قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إن ما جرى يوم فض اعتصام رابعة كان بداية لسلسلة من الاعتقالات والأحداث والقتل وغيرها، وأنه لا زالت تتعدد روايات إحصاء عدد القتلى بشأن هذا اليوم فلدينا 3 مصادر أحصت ضحايا هذا الحادث، أولها الأجهزة الرسمية متمثلة في وزارة الداخلية والطب الشرعي والإعلام الرسمي وقدرتهم بحوالي 377 جثة يوم 14 أغسطس 2013. وأضاف خلال برنامج "على مسئوليتي" على شاشة "الجزيرة مباشر مصر" إن موقع ويكي ثورة وهو مركز حقوقي مستقل وثق 932 حالة وفاة إلى جانب 133 آخرين لم يتم توثيقهم، أما المصدر الثالث وهو القريب من الإخوان والأكثر تعاطفاً مع الضحايا هو المرصد المصري للحقوق والحريات الذي وثق 1062 حالة، هذا بالنسبة للذين قتلوا في 14 أغسطس ولا نعرف هل تلك الإحصاءات تخص فض اعتصامي رابعة والنهضة أم رابعة فقط لكن في كل الأحوال هناك مئات قد قُتلوا وهذا عدد غير قليل. وأشار "هويدي" إلى أنه ليست هناك أرقام متفق عليها عن عدد المصابين لأنهم لم يبلغوا عن أنفسهم حتى لا يتعرضوا للاعتقال، وهناك حديث عن شهداء الشرطة وعددهم قليل، وليس واضحاً بشكل محدد لأن المتحدث باسم وزارة الداخلية تحدث عن 62 شهيد لكنه تحدث عن 8 محافظات وليس القاهرة فقط، كما أن هناك كلاما كثيرا عن ضحايا العام الأول للثورة وإذا جاز لنا أن نعتمد على توثيق المركز الحقوقي المستقل "ويكي ثورة" فهو يتحدث عن أن الذين قتلوا في العام الأول من الثورة أو التسعة أشهر الأولى قدرهم بحوالي 3248 قتيل، وعدد المصابين 18535 شخص حتى فبراير 2014، وعدد المقبوض عليهم أكثر من 41 ألف شخص منهم 5000 شخص تم اعتقالهم ولم يتم محاكمتهم. وأوضح أن حادث 14 أغسطس أصبح عند الجميع لا يقل أهمية عن ذكرى نادي الميدان السماوي في الصين وإبادة الأرمن، وخلال العام الذي ظل غامضاً ليس فقط في أرقام الضحايا بل أيضاً فيما نسب إلى المجموعة التي أزيحت من السلطة لم نسمع إلا رأياً واحداً، كما أن الملف غامض فيما يتعلق باعتصام مسجد الفتح الذي قيل أنه تم الاتفاق على فضه بشكل ودي لكن الداخلية اقتحمت المكان بقصد القتل، ولا نستطيع الآن أن نحدد بشكل متفق عليه لا وقائع الحدث ولا عدد الضحايا لكننا نتحدث فقط عن ترجيحات، وفي هذا الوقت تبرز عدة أسئلة ليست فقط بخلفية الوقائع التي حدثت بل أفق المستقبل أيضاً لأن ما حدث في 14 أغسطس جرح مفتوح لا يمكن التخلص مما بقي فيه من تقرحات وجراثيم وجراح ونزيف. ولفت "هويدي" إلى أن حادث فض رابعة ما زال جرحاً كبيراً مفتوحاً وهذا الجرح بهذا العمق وبهذا الحجم في بلد مثل مصر نخشى أن يُحدث تداعيات تشكل خطراً فادحاً على السلم الأمني وقد يُهيئ تربة مواتية لعنف يعبر به أهالي الضحايا عن سخطهم تجاه ما حدث، مشيراً إلى أن هناك انسداد في الأفق وأن المستقبل ليس مرئياً ولا توجد فيه بوادر أمل، كما أن الماضي ليست معالمه واضحة لكن ما يقلق أن هذا الذي حدث يمكن أن يؤدي إلى مزيد من استقطاب المجتمع ويورث مزيد من العنف بين أجيال ستنشأ على رفض الديموقراطية وأن التغيير السلمي ليس فيه أمل. وأشار إلى جزء آخر متعلق بالثورة وتجريح الإخوان ومحاولة تسويد هذه الصفحة وشيطنة الجماعة مما فتح الباب لشيء أبعد أو أكبر تمثل في تشويه الثورة ذاتها، فجماعة الإخوان المسلمين جزء من الوطن لكن الثورة تهم الوطن العربي كله لأنها جزء من الربيع العربي ولكن حينما تجمعت عوامل للعصف بالتجربة الإخوانية فإن الرذاذ الذي انطلق في ذلك الوقت طعن في الثورة وطال الجميع.