كالعادة خرج فريق الجزائر من بطولة كأس العالم من الدور ال 16 وأنهى مهمته في البطولة وللحق كان الجزائريون رجالاً بمعنى الكلمة ولم يقصروا وكانوا أكثر من ند أمام الفريق الألماني الذي عمل لمحاربى الصحراء ألف حساب وبذلوا قصارى جهدهم خوفاً من أي مفاجأة غير محسوبة أمام الأخضر والذي كان باستطاعته إنهاء المباراة لصالحه، ولكن وقفت الحضارات والتاريخ والظروف والأرقام أمامهم سدًا منيعًا وحاجزًا عنيدًا أمام إرادتهم وعزيمتهم وتطلعاتهم، فقد لعب رجال الجزائر على تاريخهم الماضي مع الألمان وكانوا يضعون في الاعتبار أنه من الممكن وليس مستحيلاً فقد استطاعوا الفوز في الماضي فلِمَ لا في الحاضر لذلك كانوا رجالاً ومقاتلين من طراز قوي عنيد فلم يهابوا الألمان بل حققوا سيطرة مستحقة في أغلب أوقات المباراة ولم يستسلموا حتى اللحظات الأخيرة ولولا براعة الحارس المرعب نوير لكان للفريق الجزائري شأن آخر ولكن وجود هذا العملاق أمان وسد منيع أمام المهاجمين الجزائريين الذين كلما اقتربوا من مرماه شعروا بعدم استطاعتهم التسجيل في وجود هذا الأسد أمام العرين وأيضًا من ضمن الأسباب الجوهرية التي جعلتهم عاجزين عن تحقيق الفوز افتقاد الفريق العربي للاعب المهاري الذي إن وجد لأنهي فريق الصحراء المباراة لصالحه بثلاثة أهداف على الأقل ولكنهم افتقدوا اللاعب الذي يمتلك الحلول ويسهل مهمة المهاجمين على الرغم من أنهم يلعبون الكرة الجماعية السريعة وهذه هي أيضا كرة الألمان. وأيضا وقفت الظروف الإنسانية حائلاً دون تحقيق المكسب فكيف لهم به والعالم العربي يئن من الويلات وغزة تقصف في أثناء لحظات المباراة، فنحن نتابع الفريق العربي المسلم وقلوبنا معه وعيوننا تتطلع إلى السماء ضارعة إلى الله سبحانه وتعالى راجية منه تحقيق الفوز وفي نفس الوقت غزة تشكو إلى الله القصف الغادر من أبناء صهيون ولم يرد الله لنا الفرحة لأن أوانها لم يأت بعد وكأنه سبحانه يخبرنا بأنه مازال أمامنا الكثير والكثير حتى نثبت وجودنا ونعبر عن أنفسنا فلابد من استرداد الكرامة المسلوبة والكيان المفقود ثم بعد ذلك تأتي مرحلة النصر وبرغم الخسارة شكرًا لأبطال الجزائر الذين أشعرونا بالعزة والفخر شكرًا لأنهم أثبتوا رغم أنهم لم ينتصروا أن النصر ليس مستحيلاً وأنه ليس بعيدًا عنا وعلمونا أن بداية الانطلاقة هي الثقة في الله ثم بالنفس والاعتزاز بالكيان والفخر بأنك عربي مسلم فليس كل ما هو غربي مبهر فقد نستطيع أن نقلب الموازين ونكون نحن الأعلى وهم الأقل ولكن إن أردنا بحق تصنيفًا ولكن لغة الاستسلام والاعتراف بالدونية ستكون دائما نتيجته هو التمثيل المشرف والحصول على تذاكر العودة بعد الأدوار الأولى من البطولة ونتمنى التوفيق للفرق العربية مستقبلا في البطولات القادمة.
الملائكي في حب الأهلي كابتن فتحي مبروك الذي يذوب عشقَا في محبوبه الأهلي ويعمل بلغة بعيدة تماماً عن واقع الحياة الجديدة يغير خريطة الفريق ويحقق الانتصارات في ظل ظروف عنيدة وصعبة وإصابات عديدة ومتلاحقة وأظهر وجوهًا جديدة شابة وثبت مراكز كانت فارغة نتيجة لإصابة أصحابها وحل الكثير من المشكلات بعصا سحرية وبلغة الحب التي يجيدها مع الأهلي وجدناه يحقق الفوز على الزمالك بالوجوه الصغيرة في ظل اكتمال فريق الزمالك واستقراره وعلى الرغم من كل ذلك يفاجئه النادي بالتعاقد مع الخواجة قبل انتهاء الدوري وبدون أدنى احترام لمشاعره وقد كان أبسط حقوقه الأدبية تأجيل أمر التعاقد على الأقل إلى نهاية الدورة الرباعية احترامًا لهذا الابن البار وربما حب مبروك وتفانيه جعله إنسانًا مضمونًا ورهن الإشارة ولكن أي حب هذا؟!!! وأي تضحية وتفانٍ ؟!!! وأي درجة من العطاء؟!!! أعتقد أنه عطاء في أسمى درجاته ومن غير انتظار كلمة شكر واحدة واسألوا ميدو فألف شكر لكابتن فتحي الذي أعادنا للزمن الجميل والرومانسيات المفقودة.