مصر تمرض لكنها لا تموت.. ليس جديداً علينا أن نتجرع هذا الضعف المهين وننسحق تحت أحذية الفاشلين وأحذية الفاسدين.. ليس جديداً علينا أن يتولي أمرنا أرذلنا، يأخذوننا إلي قاع عميق حتي الهاوية.. ليس جديداً علينا أن نكون تحت الصغار والضعفاء وعديمي الموهبة، لكنه ليس جديداً علينا أن ننهض من جديد.. مصر لا تموت.. تنهض.. وتتعملق.. وعندما نتلكم يخرس الجميع. المتابع لمصر الآن لابد أن يطمئن رغم الصورة السوداء التي تبدو أمام أعيننا، لكن مصر تتغير، تدخل مرحلة جديدة عليها.. لتري النور أخيراً بعد سنوات الظلام.. الحل فقط في يد الشرفاء هؤلاء الرجال المركونون في المخازن هم الحل الوحيد لإنقاذ ذلك الوطن من الغرق.. رجال الأمة المصرية علي شاكلة عبدالمنعم رياض ومحمد علي فهمي والجمسي وأحمد إسماعيل وغيرهم هم الحل الوحيد لانتشالنا من الضياع.. بيد هؤلاء فقط يأتي النصر دوماً ومن يتحدث عن التوريث إنما يتحدث عن ضياع مصر، ليس تقليلاً من شأن النجل، وإنما تكبير لشأن مصر.. مصر الكبيرة العظيمة الضخمة أكبر بكثير من أن تصبح بحجم النجل جمال ورفاقه، يعملون ليل نهار من أجل تمرير النجل للعرش، الوقت ليس في صالحهم، لذلك فهناك عملية تسريع للأحداث وملصقات النجل علي الجدران ما هي إلا محاولة لإنقاذ الغريق أو لإغراق رأس الغريق لينتهي أمره. لا يخفي علي أحد أن النجل غير مقبول حتي إن هناك أجهزة حساسة داخل الدولة في خلاف عليه، قطاع صغير يوافق عليه وقطاع أكبر وأقوي يرفضه، والصراع أعلي السلطة محتدم، النجل يتمسك بالأمل الأخير وهناك أموال طائلة تصرف في ذلك الاتجاه، أموال تجمع وأموال تخصص لليوم الموعود، وأنا لا أريد أن أصدق تلك الشائعة التي تتحدث عن رواتب جمال مبارك أو منح جمال مبارك لرجال ولقطاع بعينه. مصر لايزال بها شرفاء، وطنهم ومستقبل أولادهم وأحفادهم أهم بكثير من ملايين الجنيهات، مازال في مصر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ما عاهدوا الوطن عليه، مصر غالية قوي لو تعلمون، لا أتصور أن يجلس النجل هكذا بالتوريث أو بالانتخاب بتلك السهولة، وفرضاً لو جلس هل ستأخذ تلك الدولة العظيمة أوامرها منه؟! لو لا قدر الله تعرضنا لعدوان وهو جائز في أي وقت، هل يمكن أن نتخيل أو نصدق أن قرار الحرب يتخذه النجل.. هل يمكن ساعتها أن نجد رجلاً مثل الرفاعي يعبر القناة ويدمر الأسلحة الإسرائيلية وحده حاملاً علي كتفه نعشه تاركاً زوجته وأولاده وعائلته وراءه؟!.. مصر العظيمة تلك هي مصر التي استطاعت أن تنقل 142 بطارية صواريخ علي خط القناة في ست ساعات قبل التصديق علي معاهدة روجرز.. مصر تلك التي قضت أجمل وأعظم ست سنوات في عمرها بعد النكسة وحتي حرب أكتوبر المجيدة، ست سنوات جاء فيها رجال النصر لمواقعهم فأعادوا إلي الأمة المصرية شرفها وكرامتها، هؤلاء من نراهم جميعاً.. لم نر النصر في حياتهم.. هم رجال النكسة.. نكسة الفتنة الطائفية.. ونكسة حدودنا المهددة.. ونكسة ضياع نهر النيل.. ونكسة الأمراض المتوالية علي الشعب العظيم.. ونكسة ضياع الطبقة المتوسطة التي هي عماد أي حضارة في العالم، ارجعوا لتصريحات أوباما عند توليه الرئاسة في أمريكا، كان من ضمن ما حرص علي الحفاظ عليه الطبقة المتوسطة لأنه يعرف متعلم ومتنور أن تلك الطبقة هي التي تنهض بالحضارة، الحل في يد الشرفاء ممن يرفضون أن يباع بلدهم في سوق النخاسة، أن يبيعه شوية عيال أمريكان. الشرفاء في ذلك البلد العظيم يرفضون أن تتقزم دولتهم ويصغر وطنهم علي يد هؤلاء الفشلة والمنتفعين من الشلة وشلة الشلة ونتذكر جيداً ماذا فعلت الشلة في مصر عام 67. لا دولة أجنبية ولا إمبراطورية يمكنها أن تفعل ما يفعله الشرفاء بهذه الأمة. ذلك الوطن غني وقوي بشرفائه. وأعتقد اعتقاداً مازال في طي الأمنية أن النجل طريقه صعب إلي العرش. طريقه مفروش بأجساد الشرفاء وشرفهم ودماء الشهداء ممن قدموه برضا لذلك الوطن. أمام النجل طريق وعر مفروش بالفقراء والمرضي يعوقون مسيرته. فليفعل هو وشلته ما يريد. تظهر فئرانهم من الجحور وثعابينهم، لكنه أبداً، ذلك الوطن أكبر مما يتخيلون. مصر لا تحكم ولا تدار باللاب توب والفيديو كونفرانس والكرافتات الشيك والبدل الإسموكن والقميص خارج البنطلون للتمحك في الشباب. هو يوم الفصل. اليوم التالي هو الأصعب، وفي اليوم التالي عادة وبالتاريخ يتغير وجه مصر. من يرحل ومن يهاجر ومن يهرب ومن يموت. ليبقي الوطن في يد شرفائه وأبنائه الطيبين. اطمئنوا. مصر في يد الشرفاء لن يتركوها هكذا في يد الشلة. عظيمة يا مصر!