منذ يومين فقط.. وهو أول اعتراف فلسطيني رسمي بوجود مشروع لحل مشكلة اللاجئين على حساب اراض من سيناء وقال إن الفكرة "تطرح مرة أخرى الآن وتُقبل" على حد وصفه. والمفاجأة الأكبر هي أن عباس كشف عن أنه عرض عليه هو شخصيا هذا العرض ممن وصفه ب"أحد كبار القادة في مصر" ونقل عن الأخير قوله: يجب إيجاد مأوى للفلسطينيين ولدينا كل هذه الأراضي الواسعة"!!!!! غير أن المثير في الموضوع أن عباس لم يشر إلى الإخوان.. ولا إلى محمد مرسي.. ولكن إلى "قائد كبير" دون أن يسمه أو يحدد ما إذا كان في مرحلة حكم الجماعة.. أم في نظام الحكم الحالي. الأكثر غرابة.. أن تصريحات عباس الخطيرة والتي نقلتها عنه وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن "معا" الفلسطينية.. مرت مرور الكرام على مصر.. دون أن يصدر بيان رسمي يوضح ملابسات هذه المفاجاة المدوية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.