كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نقلاً عن مصادر في حركة "حماس"، أن السلطات المصرية وجهت دعوة رسمية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، لزيارة القاهرة، وبحث بنود المبادرة المصرية بعد إدخال بعض الإضافات والتعديلات عليها. وبحسب مصادر سياسية، فإن تجاوب حماس مع الجهود المصرية، سيعني البدء الفوري بدعوة باقي الفصائل الفلسطينية للتوجه إلى القاهرة، لمناقشة تفاصيل التحرك المصري الهادف إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعودة الهدوء إلى المنطقة. وكانت مصر أعربت في وقت سابق السبت عن ثقتها بالمبادرة التي تقدمت بها للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والتي قبلتها تل أبيب وعدد من الدول العربية، فيما أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على رفضها، ووجهت لها انتقادات شديدة. وقال وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر صحفي بالقاهرة عقده بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، إن مصر لا تنوي تعديل مبادرتها، معتبرا أن تلك المبادرة "تلبي احتياجات كلا الطرفين، وسنستمر في طرحها" معربا عن أمله في أن تحظى هذه المبادرة بموافقة فصائل المقاومة الفلسطينية "في القريب العاجل"، منتقدا حركة "حماس" بسبب عدم قبولها تلك المبادرة. ودعا شكري "جميع الأطراف للانضمام للمفاوضات لوقف إراقة الدماء"، مشيرا إلى أنه "كثف جهوده لإقناع الأطراف الرئيسية بقبول المبادرة المصرية". بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي التقاه الجمعة، طلب منه استخدام نفوذ فرنسا لدى شركائها "لإقناع حماس بقبول وقف إطلاق النار"، في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأنباء القطرية، إن وزير الخارجية خالد العطية تلقى الجمعة اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي "ناقشا خلاله سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" في قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن قمة "مؤشرات إيجابية" إلى أن الرئيس محمود عباس توصل مع القادة الأطراف إلى تفاهمات مبنية على المبادرة المصرية، تؤدي إلى تهدئة أو هدنة مؤقتة لوقف "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن عباس يزور اليوم دولة قطر للغرض نفسه. وأضاف الحمد الله، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "فلسطين"، مساء السبت، أن "الرئيس (عباس) يسعى لوضع حد للمجازر في قطاع غزة، وتوفير بيئة أكثر ملائمة للبحث والتفاوض، وللاتفاق على القضايا التي تهم شعبنا في غزة من رفع الحصار الظالم وفتح المعابر وتوفير سبل العيش الكريم"، لافتا إلى أنها مطالب محقة تجد منا كل الدعم والتأكيد. وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني أن عباس بدأ جولة هامة من مصر العربية، من أجل وقف شلال الدم الفلسطيني ويزور قطر الليلة لاستكمال جهوده، لافتا إلى أن مؤشرات إيجابية تشير إلى توصل الرئيس إلى "تفاهمات تؤدي لهدنة أو تهدئة مؤقتة"، من دون أن يوضح الجهات التي توصل معها إلى تلك التفاهمات. وأشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني منذ تأسيسها تتعرض لضغوط داخلية وسياسية ومالية، ومنذ بدء "العدوان" تعمل الحكومة من خلال غرفة عمليات للتخفيف عن شعبنا في قطاع غزة، من خلال التواصل مع كافة الجهات الدولية، وتسير القوافل الإغاثية والطبية، ونقل الجرحى للعلاج في مصر والأردن. ودعا الحمد الله الشعب الفلسطيني إلى رص الصفوف ونبذ الخلافات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن حكومته بدأت بحصر الأضرار لوضع خطط إعادة الإعمار فور انتهاء "العدوان". ويشن سلاح الجو الإسرائيلي، منذ 7 يوليو الجاري، غارات مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، وبدأ الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس الماضي، توغلا بريا محدودا فيه. وسقط 341 شهيدًا و2560 جريحا فلسطينيا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية في يناير 2006.