نظم مواطنون سوريون، وعرب، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض، لإحياء الذكرى السنوية الأولى للهجوم بالأسلحة الكيميائية، الذي وقع قبل عام في الغوطة بريف دمشق، جنوبي سوريا، وأودى بحياة أكثر من (1500) شخص. واحتشد المحتجون، ومعظمهم من الشبان، أمام البيت الأبيض، وأخذوا يتلون أسماء ضحايا الهجوم الكيميائي، ثم رددوا هتافات مناهضة لبشار الأسد، والنظام السوري لمسؤوليته عن الهجوم.
وقام الحضور بالدعاء لضحايا الهجوم، ومد قطعة قماش حمراء بطول الرصيف، بعد أن سجلوا عليها أسماء الضحايا، كما قاموا بنصب مقبرة رمزية باللون الأصفر، ووضعوا فوقها رمزا يشير إلى الخطر الكيميائي.
ومن الملفت للنظر أن بعض المحتجين كانوا يحملون صورة الصحفي الأميركي "جيمس فولي"، الذي ذبحه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أمس الأربعاء.
ورفع المحتجون لافتات عليها عبارات مناهضة للرئيس الأميركي "باراك أوباما"، محملين إياه مسؤولية التقاعس عن نصرة الشعب السوري ضد "الأسد".
وفي وقت سابق اليوم، جددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مطالبتها بمحاسبة المسؤولين عن تنفيذ الهجوم، وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، "لا تزال العدالة غائبة عن ضحايا هجمات الأسلحة الكيميائية، في الغوطة قرب دمشق، التي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص".
وأضافت: "هذه الهجمات مثلت أكبر استخدام للعوامل (الأسلحة) الكيميائية، منذ استخدمته الحكومة العراقية في عهد صدام حسين، في الهجوم على الأكراد العراقيين عام (1988)، ولكن أحداً لم يخضع للمحاسبة على الهجمات".
ويصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي وقع في (21) أغسطس/ آب (2013)، وأدى بحياة (1500) شخص، فضلا عن إصابة (5) آلاف آخرين، بالاختناق، والتي تتهم المعارضة، وأطرافا دولية النظام السوري بارتكابها.
فيما ينفي النظام السوري التورط في "مجزرة الغوطة الكيماوية"، ويتهم المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة، ويعتبر اتهام الأخيرة له بارتكاب هذه "المجزرة"، "محاولة لجر التدخل العسكري الخارجي لبلاده".