خرج آلاف الأردنيين إلى شوارع العاصمة عمان وعدد من كبرى المدن الأردنية، عقب صلاة ظهر اليوم الجمعة، احتجاجا على ما اعتبروه فشلا حكوميا في محاربة الفساد وتأخير تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وطالب المحتجون بإقالة حكومة رئيس الوزراء معروف البخيت وحل البرلمان. نظمت المعارضة التي يقودها حزب "جبهة العمل الإسلامي" والاتحادات العمالية، مظاهرتين على الأقل في عمان، احتجاجا على استخدام عناصر الشرطة للقوة يوم الأحد الماضي لتفريق مئات النشطاء الذين كانوا يحاولون الوصول الى المنطقة الحدودية مع الضفة الغربية والتي تسيطر عليها إسرائيل، للتعبير عن دعمهم لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لمنازلهم في إسرائيل. أصيب ما لا يقل عن 25 شخصا بينهم 11 شرطيا وعدد من الصحافيين، في الاشتباكات التي أدانتها كبرى المؤسسات الإعلامية الأردنية. ونظمت مظاهرة أخرى اليوم الجمعة بالقرب من السفارة الإسرائيلية بحي الرابية، حيث دعا المشاركون في المظاهرة إلى إنهاء عمل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في المملكة، وإلغاء معاهدة السلام الموقعة مع تل ابيب عام 1994 . وفي مدينة الطفيلة (180 كلم جنوبي عمان) قال شهود عيان ان مئات المتظاهرين رردوا شعارات ورفعوا لافتات تحث البخيت على الاستقالة، حيث قالوا إنه فشل في تنفيذ الإصلاحات التي عهد بها اليه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. ووردت تقارير عن خروج مسيرات في مدينة الزرقاء (30 كلم شرقي عمان) وفي الكرك، 120 جنوبي العاصمة الأردنية. انتقدت المظاهرات الحكومة الاردنية لسماحها بمغادرة رجل الأعمال البارز خالد شاهين للبلاد، بعد أن قضى ثلاث سنوات في السجن عقب ادانتهأمن الدولة في تهمة رشوة تتعلق بعقد مصفاة نفط. يأتي التزايد الحاد في أعداد المظاهرات اليوم الجمعة بعد حالة من الهدوء استمرت ثلاثة أسابيع، لمنح الحكومة وقتا كافيا للشروع في تنفيذ الإصلاحات السياسية المطلوبة، وعلى رأسها صياغة قوانين جديدة لتنظيم أعمال الانتخابات والأحزاب السياسية.