قال الباحث السياسي في جامعة الأزهر محمد محسن أبو النور إن الرسالة, التي وجهها الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أنصاره في 4 يونيو, تؤكد أنه لا يزال ثابتا على موقفه، كما أنه يريد أن يرسل برسالة إلى الداخل والخارج لمؤيديه ومعارضيه على حد سواء، مفادها أن الكفاح السلمي هو الحل الوحيد لكسر "الانقلاب". وأضاف أبو النور في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن مرسي "استلهم روح الإمام الخميني في الثورة الإيرانية، حيث كان الخميني يرسل إلى الثوار الإيرانيين من منفاه في باريس عبر شرائط كاسيت تحثهم على مواصلة الكفاح في مواجهة ظلم وبطش الشاه، وقد استخدم مرسي صفحته على فيسبوك بديلا عصريا لشرائط الكاسيت, التي ابتكرها الخميني". وتوقع أبو النور "أن يستمر الطرفان، المؤيد للشرعية بقيادة الإخوان والسلطة الحالية بقيادة الجيش، في الصدام دون اللجوء إلى حل المصالحة كبديل استراتيجي"، مشددا على أن الحل من وجهة نظره هو العودة إلى صناديق الاقتراع دون مرسي أو السيسي. وكان مرسي دعا في رسالة منسوبة له على صفحته على موقع فيسبوك في 4 يونيو لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير 2011، مشيرا إلى أن الشعب المصري تصدى ل"مسرحية تنصيب قائد الانقلاب" رئيسا لمصر. ووجه مرسي في رسالته التحية "لثورة 25 يناير والثوار رجالا ونساء", وقال :" إن العالم سمع الصمت الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة, التي أُعلن فوز عبد الفتاح السيسي بها. وطالب مرسي أيضا الثوار بالتجمع وعدم الفرقة، مستشهدا بالآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا"، والآية "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم". وقال مرسي إنه "لم يدخر جهدا أو وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات"، فأصاب وأخطأ ولكنه لم يخن "الأمانة". وأضاف أن كل الشعوب الحرة لم تعترف بما وصفه ب "النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة، و"لن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل". ودعا مرسي شباب مصر لاستكمال ثورته وتحقيق أهدافها السامية، وختم رسالته بالقول "وأخيرا وليس آخرا أقول لشعبي الرائد لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتى تحقق كامل أهدافها، أعلم أن الطريق صعب لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عز وجل لكم، بارككم الله لوطنكم وأمتكم ودمتم ثائرين". وأثارت الرسالة حالة واسعة من الجدل, حيث اعتبرها أنصار مرسي دفعة قوية في حراكهم الرافض لما جرى في البلاد، منذ 3 يوليو الماضي، ودليلا على قوة مرسي, وصموده "الأسطوري"، في حين شكك معارضوه في صحة الرسالة من الأساس، مؤكدين أنها بافتراض صحتها تعني أن مرسي مغيب عن الواقع الفعلي, وما زال مقتنعا أنه الرئيس.