سياسيون: التنظيم هاجم مرسي والإخوان لكسب تعاطف المصريين قيادي وفدي: يعرف جيدًا مدى قوة السيسي لذلك لم يهاجمه تعيش جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والعالم العربى منذ أحداث 3 يوليو العام الماضى ، وحتى الآن أصعب الفترات في تاريخها على الإطلاق ففى الداخل تظل الملاحقات الأمنية والقتل لأنصار جماعة الإخوان المسلمين واعتقال قيادات الجماعة هو السمة الغالبة بل يطالب البعض بإعدام القيادات وتظل مطاردة شباب الجماعة هو الفكر السائد عند النظام الحالى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولم يختلف الأمر كثيرًا فى الخارج فتحاول دول الخليج تضييق الخناق على الإخوان والمطالبة بعزل الإخوان من الوظائف بل يصل التضييق إلى المطالبة بترحيل المصريين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين من أراضيهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصلت الأمور أكثر سوءًا إلى المطالبة بقتل محمد مرسى الرئيس السابق، لأنه مرتد وهذا ما طالبت به تنظيم الدولة الإسلامية داعش. فمنذ عزل الرئيس محمد مرسى ظهرت هذه الجماعة وهو تنظيم مسلح يُوصف بالإرهاب يتبنى الفكر السلفى الجهادى يهدف أعضاؤه إلى إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة"، يمتد فى العراق وسوريا فزعيم هذا التنظيم هو أبو بكر البغدادي، الذى اتهمه البعض فى البداية أنه يخرج من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، وأنه ظهر من أجل إعادة محمد مرسى إلى الحكم مرة آخري، وما بين عشية وضحاها حتى انقلبت صفوف داعش على جماعة الإخوان المسلمين، حيث طالب أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمى باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"، القيادى بتنظيم القاعدة محمد الظواهرى بالتخلى عن تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر بعد أن خانوا البيعة وساعدوا على قتل الجهاديين فى سيناء رغم وعدهم بحمايتهم. وأضاف العدناني، فى كلمة مسجلة له وجهها للظواهري: "لقد كنت لعبة بين أيدى صبى خائن وهو محمد مرسى المرتد الذى قتل المجاهدين وخان البيعة وعليك الآن التبرؤ منهم والحفاظ على إرث أسامة بن لادن". فأصبحت جماعة الإخوان المسلمين مابين رحى النظام المصرى الذى اعتقل الآلاف منهم وقتل وشرد عائلات كثيرة منهم، وما بين مقصلة حركة داعش التى اعتبرت الجماعة بعيدة عن الإسلام وطالبت بذبح الرئيس السابق محمد مرسى حال دخولها البلاد وهو الأمر الذى جعل الأمر يزداد سوءًا للجماعة وقياداتها التى أصبحت محاصرة داخليًا من النظام الحاكم وخارجيًا من داعش. وفى إطار ذلك استطلعت (المصريون) آراء المحللون فى أسباب هجوم داعش على جماعة الإخوان والحصار المفروض على الإخوان فى داخل مصر من قبل النظام الحاكم وخارج مصر من قبل تنظيم داعش. هاشم : الإخوان خلقت عداوة مع "داعش" بسبب الدين ومع "السيسي" بسبب الدولة يقول الدكتور صلاح هاشم المحلل السياسى ورئيس الشبكة المصرية للحماية الاجتماعية: إن هناك غضبًا وعداءً شديدًا لجماعة الإخوان المسلمين من عدة جهات وذلك لعدة أسباب رئيسية جعلت لها أعداء فى الداخل والخارج ففى الداخل هناك عداوة بين النظام الحالى والجماعة وذلك نظرًا لما تقوم به الجماعة من أفعال وانتهاكات وتخريب للدولة المصرية مما جعل الدولة تحاول إيقاف هذا التخريب فى الدولة عن طريق الاعتقال خاصة من يثبت عليه بعض الجرائم، فنظام الرئيس السيسى حاليًا يقوم بمواجهة الإخوان ليس كعداء شخصى بينهما ولكن نظرا لما يقومون به من تخريب لمنشآت الدولة. وأضاف هاشم، أن من ضمن أعداء الإخوان المسلمين خارجيا هو تنظيم داعش الذى قال إنه سيقتل الرئيس السابق محمد مرسى حال دخوله مصر بسبب أنه لا يحكم بكتاب الله وأن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة لا تريد الإسلام ولكنها تريد الوصول إلى الحكم وأن منهجهم الرئيسى هو المبدأ الميكافيللى وهو الغاية تبرر الوسيلة وبالرغم من أن تنظيم داعش فى عداوة واضحة مع الإخوان المسلمين إلا أنه فى نفس الوقت ليس مع السيسى أو الجيش المصرى ولكنهما اتفقا على شى واحد وهو عداوة الإخوان المسلمين نظرًا لما تقوم به من أفعال ضد الدولة وضد الدين. يسرى: كلام داعش عن الإخوان "مهاترات سياسية" ويقول السفير إبراهيم يسرى رئيس جبهة الضمير، إن تنظيم داعش والذى يطلق على نفسه تنظيم الدولة الإسلامية، لا أحد يعلم من ورائه ومن يدعمه ويسانده خاصة أن هذا التنظيم يسير بخطوات سريعة وقوية داخل الأراضى العراقية ومن خلال نظام تسليح قوى من أجل فرض سيطرته الكاملة على هذا الأقليم. فالتصريحات التى يطلقها داعش عن الإخوان المسلمين والرئيس السابق محمد مرسى بوصفه أنه مرتد والدعوة بالتخلى عن جماعة الإخوان المسلمين عبارة عن "مهاترات " يتسارع فى نقلها الإعلام المناهض لجماعة الإخوان لا سيما وهم من أشاعوا أن الإخوان المسلمون هم من أسقطوا الأندلس, فهم يحاولون تشويه الإخوان بكل الأشكال وحتى لو كان من خلال اشخاص هم يكرهونهم. وأضاف يسري، أن الإعلام وأهل السياسية فى مصر بإمكانهم الحديث عن الإخوان ووصفها كما يريدون من منطلق الوضع الداخلى الذى يعايشه الجميع وليس من خلال جماعة مجهولة المصدر والهوية والتى لا يعلم أحد شيئًا عنها إلا من خلال ما يريد الإعلام بثه. ولفت يسري، إلى أنه من المحتمل أن تكون جماعة داعش صناعة مخابراتية تستخدمها الدول الغربية الكبرى من أجل إعادة تقسيم المنطقة, ويمكن أن يكون دليل على ذلك اتجاه الولاياتالمتحدة وفرنسا إلى تسليح الأكراد عندما اقتربت داعش من دخولها من أجل خلق حرب داخلية تستطيع أن تستغلها الدول الغربية من خلال التدخل والعمل على تقسيم الدولة من أجل إنهاء نزاع داعش مع الأكراد. الخولي: داعش الممثل العربى للإخوان والسيسى سيقضى عليهم ويشير حسام الخولى سكرتير مساعد حزب الوفد، إلى أنه منذ ظهور حركة داعش فى العراق وهى تمثل جماعة الإخوان وتقوم بتفس الأفعال التى يقوم بها الإخوان فما يقوم به التنظيم هو مماثل لما يقوم به الاخوان المسلمين فى مصر فتنظيم داعش فى البيان الأخير له عندما استولى على منطقة من العراق، جاء فى هذا البيان منع النساء من التبرج ولبس النقاب بالقوة منع صالونات الحلاقة للرجال والنساء فى آن واحد وفرض إطلاق اللحية وغيرها من الأفعال التى يمكن أن تكون جماعة الإخوان تنوى القيام بها فى مصر فلذلك رفض السيسى التضامن مع داعش فى العراق لأنه كان يراها الجناح الآخر من جماعة الإخوان المسلمين التى أعلنت عن أنها جماعة إرهابية ويجب القضاء عليها فى جميع الدول العربية. وأشار الخولى، إلى أن مهاجمة تنظيم داعش للإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى الآن لاستشعارهم بقوة الرئيس السيسى هذه الأيام وخاصة زيارته لروسيا ووعدها له بالإمدادات التى يريدها هذا بالاضافة إلى أن هناك أقاويل ترددت فى الفترة الاخيرة بأنه يمكن أن يكون هناك تدخل عسكرى فى ليبيا وأيضا فى العراق وهو يعلم تمامًا قوة الجيش المصرى ومن ثم يمكن أن يكون غير ت داعش مواقفها تجاه الإخوان وهاجمتها تحسبًا لقوة السيسى لمعرفته التامة أنها جماعة مكروهة من العالم كله. النويري: داعش ينتقم من الإخوان خوفاً من السيسي وفى سياق متصل يقول عبد السلام النويرى الخبير السياسى وعضو مجلس الشعب السابق: إن تنظيم داعش يشكل خطرًا حقيقيًا وليس وهميًا كما يعتقد البعض، مضيفًا أن هذا الخطر يتطلب تشكيل حلف عربى لمواجهة إرهاب داعش وهو ما قاله الرئيس السيسى والذى طالب أيضا أن يكون هناك تنسيق بين مصر و الجزائر فى ما يتعلق بمواجهة الإرهاب على الحدود، فأراد داعش أن يكسب ود المصريين فقرر الهجوم على الإخوان التى تسبب مشاكل كثيرة للمصريين فبالرغم من هذه الشعارات والتصريحات البراقة إلا أنها لن تخدع الشعب المصرى فهى عبارة عن مسكنات أو خداع السلطة حتى لا يتخذوا ضده أى تدخل عسكرى. وأكد النويرى، أنه من الأسباب الحقيقية التى جعلت داعش يهاجم الإخوان هو مطالبة الاقباط الرئيس السيسى بالتخلص من داعش وذلك بسبب تهديدات داعش من التخلص من الاقباط فطلبوا من السيسى الوقوف ضد داعش ومن أهم الأسباب التى جعلت داعش تهاجم جماعة الإخوان المسلمين هو عدم اتفاق داعش والاخوان فقررت داعش الهجوم على الإخوان المسلمين. بلال : حركة غير طبيعية وتفسد أكثر مما تصلح ويقول بلال السيد أمين شباب حزب الوسط, إن حركة داعش والتى ظهرت مؤخرًا فى العراق هى حركة غير طبيعية وأنها تفسد أكثر مما تصلح فقد تسببت فى قتل الكثير من الأبرياء, ومثل هذه الأفعال لا ترتبط بالعروبة ولا بالوطنية ولا بالإسلام بصلة سواء من قريب أو بعيد . وأضاف بلال، أن أى آراء سياسية أو خطابات توجهها هذه الجماعة لانتقاد أى فصيل من الفصائل السياسية فى مصر كما حدث من هجومها على الإخوان المسلمين ووصفها للدكتور مرسى بالمرتد, لا ينظر إليها ولا يؤخذ فى الاعتبار لعدم الاعتراف بهذه الجماعة واستنكار أفعالها من الأصل . وأضاف، أننا ندعم الديمقراطية مع أى شخص أو حزب وما يحدث فى مصر الآن من فتنة سياسية هى من أجل الديمقراطية وليس القتل او الأعمال المسلحة المرفوضة من قبل جميع الفصائل لأن الخاسر الوحيد فيه هى الشعوب . وأكد بلال، أن ما يفعله داعش وما يقوله من آراء سياسية ليس فى دائرة الاهتمام ويجب ألا يكون كذلك لأن أفعالها غير منضبطة ولا ينتظر أحد ممن يقتل أن يقف بجوار الحق ومن الصعب أن يقف داعش ضد مصر لقوة شعبها وصموده أمام الأعداء . ولفت بلال، إلى أن نشأة جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام داعش كما تسمى نفسها هى نشأه غريبة وتحتاج إلى أبحاث ودراسات مستفيضة لأن حولها العديد من علامات الاستفهام وحتى أهدافها غير واضحة والمعلن منه غير متطابقة مع أفعالها على أرض الواقع فهى ترفع رايات وتنادى بأشياء ثم تأتى بعكسها, وأفعالها تتنافى مع تعاليم الإسلام فمثل هذه التنظيمات تظهر بشكل مفاجئ لكن سرعان ما ترفضها الشعوب .