تجددت المواجهات داخل ملاعب كرة القدم المصرية التي لا يمر أسبوع من بطولة الدوري إلا ونجد ما يعكر صفو إحدي مبارياته ولكن تلك المرة بين اللاعبين وليس الجماهير. ما حدث في استاد الاسكندرية قبل واثناء وبعد مباراة الاتحاد السكندري والجونة في الجولة الحادية والعشرين من مسابقة الدوري ينذر الجميع بوقوع كارثة اذا لم تتجمع جميع القوي والاطراف في مواجهة ما يجري في مباريات كرة القدم. حيث شهدت الدقيقة 32 من عمر المباراة "إنفلات أعصاب" بين لاعبي الفريقين وليست الجماهير كما تعودنا، إنفلات وصل لحد التراشق بالألفاظ والضرب والاعتداء كل علي الآخر للدرجة التي جعلت المباراة تتوقف لما يقرب من الخمس دقائق في محاولات لإطفاء نيران الغضب. أحداث قمة الهبوط وبالتفصيل، كانت الكرة في منتصف الملعب – ليست هجمة لأي من الفريقين – وحدث احتكاك نراه في جميع المباريات بين صامويل اوكران مهاجم الجونة وأحمد عادل ظهير أيمن الاتحاد في صراع علي الكرة واحتسب الحكم المجري خطأ للاتحاد الا ان هاني العجيزي كان له رأي اخر وقرر ان يأخذ حق زميله بيده. اعتدي العجيزي علي اوكران، وبالطبع رد الاخير بنفس الطريقة لتصل المشاحنات بين اللاعبين الي وضع كان يمكن فقدان السيطرة عليه الا ان اصحاب العقول والحكمة قاموا بفض الشجار – بين اللاعبين وليس بين البلطجية كما نسمع كثيرا هذه الايام. ولم تكن هذه الواقعة وليدة المصادفة، بل انها كانت امتدادا لحالة الشحن غير الطبيعية التي لاحت في الافق قبل بداية هذه المباراة، حيث ثارت جماهير الاسكندرية علي مدرب الجونة انور سلامة بلا أي مبرر أو داع سوي لان فريقها ينافس علي البقاء في الدوري مع الجونة وكأنها قمة من أجل عدم الهبوط أي قمة مقلوبة وتسير بالعكس. وعقب نهاية المباراة بالتعادل السلبي، استمرت حالة الغليان التي اجتاحت الجماهير، حيث قامت بقذف كل ما وقع تحت يديها علي ارض ملعب المباراة ووصل الحال الي قيام احد تلك الجماهير باقتحام الاسوار والخطوط الأمنية والوصول للملعب الا ان افراد الأمن الذين تواجدوا في نفس المكان كانوا له بالمرصاد قبل اعتداءه علي اي أحد. وإذا كان هذا هو حال صراع القاع من أجل البقاء في دوري الاضواء، ماذا سيكون الحال في صراع القمة بين الكبار علي درع هذا الموسم التاريخي خاصة ان لنا سوابق كثيرة يكتسيها السواد في مباريات بين الاهلي والزمالك والاهلي والاسماعيلي في ظروف كانت أفضل مما نحن عليه الآن!! قمة القمم وعلي مستوى قمة القمم التي يتصارع عليها الأهلي والزمالك ومعهما الاسماعيلي، نجد ان الحرب العلنية بدأت بين الأحمر والأبيض من هتافات عدائية خارجة من جمهور الفريقين، وتصريحات "عنترية" من مسئولي القلعتين. والبداية جاءت من جانب شيكابالا لاعب الزمالك عندما شارك الجماهير البيضاء للمرة الثانية سب الأهلي بعد تسجيله الهدف الثالث لفريقه في مرمى سموحة، ومعها عدة شكاوي للجنة المسابقات بضرورة معاقبة اللاعب الأسمر. ثم قامت جماهير الأهلي بالرد على شيكابالا بسبه هو والتوأم حسام وابراهيم حسن في مباراة وادي دجلة، وهو ما دفع التوأم لتصعيد الأمر وتقديم بلاغ للنائب العام ضد الأهلي وجماهيره. الأمر لم يتوقف عند حد الجماهير، بل امتد إلى مسئولي القلعتين، حيث لم تخل تصريحات مديري الكرة بالأهلي والزمالك من "الفلفل والشطة" وما لزم من اشعال الموقف، الأمر الذي عادة ما يثير جمهور الفريقين ويلقي بالبنزين علي النار. قمة التحدي الأبدية وقد تكون لمباراة الأهلي والاسماعيلي – القمة الثانية – نصيبا مما قد يحدث في المستقبل اذا ما تدارك الجميع الأمر وخطورته خاصة ان هناك تاريخا اسود بين جماهير الفريقين سواء في مبارياتهما معا في القاهرة او الاسماعيلية. جماهير الاهلي فعلت ما فعلته بمشاركة جماهير المصري في مباراة الجولة الثامنة عشر التي تحولت الي معركة حربية تخطت حدود الملعب وبدأت من الطريق الصحراوي وامتدت الي طريق العودة ودخلت معها اطراف أخري. ولم تسلم جماهير الاسماعيلي من قلة الوعي، حيث قامت هي الأخري في الأسبوع المنقضي بالاعتداء علي بعضها البعض واختلط الحابل بالنابل في المدرجات عقب خسارة فريقها امام المقاولون علي ارضه، وقذفت أرضية الاستاد بجميع انواع المخلفات. وامتد الانفلات الجماهيري الي خارج الاستاد ، حيث قامت بتحطيم كل ما واجهها من منشآت النادي أيضا بلا داع سوي لأن فريقها خسر مباراة !! ملحوظة: ما زال هناك قمتان - وليست واحدة - متبقيتين في مسابقة الدوري، الأولي بين الأهلي والاسماعيلي في الجولة 26 بالقاهرة، ثم الزمالك والأهلي في الجولة 27 بالقاهرة أيضا.