اتهم مجلس شورى ثوار مدينة بنغازي شرقي ليبيا، قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، "بتسهيل عملية اختطاف" القيادي الإسلامي أحمد أبو ختالة الذي أعلنت واشنطن القبض عليه الثلاثاء الماضي خلال عملية سرية على الأراضي الليبية بعد اتهامه بالوقوف وراء الهجوم على قنصليتها ببنغازي عام 2012 . وكشف المجلس في بيان، اليوم الجمعة، وصل الأناضول نسخة منه إن "عملية القبض على الشيخ أحمد أبو ختالة تمت في احدى بوابات التابعة لقوات متحالفة مع حفتر وعندما عرفوا هويته سارعوا للاتصال بالأمريكان ليقدموه عربون عمالتهم لهم". وتابع البيان "نتحدى أمريكا أن تظهر حقيقة العملية التي تم بها اختطاف الشيخ وتكذب روايتنا، كما نؤكد لها أن اختطافه لن يزيدنا إلا صمودا وتحديا لعملائها حتى نطهر الأرض منهم وحتى يتحقق لشعبنا وبلدنا أسباب العزة والظهور بإقامة الشريعة التي لأجلها نحارب اليوم". ونفى المجلس أن يكون أبو ختالة الذي وصفه بأمر كتيبة أبو عبيدة بن الجراح "أي علاقة بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي سبتمبر (أيلول) 2012 على عكس ما أعلنته الإدارة الأمريكية " . كما أوضح المجلس "أن أبو ختالة اعتزل الساحة بعد انتهاء حرب التحرير (ضد قوات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي) وحلّ كتيبته وانصرف لحياته الخاصة " على حد قول البيان . وبحسب بيان ثوار بنغازي فإن "أبو ختالة لم تكن له حراسة كما أدعى الأمريكان رغم التهديدات الأمريكية له" مؤكدين على أن الأخير "كان يتحرك بحرية داخل بنغازي إيماناً ببراءته من الاتهامات الباطلة". وتعهد مجلس شوري ثوار بنغازي بأنه "لن يدخر جهداً من أجل تحرير أبو ختالة من الأسر" موجها تحدياً للإدارة الأمريكية بأن تظهر التفاصيل الحقيقية لعملية القبض عليه. واعتبر مجلس ثوار بنغازي الحملة الإعلامية المصاحبة لعملية القبض على أبو ختالة ما هي لخلق "انتصارات كاذبة لأمريكا". وأضاف البيان إن "المتابع لتصريحات المسؤولين الأمريكان ولآلة الإعلام الغربي والعربي يظن أن إلقاء القبض على الشيخ أحمد بوختالة تم من خلال عملية متكاملة الأركان من حيث التتبع الاستخباراتي وجمع المعلومات والفريق الخاص بالاختطاف من أجل إظهار الأمريكان في صورة الأبطال والتسويق لنجاحات ميدانية هي في حقيقتها كذبة وأوهام". واستطرد الثوار في بيانهم "نذكر شعبنا وقبائلنا أن هذا المجرم حفتر وزبانيته لن يترددوا في بيع البلاد والعباد للأمريكان وغيرهم مقابل الكرسي والمال ونطالبهم بأن يتخذوا موقفا واضحا من هذه العمالة". وأنهي ثوار بنغازي بيانهم مؤكدين على أنهم " سيواصلون حربهم لتحكيم الشريعة الإسلامية باعتبارها السبب الرئيس الذي يقاتلون لأجله " بحسب قولهم. ومجلس شورى ثوار بنغازي أعلن عن تأسيسه في مدينة بنغازي اليوم الجمعة، وهو مكون من كافة الكتائب الثورية في المدينة وجاء في بيان تأسيسه المنفصل عن بيان إدانة اعتقال أبو ختالة أن " ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخل من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها وبعد أن أعلنت الحرب القذرة على ثوارها وأبنائها الشرفاء لإسقاط مشروعهم وخيانة دماء الشهداء تقبلهم الله". وأعلنوا أن أهداف هذا المجلس تتمثل في "الحفاظ على الأمن والاستقرار في المدينة وضواحيها وتوضيح الصورة الحقيقية لشباب المدينة وثوارها حتى لا تزيف الحقائق وتقلب الأمور". ودعا المجلس إلى "الاعتصام بدين الله ونبذ الخلافات العصيبة والجاهلية التي يحاول أهل الباطل زرعها بين أبناء قبائلها وإلى إقامة الشريعة الإسلامية ونبذ النظم والقوانين العلمانية التي تفرض على المسلمين". وأعلن المجلس رفضه "لأي اعتداء خارجي على المدينة بأي حجة كانت منعا لما قد تؤول إليه من الثارات العصبية والجاهلية بين القبائل والمدن" بحسب قوله. كما دعي إلى "نبذ الغلو مهما كانت أشكاله والحث عن التمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهدى الصحابة رضوان الله عليهم". وقال المجلس إنه "ينأى بنفسه عن الصراعات السياسية القائمة في البلاد وأن المكتب الإعلامي للمجلس هو الجهة الوحيدة المخولة لإصدار البيانات والمواقف والتوجه إلى الإعلام". وكان العقيد محمد الحجازي، الناطق باسم قوات حفتر، قال في تصريح سابق للأناضول إن "قواته لا علاقة لها باعتقال الجهادي الليبي أحمد أبو ختالة"، ونفى أن يكون "للواء حفتر تدخل في تسليمه للقوات الأمريكية". ومنذ منتصف الشهر الماضي، تشن قوات حفتر عملية عسكرية باسم "عمية الكرامة" ضد مسلحين تقول إنهم "إرهابيون مرتبطون برئاسة الأركان الليبية، في مدينة بنغازي"، ما تصفه أطراف حكومية ب"الانقلاب على الشرعية".