إعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية سقوط مدينة الموصل العراقية في أيدي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" -والمعروفة باسم داعش - المنبثقة من القاعدة هو تلميع جديد لزعيم القاعدة الجديد بالمنطقة أبوبكر البغدادي- المعتقل الأمريكي السابق. وذكرت الصحيفة- في تقريرأوردته الأربعاء على موقعها الالكتروني- بأن زعيم القاعدة الجديد، برغم من افتقاده للملامح الجذابة لقائده السابق أسامة بن لادن، إلا أن أسهمه كقائد صعدت بشكل سريع كرجل القاعدة لمرحلة ما بعد الحرب كقوة دافعة للقاعدة في المنطقة، ليس فقط لإطاحة الحكومة العراقية المدعومة من الغرب فقط، ولكن لإسقاط حكومة بشار الأسد في سوريا، وأن من أفرجوا عنه بالأمس، يعضون على أصابعهم من الندم اليوم. وأضافت أن انقلاب - الذي وصفته بالأكبر في تاريخ العرق- وسيطرة قوات البغدادي على الموصل ومبانيها الحكومية، ثالث أكبر مدينة عراقية، تعيد إلى الأذهان عمليات القاعدة في يناير ورفعها لعلمها الخاص في مدينتي الفلوجة والرمادي، وأنه بعد سيطرتهم على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد سيعيد البلاد لأحلك أيامها على الاطلاق لأول مرة منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2012. وعنه، انتقلت الصحيفة في وصفها له، بأن اسم "أبوبكر البغدادي" ما هو إلا اسم حركي لإخفاء اسمه الحقيقي "أبو دعاء"، وانه قد اعتقل ضمن حملة اعتقالات واسعة شنتها القوات الأمريكية عام 2005 إبان إحتلالها للعراق، ليتم بوضعه بمعتقل بوكا "الذي تديره "أمريكا"، ليبدأ بعدها رحلة التطرف حسب قول البعض، بينما يرى أنه متطرف حتى أثنا حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأصبح لاعب أساسي للقاعدة بعد فترة قصيرة جدا من غزوها للعراق. وتقول عنه تقارير الاستخبارات الأمريكية بأنه رجل القاعدة في مدينة القائم العراقي الحدودية، والذي كان على صلة بعديد من وقائع التعذيب والتهديد والقتل لعدد كبير من السكان المحليين بالمدينة، كما نفذ عقوبة الإعدام بحق أفراد وأسر بأكملها هناك، وذلك حسبما تشير وثيقة للبنتاجون. وعن بعض التفسيرات لماذل لم يكن معروفا منذ عام 2009، جاء الاحتمال الأول بأنه ربما يكون قد منح عفو ضمن الالآف ممن حصلوا عليه مع بدء انسحاب القوات الأمريكية من العراق، بينما شبهه البعض بالرجل الغامض المتمثل في عده أشخاص، وهو ما وضح على لسان القائد السابق للقوات الخاصة البريطانية اللفتنانت جنرال السير جرايم لامب "هناك من يروجون لفكرة بأنه الرجل الذي لا يقهر، وذلك من خلال استخدام العديد من الأشخاص نفس اسمه الحركي". وتابعت الصحيفة إلى أن تنصيب البغدادي كقائد جديد في عام 2010- جاء بعد مقتل العديد من أنصارها، سواء في الفلوجة من قبل القبائل البدوية هناك والذين صبوا غضبهم عليهم بسبب وحشيتهم أو عن طريق عمليات الطائرات بدون طيار في باكستان والتي أودت بنخبة كبيرة منهم، وهو القائد الذي توعد بالثأر لمقتل قائده بن لادن بشن أكثر من 100 عملية إرهابية، وهو التهديد الذي فاق كل الحدود بفضل العمليات الإرهابية، على غرار حوادث القتل المتعاقبة في مومباي، والتي أودت بحياة حوالي 1000 شخص شهريا بالعراق.