تمكنت سائقة التاكسي، نور جابر من التغلب على كل العقبات الاجتماعية في مصر، إذ تعد من القليلات اللواتي يزاولن هذه المهنة في مجتمع ذكوري لا يحبذ عمل المرأة عمومًا. وقالت جابر (45 عامًا) التي بدأت مزاولة المهنة في العام 2009 في حوار مع صحيفة "جارديان" البريطانية: "نعيش في مجتمع ذكوري يعتبر مكان المرأة في المنزل أو المطبخ"، وأضافت: "الناس يحدقون بي ويقولون باستغراب: سائقة تاكسي!". وأكدت جابر للصحيفة أنها بمرور الوقت اكتسبت مزيدًا من الثقة، وتعمل حاليًا على إنشاء أكاديمية لتدريب السيدات على الانخراط في هذه المهنة كي لا يتعرضن للصعوبات التي مرت بها، مشيرة إلى أنه "بذلك يبدأ المجتمع في تقبل المرأة في ميدان عمل يعد حكرًا على الرجال، ويمكن أن تتفوق عليهم أيضًا". وتبحث نور اليوم عن ممول يساعدها لتتمكن من إعطاء دروس إلى أربع مجموعات من 25 امرأة في السنة، لتدريبهن على مهارات وخدمات القيادة والدفاع عن النفس، بالإضافة إلى إعطائهن دروسًا في اللغة الإنجليزية، موضحةً أن هذا المخطط سيفيد الاقتصاد ويؤمن مداخيل إضافية للعائلات. وبدأت نور جابر، المهندسة الزراعية، بمزاولة هذه المهنة بعد انفصالها عن زوجها الذي تركها من دون أن يتكفل بمصاريف أولادهما الثلاثة، وبعد عجزها عن إيجاد فرصة عمل في مجال تخصصها. ولتأمين المصاريف اشترت سيارة أجرة وأجرتها لأحد السائقين. وعندما وجدته غير جدير بالثقة، قررت أن تقوم بهذا العمل بنفسها وتجني مزيداً من المال. وقالت جابر إن عائلتها أخذت وقتًا لكي تتفهم طبيعة عملها ومزاولتها هذه المهنة. لكنها اليوم تغلبت على كل الانتقادات حتى إنها أصبحت تشرب القهوة مساء مع أقرانها من سائقي الأجرة الرجال الذين تغيرت نظرتهم إليها في شكل كبير. وأشارت إلى أن انضباطها وسمعتها الجيدة جعل لها زبائن دائمين. كما دعمتها منظمات حقوقية وجمعيات نسائية عدة، مضيفة أنها تعتقد أن "زيادة عدد سائقات السيارات سيلاقي ترحيبا أكبر في الفترة المقبلة في ظل التحرش والمضايقات التي تتعرض لها النساء في مصر". ولفتت جابر إلى أن "ثورة 25 يناير لم تطح فقط بديكتاتور، لكنها أطاحت أيضًا كثيراً من الموروثات الاجتماعية الخاطئة وأتاحت مزيداً من القبول للأفكار الجديدة". تجدر الإشارة إلى أن 23,7 في المائة من النساء في مصر يعملن مقابل 74.3 في المائة من الرجال، وفق تقرير أخير صدر عن الأممالمتحدة.