نفى كل من وزير العدل الليبي والمتحدث باسم الحكومة الليبية والمتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر اية علاقة لهما باعتقال الجهادي الليبي «ابو ختالة» بعد اعلان الولاياتالمتحدةالامريكية القبض عليه في عملية سرية على الاراضي الليبية يوم الثلاثاء؛ مما يعكس التخوفات من ردة فعل انصاره على عملية اعتقاله. فقد قال صالح المرغني وزير العدل الليبي إن المشتبه به أحمد أبو ختالة ينبغي إعادته إلى ليبيا ومحاكمته هناك. وهذا أول رد فعل رسمي من طرابلس على هذا الموضوع. كما نفى أحمد لامين، الناطق باسم الحكومة الليبية، امس علم حكومته ب»العملية التي قامت بها قوات أمريكية بضواحي بنغازي (شرق) للقبض على أحمد أبوختالة»، واصفا تلك العملية ب»الانتهاك الصارخ للسيادة الليبية». من جهتها نددت الخارجية الليبية في بيان امس، بما وصفته ب»حادث اختطاف مواطن ليبي من قبل قوات أمريكية بدعوى اتهامه بالمشاركة في حادثة الهجوم على القنصلية الامريكية ببنغازي في ايلول / سبتمبر عام 2012». وعبرت الخارجية عن إدانتها للحادثة معتبرة أنها وقعت «دون علم مسبق للحكومة الليبية في ظل الأوضاع الأمنية التي تعيشها مدينة بنغازي شرق ليبيا «، مشيرة إلى حقها في «محاكمة أبوختالة على أراضيها وفقاً لقوانينها مطالبة الحكومة الأمريكية بتسليمه للقضاء الليبي بطرابلس». وأكدت الوزارة عزمها على»متابعة الأمر عبر القنوات الدبلوماسية والقنصلية والإنسانية لتأكيد احترام سيادتها وحماية مواطنيها وحقها في محاكمتهم على أراضيها». بدوره قال العقيد محمد الحجازي، الناطق باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إن «قواته لا علاقة لها باعتقال الجهادي الليبي أحمد أبو ختالة»، ونفى أن يكون «للواء حفتر دخل في تسليمه للقوات الأمريكية». وفي تصريح لوكالة الأناضول، أضاف حجازي: نقول بوضوح هذا الأمر لا علاقة لنا به… وحربنا موجهة بشكل محدد ضد الإرهاب، وغير صحيح أننا شاركنا في هذا الأمر». ورفض حجازي التعليق على الاعتقال، واعتبر أن «الأمر شأن أمريكي تسأل عنه الخارجية الأمريكية». من جهته دافع وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن موقف بلاده تجاه القبض على أبوختالة، مؤكداً وقوف الولاياتالمتحدة لجانب الشعب الليبي دائماً. وأضاف كيري في بيان أصدرته السفارة الأمريكية لدى طرابلس أن «الولاياتالمتحدة ستبقى صديقا وشريكا للشعب الليبي و(تواصل) مساعدته لتخطي التحديات وفق رؤية الشعب المسالم»، بحسب تعبيره . وليست هي المرة الأولى التي تقوم بها الولاياتالمتحدة بعملية عسكرية نوعية يتم خلالها اختطاف مواطنين ليبيين حيث القت القبض على القيادي أبو أنس الليبي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، المتهم بتفجير سفارة الولاياتالمتحدة بكينيا عام 1998 الأمر الذي نفته زوجته بشدة خلال حديثها لمراسل الاناضول حينها . وتملك الولاياتالمتحدة عقدا عسكريا مع الحكومة الليبية يسمح لقوات الأفريكوم التابعة للبنتاغون بإجراء مسوحات برية وجوية على الاراضي الليبية، وفقاً لمصادر عسكرية. وتخوف مراقبون للشأن الليبي وأمنيون من ردة فعل أنصار الزعيم الإسلامي الجهادي أحمد ابوختالة، بعد إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية القبض عليه في عملية عسكرية سرية على الأراضي الليبية. وقال ناجي فركاش المحلل السياسي الليبي إن «خبر اعتقال شخصية إسلامية بحجم أحمد ابوختالة من شأنه أن يرجح فرضية انتقام أنصاره «. وتابع، في حديثه «تلك ردة فعل متوقعة على الحادث وستحصد نتائجها الحكومة الليبية في حال ثبت اشتراكها أو تعاونها أو تسهيلها لتلك المهمة السرية التي أفضت للقبض على الإسلامي أحمد ابوختالة «. وبحسب المحلل الليبي فإن «المصالح الأمريكية بوجه خاص هي الآن في خطر رغم أن مدينة بنغازي يكاد تنعدم فيها أي تواجد أمريكي حتى على مستوى الأفراد «، مذكرا بتحذيرات الولاياتالمتحدةالأمريكية المتكررة لرعاياها بعدم السفر إلى مدينة بنغازي . و في السياق رجح مسؤول أمني ليبي أن «عملية القبض على ابوختالة كانت سهلة كون الأخير كان يتنقل بدون حراسات معه في كافة أنحاء مدينة بنغازي وضواحيها». وأضاف أن «أحمد ابوختالة كان يظهر بشكل علني في أماكن عامة في مدينة بنغازي»، الأمر الذي أكده بوختالة نفسه في وقت سابق خلال مقابلة له مع قناة أجنبية قال فيها «أنا لم أرتكب أي أخطاء كي اختبئ». ورغم إعلان البنتاغون الأمريكي اعتقال بوختالة في عملية تمت، الأحد الماضي، وأنه في مكان آمن خارج ليبيا، شكك مصدر مقرب من عائلة بوختالة في صحة المعلومة قائلا إن «عائلة الشيخ أحمد كانت على تواصل معه عبر الهاتف حتى يوم أمس الاثنين فكيف يقال إنه قبض عليه منذ يوم الأحد «. و أحمد محمد عبد الله بوختالة هو إسلامي ليبي مواليد 1973 بمدينة بنغازي شرقي ليبيا غير متزوج وكان قد اعتقل من قبل قوات أمن معمر القذافي، الرئيس الليبي السابق في عام 1991 ووجهت له تهم المشاركة في أعمال عسكرية ضد النظام وقعت في بنغازي ودرنة خلال فترة الثمانينيات ليقضي 13 عاماً كفترة حكم في سجن أبوسليم بالعاصمة طرابلس أفرج عنه بعدها في عام 2004 بعد تدخل سيف الإسلام نجل القذافي، فيما عرف في ليبيا بالمصالحة بين النظام ومعارضي والده . وبعد قيام ثورة شعبية في ليبيا عام 2011 ضد نظام القذافي قاتل ابوختالة قوات القذافي بعد أن كون كتيبة عبيدة بن الجراح التي ترأسها في ذلك الوقت والتي تم حلها بأمر من المجلس الوطني الانتقالي السابق (قيادة الثورة الليبية) بعد أن قتل داخلها في 29 تموز / يوليو 2011 اللواء ركن عبد الفتاح يونس رئيس أركان جيش الثوار خلال حرب التحرير الليبية ضد قوات العقيد الراحل معمر القذافي، وقد شارك ابوختالة مع كتيبته المتكونة من ثوار إسلاميين في الحرب ضد قوات القذافي في مدينة البريقة (شرق) كما ساهمت في تأمين مطار ببنغازي خلال الثورة الليبية. واتهمت الولاياتالمتحدةالأمريكية في آب / اغسطس العام الماضي أحمد ابوختالة بأنه أحد الذين خططوا للهجوم على مقر قنصليتها في مدينة بنغازي شرقي ليبيا 11 أيلول / سبتمبر 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي «كريستوفر ستيفنس» وثلاثة أمريكيين آخرين ما دعا الكونغرس الأمريكي في كانون الثاني / يناير 2014 إلى وضع الأخير ضمن قائمة الإرهابيين الدوليين المطلوبين للعدالة صحبة جهادي آخر وهو «صفيان بن قمو» زعيم تنظيم أنصار الشريعة في مدينة درنة الليبية و»أبوعياض» زعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس وجمدت أي أصول مالية لهم ومنعت أي شخص أو شركة أمريكية من التعامل معهم . وتعرض ابوختالة في 7 كانون الثاني / يناير 2013 لمحاولة اغتيال بعد أن زرع مجهولون، قال الأخير إنهم ينتمون لعائلة اللواء عبد الفتاح يونس الذي اتهم بوختالة في جريمة اغتياله، عبوة ناسفة أسفل سيارته أسفرت عن مقتل أحد زارعي العبوة وجرح الأخر بعد أن انفجرت بهما وقت العملية .