لقد بدأت العلاقة بين بن لادن والمخابرات الأمريكية أثناء نشاطه في أفغانستان ضد الإحتلال السوفيتي ولكن عندما خرج السوفيت وإنهار الإتحاد السوفيتي إنتهي دور بن لادن هناك وظهر تنظيم القاعدة ليقفز إلي قلب الشرق الأوسط وأنحاء العالم الإسلامي لتحقيق أهداف مقبولة لدي واشنطن في المقام الأول!! فضرب القاعدة لاستقرار أي دولة إسلامية كان دوما البوابة الذهبية لدخول المخابرات الأمريكية إلي تلك الدول قبل أن تتبعها القوات الأمريكية ثم الشركات الأمريكية التي تقوم بجمع الثمن. أما فيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام( الشهير اختصارا ب داعش) فقد خرجت صحيفة التايمز البريطانية في شهر ديسمبر2013 لتؤكد عبر مراسلها أن القوات الأمريكية ساعدت بطريقة غير مباشرة علي خلق أهم قائد ينتمي للقاعدة في منطقة الشرق الأوسط وذلك عندما سجنت إبراهيم عوض ابراهيم علي البدري- شاب عراقي سني يعمل بالزراعة ويبلغ من العمر33 عاما- لمدة ثلاثة شهور فقط لا غير في عام.2005 وخلال فترة إحتجازه تم وضع البدري مع سجناء ينتمون إلي القاعدة, وتم تعريضه لعملية غسيل مخ والتي كانت إحدي الأسباب الرئيسية لتحوله السريع من سلفي فقط إلي مقاتل متطرف شديد المراس, وبات يعرف اليوم في العراق بإسم أبي بكر البغدادي. وأشارت الصحيفة إلي أن البغدادي كون مع الضابط السابق في الجيش العراقي أبو عبد الرحمن البلاوي أضخم الجماعات التابعة للقاعدة منذ تأسيس طالبان في أفغانستان في عام2001, مضيفة أن نشاطات هذه المنظمة توقفت في عام2010 أثناء الوجود العسكري الأمريكي في العراق, إلا أنها جددت نشاطها بشكل ملحوظ بعد3 سنوات مستغلة الفراغ الأمني وإرتباك القوي المسلحة في شمال سوريا في ظل الصراع الدائر هناك بين المعارضة ونظام الأسد, كما استقطبت هذه المنظمة الآلاف من الأعضاء الجدد وأطلقت علي نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. وقد وسع التنظيم نشاطاته وإستراتيجيته لخدمة مخططات واشنطن المتعلقة بتأجيج الصراع الشيعي السني ليشمل غرب العراق حيث تمكن من احتلال مدينة الفلوجة في بداية عام2014 ومن السيطرة علي مساحة كبيرة من محافظة الأنبار العراقية بالإضافة إلي العمل في العمق السوري, كما أنه قام بعملية أطلق عليها تكسير الجدران في العراق حيث قام بإقتحام8 سجون في العراق ومنها سجن أبوغريب وإستطاع تهريب حوالي500 سجين ينتمي أغلبيتهم إلي القاعدة, كما تعتبر هذه المنظمة مسئولة عن العمليات الانتحارية التي استهدفت الكثير من المناطق الشيعية. وتري مجلة تايم في تقرير لها عن تطور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتوسع ساحتها في شمال العراقوسوريا إلي أن الأزمة السورية مثلت لداعش فرصة لإرسال قوات ومسلحين مدربين وذوي خبرة عملياتية واسعة. وتحدثت المجلة عن قائد الدولة أبو بكر البغدادي, الرجل الغامض الذي وصفه مسئول أمني في حزب الله ب الشبح, فقد أصبح البغدادي ينافس زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري علي الزعامة, ولم ينفذ أوامر الزعيم الظاهري بعدم التدخل في سوريا وتوسع بنشاط تنظيمه ليصل إلي شمال سوريا بل وإلي لبنان. ووفق وجهة نظر مجلة تايم, نظرت الإدارة الأمريكية للخلافات كفرصة لحدوث إنشقاقات داخل التنظيم, أما الواقع فيشير إلي أمر آخر مناقض تماما. فقبل أيام من عملية إقتحام مقاتلو داعش لمحافظة الأنبار ومدنها الرئيسية الرمادي والفلوجة في الأيام الأخيرة من عام2013 عقدت بمجلس النواب بالكونجرس الأمريكي جلسة لمناقشة الطفرة التي طرأت علي نشاط تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له في العراق( داعش علي وجه التحديد). وخلال الجلسة الهامة تم تقديم ورقة من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني تم خلالها توضيح سبل وكيفية العودة الأمريكية للعراق تحت غطاء مكافحة تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة له, والخطط اللازمة لتحقيق النصر علي تلك الشبكة من التنظيمات التي إجتاحت أرض العراق بالتزامن مع الغزو الأمريكي للعراق عام2003! وتم تقديم الأشكال المقترحة للعودة الأمريكية إلي العراق وتشمل دعم واشنطن عمليات مكافحة الإرهاب والإصلاحات القضائية في العراق في إطار تقديم مساعدات أمنية محددة. وإضفاء الطابع المؤسسي علي جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق