الحاكم والحكومة والمسئولين ليسوا أناساً من كوكب آخر بل هم منا من بلادنا ومن أهلنا ، فلم نر في خلال الخمسين عاماً الأخيرة على سبيل المثال وزيراً أو مسئولا كبيراً كان أم صغيراً غير مصري باستثناء مدربي وحكام كرة القدم وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله والراسخون في علوم الكرة ، المهم أننا وهؤلاء إفراز لمجتمع واحد شكلت التربية الأسرية فيه مقداراً كبيراً من تصوراته وأفهامه ، وكلنا بلا استثناء نمارس الديكتاتورية من خلال سلوكيات ومفاهيم خاطئة وللأسف ربطناها مخطئين بالدين وكأن اسلامنا الحنيف أمر بها وهو منها براء . فتعنت الزوج مع زوجته لأتفه الأسباب إثباتاً لرجولة كاذبة هو ديكتاتورية فلماذا نغضب من تعنت الحكام الشدة الغير مبررة مع الأبناء بالضرب أو بالتوبيخ تصل لدرجة الإهانة بحجة ضرورة احترام الأب ونظام البيت نوع من الديكتاتورية فلماذا نعترض على قسوة الشرطة في التعامل بنفس الحجة اكل حقوق الأيتام ومواريثهم من أبناء اخوتنا وعدم اعطاء اخواتنا البنات مواريثهم كاملة هو فساد مالي واداري داخل اطار الأسرة فلماذا نغتاظ من وزير لهف ملايين الشعب بالفساد والمحسوبية حرص العاملين في الهيئات الحكومية مثل الكهرباء والضرائب والبنوك والقضاء على تعيين أبنائهم تحت بند أبناء العاملين بحجة تأمين مستقبلهم المعيشي بغض النظر عن كقائتهم هو توريث للمنصب فلماذا انزعجنا من محاولة توريث الرئاسة بين المخلوع وولده خلاصة القول ( كيفما تكونوا يول عليكم ) ولذا لزم علينا بعد الثورة وهي أكبر تغيير في مصر والعالم العربي في العشر سنين الأخيرة لزم علينا التغيير فلتكن ثورة في تغير سلوكنا ، فليكن رب الأسرة وحاكمها رفيقا مع شعبه وأهل بيته زوجته وأولاده حتى يرقق الله قلوب الحكام علينا ولنحسن معاملة بعضنا وأبنائنا حتى تحسن الحكومة معاملتنا ، وليتعفف الموظف الصغير عن الفساد الصغير بالرشوة والمحسوبية حتى يتعفف الوزير الكبير عن الفساد الكبير بالعمولات والسمسرة ، في كل حياتنا لا بد من التغيير إلى الأحسن فاستقيموا يرحمكم الله