السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة رفع عقيرته أمام مجلس حقوق الانسان في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف مؤكدا أن حماية واحترام حقوق الانسان هما مكونان أساسيان من مكونات التحول الديموقراطي نحو دولة القانون بعد ثورة 25 يناير. ويبدو ان سعادة السفير لم يكن يدري انه في الوقت نفسه الذي كان يلقي فيه خطبته العصماء حول الديموقراطية وحقوق الانسان، كانت وكالات الانباء تنقل عن شبكة ال«سي.ان.ان» الامريكية الشهيرة اعتراف مسؤول عسكري بارز ينسف حقوق الانسان كلها، ويتهم المؤسسة العسكرية بالكذب الصريح. اعترف المسؤول العسكري – الذي رفض نشر اسمه ربما خجلا مما قال – بأنه تم اخضاع بعض من اعتقلن في مظاهرة خرجت يوم 9 مارس الماضي الى ما سمي ب«اختبار العذرية» أو (VIRGINITY CHECKS)، وبرر المسؤول العسكري هذا الاعتداء الصارخ على الحرية الشخصية لسيدات مصريات بأن السبب كان الخوف من ان يدعين تعرضهن للاغتصاب على أيدي السلطات المصرية بعد الافراج عنهن!! وزاد سيادته الطين «زفتا» بقوله «الفتيات اللاتي اعتقلن لسن كابنتك أو ابنتي، كن فتيات يقمن في خيام جنبا الى جنب مع معتصمين ذكور في ميدان التحرير، ووجدنا في الخيام مخدرات ومولوتوف». واختتم سيادته تصريحه – الذي اتمنى الا يكون صحيحا ابدا – بقوله: تأكدنا ان أيا منهن لم تكن عذراء!! هل تصورتم حجم المهانة والاذلال والخزي الذي تعرضت له هؤلاء الفتيات؟ في قرارة نفسي كمصري أتمنى ان يصدر المجلس الاعلى للقوات المسلحة بيانا ينفي فيه جملة وتفصيلا ما بثته الشبكة الامريكية، ويطالبها باعتذار تخجل منه ادارتها، ويؤدي لسحب مراسلها الذي بث هذه الاكاذيب، خاصة وانه سبق وكذب ادعاءات مماثلة. ولكن.. وللاسف كاعلامي لا اعتقد ان ذلك سيحدث، ومعرفتي بقواعد العمل الصارم في ال«سي.ان.ان» يقودني الى تصديق ما بثوه، ويعيدني الى تقرير منظمة العفو الدولية الذي سبق واشار الى ضرورة قيام السلطات بالتحقيق في مزاعم تعرض بعض المتظاهرات اللواتي ألقي القبض عليهن الى الضرب والصعق بالكهرباء واختبارات «التحقق من العذرية» بعد ان تقدمن بشكوى في هذا الصدد، وتشجعت احداهن وكشفت عن شخصيتها واسمها «سلوى» وذكرت تفاصيل تقييد جنود لها هي و16 فتاة اخرى، ،اقتيادهن الى سجن عسكري في الهايكستب، حيث خضعن لاختبار فحص العذرية على يد طبيب عسكري «رجل»، مما تسبب في اصابة اغلبهن بانهيار عصبي. الامر يستحق المكاشفة والمصارحة، والمحاسبة ايضا فدماء الشهداء الطاهرة سالت حتى يستعيد المصريون كرامتهم، وعزتهم، رجالا ونساء، ولا يجب السماح بالمساس بكرامة مصري أو مصرية دون محاسبة أو عقاب. .. ولّا بقى زعلنا ليه من اللواء طلعت زكريا!! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 كانت تداعبنا الشوارعُ بالبرودة والصقيع لكننا لم نفسر وقتها كنا ندفئ بعضنا في بعضِنا ونراك تبتسمينَ فننسى بَردَها واذا غضبتِ كشفت مصرَ عن وجهِها وحياؤنا يأبى أن يدنسَ وجهُهَا لا تتركيهم يخبروكي بأني متمردٌ خان الأمانة أو سَهَى لا تتركيهم يخبروكي بأني أصبحت شيئا تافِهاً ومُوجَها هشام الجخ - «مقطع رأسي من ميدان التحرير»