رفض المعتصمون المسيحيون أمام مبنى «ماسبيرو» - التلفزيون المصري – دعوة البابا شنودة الثالث لهم بفض الاعتصام رغم انه – على حد تعبير البابا شنودة - «تجاوز التعبير عن الرأي، وان ما يحدث لا يرضي احدا، وان صبر الحكام نفد، وانتم الخاسرون اذا استمر اعتصامكم». الرسالة كانت واضحة من رأس الكنيسة، والرفض جاء قاطعا عنيدا من «شباب ماسبيرو»، كما يطلقون على انفسهم تشبها بشباب التحرير، واصبح الموقف المتأزم الآن بيد الجيش والداخلية في «اسوأ» تحد على الدولة ان تواجهه لفرض هيبتها، بعد استنفاد كل السبل التي كان آخرها رسالة البابا الواضحة والصريحة. والموقف يزداد تأزما بعد مرور اكثر من 10 أيام على الاعتصام وتحول المنطقة التي اختارها المعتصمون الى منطقة تتوقف فيها الحياة، وتتحول فيها معيشة السكان واصحاب المحلات الى جزء من «الجحيم» الذي تتكرر فصوله على مدار الساعة، بدءا باصرار «شباب ماسبيرو» على تفتيش السكان، وزوارهم، واصحاب المحلات المجاورة والمارة العاديين، الامر الذي «اوقف حال» اصحاب المحلات، وضيق عليهم ارزاقهم، كما تسبب التفتيش في اثارة غضب «المسلمات» المحجبات سواء من ساكنات المنطقة أو مرتاديها، واللائي يرفضن تفتيشهن حتى من قبل النساء المسيحيات، ويعتبرن ذلك اعتداء على حريتهن، ومعهن كل الحق. الوضع يزداد سوءا، وينذر بكارثة وشيكة مع ازدياد الاحتقان، واستمرار التساهل غير المبرر من الحكومة تجاه ما يحدث، صحيح اننا مع الاعتصامات المدنية كحق مشروع للجميع، ولكن بما لا يحد من حرية الآخر، وبما لا يوقف مصالح البلاد والعباد، وبما لا يثير الفتن والاحقاد، ناهيك عن شكل مصر أمام العالم، والاستقواء بالقوى الخارجية كما حدث عندما تم التظاهر امام سفارة «ماما أمريكا»!. اعتقد ان اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة مع رموز «اقباط الداخل والخارج» الذي امتد لاكثر من 8 ساعات، وخرج بعده هاني عزيز ليؤكد استجابة المجلس لجميع الطلبات القبطية، كان ينبغي ان يحمل ايضا تحذيرا لهذه الرموز من مغبة ما يحدث، وتنبيها لعواقبه الوخيمة، اما حقوق الاعتصام والتظاهر السلمي، فيمكن ان تتم في أماكن تخصص لذلك، ويتم تأمينها حتى لا تقع تصادمات تؤدي لفتن، وطالما ارتضينا بثقافة التظاهر والاعتصام فليكن التنفيذ بشكل حضاري، ولا يوجد ما يمنع من انشاء «هايد بارك» مصرية في القاهرة تحت سمع وبصر الجميع، وفي متناول كل كاميرات الفضائيات وميكروفونات الاذاعات، دون احتكاكات او وقف حال. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يَاخسَارَه عَ اللّي بْغبَاوْتُهْ يِشْرِخْ الأمِّهْ وِفْ كلْ يومْ فرْحِنَا يِخلِقْ لِنا غُمِّهْ وِ سَعَادْتهْ إِنُّهْ يِشُوفنَا مِتفَرّقِينْ دَايْمًا وِ فْ كُلْ مَرَّهْ يِقُولْ "دَا الغَلْطانِينْ هُمِّهْ" ٭٭٭ «مِتبّتِينْ فِي الوَطنْ» يَابُو مُخْ صَدّا بَقِينا مَضحَكهْ لِلنّاسْ دَايْمًا تِقولْ احْنَا أحْسَنْ، والبَاقِي دُولْ مِشْ نَاسْ دَ الكلْ إِخوَه وحَبَايبْ، وِلكلْ وَاحِدْ دِينْ وِ مْتبّتِينْ فِي الوَطنْ، وِانتَ اللّي رَاحْ تِندَاسْ (د.توفيق ماضي – قصيدة «الغلطانين همه»)