جمال سلطان غدا موقعة جديدة لقضاة مصر الشرفاء في ناديهم الذي أصبح قلعة للحرية وأملا للانعتاق ، ينبغي على كل مصري أن يتضامن معهم فيها ، من استطاع بحضوره فليفعل ، ومن استطاع بقلمه فليفعل ، ومن استطاع بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يوفقهم الله وينصرهم فليفعل ، لأن نصرهم نصر لمصر كلها ، المؤامرات التي توجه إلى نادي القضاة خلال الأسابيع الماضية مذهلة ، وتواترت لدي الأنباء من أطراف عديدة ، عن تنسيق أمني عالي مع جهات مقربة من وزارة العدل وشخصيات نافذة في الحزب الوطني ، وهو تنسيق على أعلى مستوى ، من أجل إجهاض حركة القضاة وجمعيتهم العمومية غدا الجمعة ، وكنت أربأ برئيس محكمة النقض أن يجهر بعدائه واتهاماته للآلاف من زملائه الذين تفخر مصر بهم ، ومن أجل أي شيئ ؟! ، هذا ما يحتاج إلى تفسير ، وكذلك لم أكن أتمنى أن يتدخل النائب العام بهذا الشكل المباشر والغريب في المواجهة ، بتعميمه التوجيه والأمر لأعضاء النيابة بضرورة الالتزام بمكاتبهم يوم الجمعة ، السلطة بكامل أجهزتها ومؤسساتها تعمل الآن من أجل إجهاض انتفاضة القضاة ، حتى لا يشاركوا في الجمعية العمومية ، لأن السلطة تدرك جيدا أن القضاء هو مفتاح التغيير الحقيقي والحاسم في مصر ، واستقلال السلطة القضائية الحقيقي والتام ، هو المدخل الطبيعي لنهضة مصر واستعادة شعبها لعافيته ، محميا بالقانون والقضاء ، وليس مستباحا أمام طغيان مؤسسات الدولة وأجهزتها ، الإصلاح القضائي هو بوابة كل إصلاح في مصر ، والسلطة بكامل أذرعها تدرك ذلك جيدا ، ولذلك كانت هذه الحرب الضروس على القضاة والعمل المحموم من أجل إجهاض انتفاضتهم ، ومحاصرتهم وتهديدهم والتلويح لهم بسيف المعز ، وقليل من ذهبه ، ولكنهم صامدون ، وهذا ما يجعل أعداء الحرية أكثر رعونة وعصبية ، على الأمة بكاملها التضامن مع وقفة القضاة ، لو نجحوا فلن يجرؤ أحد في مصر على تزوير إرادة الناس ، ولو نجحوا فلن يجرؤ أحد في مصر على البطش بالخلق واستباحتهم حتى في ظل قانون الطوارئ بكل بشاعته ، ولو نجحوا فستتحرك قطاعات عديدة من الفاعليات السياسية والشعبية المصرية تحت جناح حمايتهم من أجل فجر جديد لبلادنا ، ولو نجحوا فسوف نشهد برلمانا جديدا يعبر عن توازنات المجتمع الحقيقية وإرادة الناخب ، وستهمش تلقائيا سطوة الحزب الوطني ، وستتحقق تلقائيا قاعدة التوازن السياسي في الأمة وهي قاعدة الديمقراطية الحقيقية ، ولو نجحوا فسوف تستعيد كافة المؤسسات الرقابية في الدولة عافيتها وقدرتها وهيبتها ، ولن يكون هناك كبير ولا صغير أمام سيف الحق في يديها ، أعداء الحرية يدركون كل هذه الحقائق ، ونحن كذلك ندركها ، سنكون هناك في اليوم الموعود ، وستكون أقلامنا أيضا جنودا ومناصرين ، ودعاؤنا لكم أيها الشرفاء ، يا أمل البلاد والعباد للانعتاق من ظلام القمع والاستبداد والفساد ، إلى أنوار الحرية ، نصركم الله . [email protected]