أكدت مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة، أنه ليس هناك تغيير منظور بالنسبة لبرنامج المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر فى العام المقبل، والبالغ حجمها 1.3 مليار دولار سنويا، مشيرة إلى أن المقترح الخاص بتخفيف الديون الأمريكية على مصر قد يبدأ تنفيذه فى 2012. وأشارت سكوبى، خلال لقائها مع الصحفيين فى مقر إقامتها بالقاهرة اليوم السبت، إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ما تزال تواصل التزامها بعلاقات شراكة موسعة مع مصر فى قطاعات عديدة، منوهة بأن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعتقد أن هذه الشراكة ساهمت فى دفع السلام والأمن فى المنطقة ككل. وأوضحت أن المساعدات العسكرية التى تقدمها بلادها لمصر استثمرت بصورة جيدة، مشيرة إلى أن أى تغيير بشأن برنامج المساعدات العسكرية بالنسبة لمصر يكون من اختصاص الكونجرس وليس ثمة دلائل على وجود نية نحو تغيير فى هذا البرنامج فى الوقت الراهن. وقالت سكوبى إن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت أهمية إلغاء قانون الطوارئ فى مصر وإن هذه القضية أثيرت مرارا مع المسئولين بمصر على مدى سنوات، منوهة بأن إلغاء هذا القانون سيمثل خطوة مهمة على طريق الإصلاح الديمقراطي قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر. وأوضحت أن الإدارة الأمريكية تمضى قدما فى إعداد المقترح الخاص بشأن تخفيف الديون عن مصر وفقا لما أعلنه الرئيس الأمريكى وتقديمه للكونجرس للموافقة عليه وهذا قد يستغرق شهورا وربما سينفذ خلال العام المقبل بعد مشاورات فى الكونجرس وكذلك مع الحكومة المصرية. وحول قضية السلام بين مصر وإسرائيل، قالت سكوبى إنها ترى أنه رغم شعور كثير من المصريين بالإحباط من الوضع الفلسطينى الراهن فإن كثيرين أيضا يدركون فوائد السلام بالنسبة لمصر. وأوضحت سكوبى أن الحكومة المصرية والمجلس العسكرى أكدا وفاء مصر بالتزاماتها الدولية معربة عن تقدير بلادها لنظر المصريين وقادتهم بصورة موسعة لما يصب فى المصلحة المصرية. وحول قضية الأرصدة المالية الخاصة برموز النظام السابق فى أمريكا، قالت مارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية بالقاهرة إن هناك مشاورات تجرى فى هذا الشأن بين مسئولين بوزارة العدل الأمريكية ومسئولين من الحكومة المصرية، كما أن هناك جهودا تبذل لتحديد مدى وجود هذه الأرصدة بأمريكا تمهيدا لإعادتها للمصريين فيما إذا ثبتت علاقتها بقضايا فساد لكنها أشارت إلى أن هذه مسألة تحتاج إلى وقت. ولفتت سكوبى إلى أنه تم بالفعل تجميد أرصدة بشأن دول أخرى ربما كانت أيسر فى تحديدها مثلما حدث بالنسبة لأرصدة العقيد الليبى معمر القذافي التى تم تجميدها، مؤكدة التزام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالاتفاقيات الدولية المعنية بهذه القضايا. وأوضحت سكوبى أن هناك مناقشات تتطلع حكومتها لإجرائها مع الحكومة المصرية بشأن استحداث وظائف جديدة خصوصا أن الحكومة أى حكومة لا يمكنها توفير الوظائف على الدوام وإنما يمكن للقطاع الخاص لعب دور مهم، والولاياتالمتحدة تسعى للمساعدة فى هذا المجال من خلال تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وزيادة التدريب فى قطاعات مختلفة من الاقتصاد المصرى. وحول قضية الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة، أوضحت سكوبى أنها قضية مثلت تحديا على مدى فترة طويلة، مشيرة إلى أن بلادها وكذلك مختلف الأطراف المعنية ترفض تهريب الأسلحة عبرها. أضافت سكوبى أن التعامل مع هذه الأنفاق هى مسألة مصرية صرفة والمساعدة الأمريكية الوحيدة فى هذا المجال هى مساعدة فنية بشأن آليات المراقبة عن البعد، لكنها تدار بالكامل من الجانب المصرى. وبشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير، قالت سكوبى إن المصالحة يجب أن تقوم على ضرورة أن يكون الصوت الفلسطينى موحدا وألا يكون العنف ضمن عملية السلام وأن من حق إسرائيل الوجود. وتعليقا على الرفض الإسرائيلى لمطالبة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن تكون الدولة الفلسطينية عند حدود 1967، قالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة إن بلادها لا تفرض حلولا وإنما يجب أن يتم التفاوض بين الأطراف المعنية للوصول إلى الحلول، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تواصل دورها لحمل الأطراف على العودة إلى المفاوضات. يذكر أن الإدارة الأمريكية قررت أن تتولى آن باترسون العمل كسفيرة لها بالقاهرة خلفا لمارجريت سكوبى.