اعترافا بنعمة الله علينا بالثورة المباركة، التى أعادتنا الى التاريخ وأعادت التاريخ إلينا فى سياق طالما افتقدناه حتى كدنا نيأس من تحقيق أمالنا فيه، كى نعيش كبقية شعوب الأرض. وحمداً لله سبحانه وتعالى على أن هدانا إلى طريق الحق والنور . نؤكد نحن المجتمعين فى لندن لتأسيس جمعية وحدة وادى النيل وأصدقاء مصر من أحد عشر دولة، على ناحية من أهم نواحى حياتنا السياسية والاقتصادية والإجتماعية، والثقافية ألا وهى استعادة وحدة وادى النيل، التى كانت مصدراً من مصادر القوة فى تاريخنا على مر الزمان . يسعى الناس الى خلق أسباب تدعو الى الوحدة بين أشكال متفرقة ومتناثرة، أما نحن فقد فرطنا فى غيبوبة وغفلة عن قوة بين أيدينا لم نعرف قيمتها، ولم نقدرها حق قدرها، وبغض النظر عما يقال من أن النيل هو شريان الحياة.. وهو كذلك.. فإن حياتنا ارتبطت به، ولهذا كان كل مشروع نهضنا به على ضفاف هذا النهر العظيم، إضافة حيوية تضمن مستقبلنا وتقوي من عزمنا وإرادتنا. كذلك كانت السدود والقناطر ومشروعات الرى الكبرى والصغرى، وكأنها دماء تدفق فى جنبات البلاد المتشاطئة عليه . عشنا صغارا نؤمن بوحدة وادى النيل ، وعشنا كبارا نتحسر على ضياعها ، وقد آن لنا أن نعود إلى هذة الفكرة التى عشنا تحت شمسها وظلالها الجميلة لأكثر من سبعة آلاف عام . يجب أن نتمسك بفكرة وادى النيل ونعض عليها بالنواجذ ، لنضمن لنا مكاننا الذى نستحقه فى التاريخ . لا يجهد نفسه عالم محقق فى أن يجد لهذه الوحدة مبررات وأسباب ترفع من قدرنا، فهاهما الشعبان المصرى والسودانى قد التحما تاريخيا بحيث بقيا شعبا واحدا رغم النكسات التى تعرضا لها فى الشمال والجنوب ، حتى لخص لنا ذلك الزعيم السودانى الكبير إسماعيل الأزهرى رحمة اللة عندما كان يلح فى القول أنا سودانى من القاهرة ، وأنا مصرى من الخرطوم ، ومع ذلك من المؤسف أن الزعيم الأزهرى استجاب للضغوط البريطانية وتم فصل السودان عن مصر فى عهده وعهد قائد القومية العربية جمال عبدالناصر!! . إن وحدة وادى النيل وحدة لا تقف دونها عوائق طبيعية ، ولاتحول دون تحقيقها أحقاد قديمة ، ولاثارات عشائرية ، إنما هى وحدة ذاتية متجددة القوى أخذا بعضها بحجز بعض ، لينعم بها الشعبان كنواة للأمتين العربية والأسلامية . فهى الوحدة الخطوة ، والوحدة الغاية ، والوحدة الهدف والمصير. فتعالوا أيها الإخوة المخلصون، والأخوات المخلصات نبدأ بها وننشر فكرها ، ونحقق أمالنا فيها ، ونحن نؤمن أشد الأيمان بأنها ستوفر العمود الفقرى لوحدة العالم العربى كلة ثم من بعد ذلك وحدة العالم الأسلامي الكبيرإن شاء الله . وانظروا أيها الإخوة وأيتها الأخوات إلى خريطة نيلنا العظيم ، فسوف تجدونة يلمع تحت الشمس وكأنه سيف يمتد عبر الوادى وهو بذلك آية من آيات الله كالشمس المتقدمة والسماء العطوف والأرض ومن عليها. إن هذة الوحدة تمثل ثروة تنصب فى صندوق المجتمع، وتنصب فى مستقبله الى ما لا نهاية . كيف تقوم الوحدة المنشودة بين العرب والمسلمين ؟ ونحن نرى أن هناك بعض الأسئلة لا بد لنا أن نطرحها ونجيب عليها بشفافية مطلقة حتى تقوم الوحدة وتتحقق على أسس سليمة، وحتى نتعرف على معالم الطريق الذى يجب أن نتخذه نبراساً لنا فى سعينا لهذا الهدف النبيل وحدة مصر والسودان والذى نحلم بأن تلتحق به الدول العربية جمعاء، لنرى بأم أعيننا تحقيق حلم قيام الاتحاد العربي، ثم يتلوها بقدرة الله وعزتة الذى خلص تونس ومصر من الطغاة قيام دولة الاتحاد الإسلامى. ولا يجب أن ننسى ولو للحظة واحدة أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شىء؛ فهو سبحانه يحيى العظام وهى رميم، وهو الذى يقول للشىء كن فيكون. ومن هنا يجب أن يكون يقيننا على الله فى مسعانا النبيل بأنه عز وجل قادر على تحقيق أمال شعوبنا جميعاً فى وحدة عربية تتلوها وحدة إسلامية على منهاج النبوة تشفى الغليل وتحقق الآمال فى الحكم الرشيد. عبدالمجيد حزين رئيس جمعية وحدة وادى النيل وأصدقاء مصر ببريطانيا UNITED FRIENDS OF EGYPT& THE NILE VALLEY