ليست شماتةً مني في شخص الرئيس السابق غير "المبارك"...ولكنه شعور بالراحة والاطمئنان لأن يتحقق القصاص على وجه الأرض. ولذلك، فإني لا أحمل في نفسي أي تعاطف أو شفقة تجاه رئيسنا السابق، على الرغم من مرضه وعجزه وألمه. إسمح لي أن أقول لك... يا من كنت رئيساً... أنك ظللت تحرق قلوب المصريين طيلة ثلاثة عقود وأكثر؛ ومن ثم فقد آن الأوان لكي يُقتَص منك على قدر ما أحرقت وعذبت وأتلفت وأرهبت وزورت. وهذا ليس حباً في الانتقام من شخصك وإنما حباً في القصاص الذي فرضه الله العدل من فوق سبع سماوات. كانت الحرائق - التي شبت في أثناء ثورة 25 يناير - تكملةً لعملية الحرق المعنوي الممنهج طيلة العقود السابقة. فقد قام فلول نظامك – يا من كنت رئيساً لهذا النظام الفاسد – بحرق العديد من المنشآت في أنحاء مصر، لكي يتم لصق عمليات الحرق بأيدي الثوار الأبرار الأحرار، فيتم تشويه صورتهم وإجهاض ثورتهم. وأقول هنا.. إن كانت منشآت كثيرة قد احترقت في مصر – أثناء ثورة 25 يناير - فإن المواطن المصري يحترق منذ زمن، ولم يأب به أحد. نعم، يحترق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وروحياً على مدى عقودٍ طويلة. وأنت – أيها الرئيس السابق ونظامك المستبد – تتحملان سوياً نتائج تلك "المحرقة" التي قامت بتجريف الإنسان المصري، وإخراجه من سمته وأخلاقه وأصله....فكم يا تُرى من السنين ستمضي حتى يُعافى الإنسان المصري من ذلك "التجريف"؟ هل أيقنت يا من كنت رئيساً مدى الجُرم الذي ارتكبته بحق شعبك الذي لم يكن يستحق منك كل ذلك؟ وعلى الرغم من تنحيك عن الرئاسة، فإن ميكانيزمات وآليات الحرق ما زالت تعمل في وسط مجتمعاتنا. فنظامك - الذي قمت بتربيته وباحتضانه - ما زال يستخدم تلك الميكانيزمات والآليات ليخلق الفرقة والانقسام في داخل نسيج وطننا. فهنا نار فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين....وهناك نار فتنة مذهبية بين السلفيين والإخوان. فحتى بعد تنحيك، ما زلنا نعاني منك ومن فلول نظامك...ما زلنا نعاني من أدواتك وآلياتك التي كنت تستخدمها دوماً لشق صفوف الشعب المصري من أجل أن تسود عليهم وأنت مطمئن. والفتن الملتهبة حالياً ليست إلا دليلاً قاطعاً على بقاء تلك الأدوات والآليات المُحرِقة التي أوجدتها أنت يا من كنت رئيساً. والآن...هل أدركتَ وفهمتَ سبب عدم إشفاقي عليك؟ وأكررها مرة أخرى: لا عزاء لك لأنك أحرقت قلوبنا وما زلت تحرقها بفعل نظامك الذي ما زال يعيث في الأرض فسادا..