لماذا لا تستطيع التيارات السياسية المختلفة ان تتحاور ولماذا تكال الاتهامات بالخيانه او العمالة او عدم الفهم للاطراف المختلفة عندما تختلف حول قضية رئيسية مثل قضية الدستور اولا ام الانتخابات اولا ؟ وهل المختلفون الان هم نفس الاشخاص الذين كانوا يدا واحدة ايام الثورة ؟ المطالبون بالدستور اولا رفضوا نتائج الاستفتاء الذى اقرت فيه الغالبية العظمى من الشعب اجراء الانتخابات البرلمانية اولا وبسرعة، وقالوا ان عدم الوعى هو الذى دفع الغالبية العظمى من الشعب الى الادلاء بنعم وبالتالى اصبح مصير الدستور ومصير الانسان المصرى بالتبعية فى يد من سيفوز فى الانتخابات القادمة وهم الاخوان والسلفيون (كما يروج انصار فكرة الدستور اولا ) وبالمناسبة لا افهم فكرة دخول اى تيار سياسي فى معركة انتخابية او سياسية وهو مهزوم داخليا ومتأكد انه سيخسر كما يفعل الليبراليون واليساريون ويدارى عجزه وفشله السياسي بان الشعب المصري ليس لديه الوعى الكافى ويسهل الضحك عليه خاصة من قبل الاخوان والسلفيين ، واعتقد ان الاخوان والسلفيين ليسوا بهذه القوه المفرطة . وانا شخصيا ارى ان الامر مختلف تماما عما يفكر فيه هذا التيار لان من ذهب الى ميدان التحرير لم يكونوا طبقة المثقفين وكريمة المجتمع بل كل اطياف الشعب المصرى ، نعم قد تكون الدعوة موجهه من جماعة او تيار لكن الاستجابة والتصميم والاصرار والثورات التى اندلعت فى كل ميادين مصر هى التى انجحت الثورة . والاغلبية الصامته من المصريين التى استجابت لبشائر الثورة فى 25 يناير هى التى انجحت الثورة، وهى ايضا التى صوتت فى الاستفتاء بنعم مقابل لا ، بل اننى ارى ان الانتخابات القادمة هى اصعب انتخابات على الاطلاق فى تاريخ التيار الدينى، لان نسبة كبيرة من التى كانت تعطى لهم الاصوات فى الانتخابات السابقة لم يكونوا اعضاء فى جماعة الاخوان بل من يطلق عليهم المتعاطفون مع التيار الدينى والكارهون لنظام مبارك من المصريين الغير مسيسين ( سابقا ) والان خرج الاخوان من السجون والمعتقلات ورحل نظام مبارك والمتعاطفون مع الاخوان فى السابق مستعدون بعد الثورة لاعطاء اصواتهم لمن يرونه مناسبا مهما كانت اتجاهاته السياسية ،المهم ان يعرف كيف يخاطبهم ويعبر عنهم يعنى مش ممكن شخص لا يعترف بالاديان او بهائى او معروف عنه انحراف سلوكى او انحرافات خلقية و يريد ان يرشح نفسه وينجح فى مجتمع محافظ متمسك بالدين سواء كان مسلما او مسيحيا ، واذا فشل فى الانتخابات تتهمون الشعب بعدم الوعى . لابد ان تتعلم هذه التيارات كيف تخاطب الشعب وتصل اليه ولا تتعالى عليه وتصفه بقلة الوعى والفهم ، مطلوب من هذه التيارات ان تنزل الى الشعب وتتعايش معه وتتكلم لغته وتفهم تفكيره حتى يمكن اصلاح ما فسد فيه ، اما ان ينتظروا ان يحس بهم الشعب ويعمل على الوصول اليهم بنفسه فهذا منطق معكوس، ويكررون نفس خطايا النظام السابق الذى كان يشعر وحده با نجازاته . على الجانب الاخر ارفض الاتهامات الموجهه من بعض المحسوبين على الاخوان او التيار السلفى ضد من يطالبون بالدستور اولا وعلينا ان نقرأ الخريطة بشكل صحيح ، المطالبون بالدستور اولا مصريون ولديهم نوايا طيبة وليسوا عملاء ولا خونه فقط لديهم خوف من عجزهم السياسي عن التواصل مع الجماهير مقابل خبره طويلة فى هذا المجال للتيار الدينى مما يجعل التيار الدينى هو المسيطر على شكل الدستور الجديد . وانا لدى اقتراح اتمنى ان نناقشه بشكل عقلانى بعيدا عن تحديد الهوية انت اخوانى ولا علمانى ولا فلولى ولا اهلاوى : اولى الخطوات ان نستمر فى طريق اجراء الانتخابات البرلمانية اولا كما جاءت نتيجة الاستفتاء الاخير . الثانى ان نقوم وبالتوازى ومن خلال الحوار بين لجنة تضم الجميع مجلس عسكرى واخوان وليبرالين ويساريين وسلفيين ومسيحيين ومرشحى الرئاسة لوضع مسودة دستور قياسى (وياريت ان نرجع الى دستور 1954 الذى وضعه نخبة من خبراء وفقهاء القانون فى مصر وللاسف لم يطبقه الثوار)، بل اتمنى مناقشة فكرة البرادعى عن وثيقة حقوق الانسان المصرى واذا توافق عليها الجميع يتم تبنيها ، واذا اتفقت هذه اللجنه على الدستور قبل الانتخابات فاهلا ومرحبا، واذا لم تتفق نكون قد كسبنا وقتا ووضعنا مسودة دستور تم النقاش حولها يقوم المجلس الجديد بالاسترشاد بها ارجوا الا نأخذ القضية على شكل خناقات الاحياء الشعبية لابد فيها من فائز وقتيل نريد ان نبنى ونتكاتف جميعا انا لا يهمنى الاخوان ولا الليبرالييون تهمنى مصر بمسلميها ومسيحييها .