لبست الحجاب ومازلت عصرية جدا ، فاهمه وواعيه أكثر من الأجيال السابقة ، عندما يتقدم لي عريس لا أبالغ في الفرح والسعادة لمجرد أنني سأتزوج ، لا وألف لا ، يجب أن أتدارس الموقف جيدا ، شكله ظروفه طباعه احترامه لحقوق المرأة ، كل ما سبق ضروري جدا بالنسبة لي . كلام سليم ومضبوط ولكن تشوبه مبالغات غرور الشباب وتسرعه ونظرته للأمور نظرة أحادية ، ربما تأثرا بالدراسة المنهجية دائما ( أ ) تسبب (ب ) و ( 2 = 2 ) هذه المعادلات الدراسية للشرح والتبسيط أما الحياة الواقعية فشئ آخر تماما . كل الأمور التي سوف تهتمين بها في شخصية الخطيب مجرد خيوط من السهل تتبع كل منها علي حدة ، لكن الشخص نفسه ليس حصيلة هذه الخيوط بل هو كائن متفرد ، فقد امتزجت واتحدت وتفاعلت تلك الخيوط لتنتج مكونا مختلفا وجديدا . دائما يشبهون الشخصية برغيف الخبز مكوناته واحدة ( ماء ودقيق وخميرة ) لكن النتيجة متفاوتة جدا ( رغيف محروق رغيف معجن رغيف مضبوط يفتح النفس ) ولذلك لا داعي لتتبع الخيوط والفرز والتحليل ، هذه مهمة الأب والأهل وهم أقدر عليها وماداموا سمحوا له برؤيتك يبقي أن تركزي فقط في مدي تقبلك لشخصيته ككل وكيف تتفاعلين معه . لا تضعي قيود النصاحة والشطارة الساذجة حائلا بينك وبين فطرتك كفتاة تتوق للحب وبناء الأسرة ، من حقك أن تفرحي بالرجل الذي يطلبك ويقدم نفسه كشريك وسند لك طول العمر ، انظري له بهذه العين فقط ، الحب يستحق الإخلاص التام له وتنحية كل ما عداه ، امنحي نفسك فرصة التواصل معه فإذا حدث القبول المتبادل بينكما امنحيه مشاعرك ولا تصغي أبدا لأي أصوات محبطة تحاول أن تقلل من فرحتك أو تدعي أنه لا يوجد شئ اسمه الحب . مهما تغيرت الأحوال وتبدل الزمان ، سيظل هناك دائما رجل وامرأة والحب بينهما ، لاتصغي لأصداء الحديث عن حقوق المرأة ذلك الكلام النسوي الذي أدي في حضارت أخري إلي تقويض مؤسسة الزواج وخسرت المرأة عشها وكرامتها معا ، ولا تبدأي حياتك الزوجية متسلحة بأسلحة دعائية جوفاء تجعلك متحفزة لحرب وشيكة ،فأنت لست مقبلة علي شراكة اقتصادية تتسلحين فيها بالحذر من الشريك وتحرصين علي ألا تغمضي سوي عينا واحدة أثناء النوم ، بل أنت مقبلة علي دخول عش الحب الذهبي وهي مناسبة جديرة بالفرح والسعادة والأغاني والأنوار والشربات ، اسعدي واهنأي ونامي ملء جفونك . قد تتحول بعض النساء بعد معاناة ومكابدة إلي امرأة محنكة مستهلكة فقدت براءتها يسمونها (قرشانة ) وهذا تطور طبيعي أحيانا ولكن الفتاة الصغيرة البكر تظلم نفسها عندما تبدأ من هذه النقطة المفجعة ، أنت في ربيع العمر وعلي أبواب الحياة لا تحتاطي لخريفك فعندما يهب بزوابعه تكونين علي الأقل قد استمتعت بجمال الربيع وفتنته . يصف الله عزوجل في كتابه العزيز المؤمنات بأنهن ( غافلات ) بريئات طاهرات ، هذه البراءة هي سر لمعة العيون وبسمة الشفاه وطلة الخفر والحياء وهي كلها مقدمات رائعة لنجاح الزواج وسهولة التكيف مع الزوج ، والمرأة الذكية حقا تريد عطاء المحب الذي يمنحها أضعاف حقوقها عن طيب خاطر ولا تريد عطاء المجبر الذي يبدو وكأنه ينفذ عقوبة أو واجبا ثقيلا . الرجل هو نصفك الآخر هو سرك وسترك وسندك ، عامليه ببساطة الأنثي يعاملك بكرم وشهامة الرجال ، كلما جذبه عطر أنوثتك منحك نعيم الحب وجماله ، لا تخافي ولا تحتاطي أو تخططي ، في كل الأحوال لن يضيع الله عملك ونيتك الطيبة ، وسوف تعيشين ربيع الحب ومسراته قبل فوات الأوان . [email protected]