قالت وكالة "رويترز"، إن الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة في مصر جاء أضعف من المتوقع، الأمر الذي قد يضر بشرعية المشير عبدالفتاح السيسي الذي تشير التوقعات إلى فوزه بالرئاسة في الداخل وعلى المستويين الإقليمي والعالمي بعد أن عزل محمد مرسي أول رئيس منتخب في انتخابات حرة بمصر إثر احتجاجات شعبية حاشدة مطالبة بإنهاء حكمه. واستندت الوكالة إلى جولة قام بها مراسلوها في عدد من اللجان الانتخابية في القاهرة اليوم أظهرت ضعفًا في إقبال الناخبين على التصويت. وقال مراسلون إن الصورة نفسها تكررت في الإسكندرية ثاني أكبر مدن مصر. وكان من المقرر أن تكون مدة التصويت يومين لكن اللجنة المشرفة على الانتخابات قررت تمديدها يوما ثالثا لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم. وقالت بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الديمقراطية الدولية إن قرار تمديد التصويت يثير تساؤلات حول سلامة العملية الانتخابية. وقال ايريك بيورنلوند رئيس المنظمة في بيان "القرارات التي تتخذ في اللحظات الأخيرة عن إجراءات انتخابية مهمة مثل قرار تمديد التصويت يوما إضافيا يجب ألا تتخذ سوى في ظروف استثنائية". وبثت حملة السيسي صورا لصفوف طويلة من الناخبين بعضهم يلوح بالأعلام المصرية ويرفع صور السيسي. ورفعت الحملة على صفحتها على "فيس بوك" شعار "انزل وارفع علم بلدك". وعند أحد مراكز الاقتراع قالت سماء (45 عاما) التي تملك متجرا بالقاهرة إنها تؤيد السيسي. وأضافت "بلدنا لازمه دلوقتي رجل عسكري. نحتاج للنظام". لكن غابت عن المراكز أي صفوف طويلة. وقال ضابط بالجيش وهو يقرأ صحيفة أمام نفس مركز الاقتراع بالقاهرة "عايزة تتكلمي مع ناخبين؟ شايفة أي ناخبين؟ مش عارف ليه مابيجوش. يمكن رافضين السياسة". واتهم الناشط الليبرالي خالد داود اللجنة الانتخابية والحكومة بالفوضى في إدارة الانتخابات. وقال "هناك شعور بأن النتيجة معروفة سلفا وهذا النوع من الاحتفال الذي يقيمونه للسيسي جاء بأثر عكسي لأن الناس لم تعد تقتنع بهذه الدعاية. "الناس أيام مبارك لم تكن تشارك لأنها كانت تعرف أن صوتها لن يفرق وهذا ما يحدث الآن". وكانت السلطات قد اتخذت مجموعة من التدابير لحث الناخبين على المشاركة في العملية الانتخابية فقالت وزارة العدل إن المصريين الذين لا يصوتون ستفرض عليهم غرامة وأعلن عن إتاحة تذاكر مجانية للمسافرين بالقطارات حتى يتمكنوا من التصويت. ورغم الحملة الرسمية لحمل الناخبين على التصويت كان الحضور في اللجان محدودا لعدة أسباب. وكانت جماعة الإخوان المسلمين التي يعتقد أن عدد أعضائها يبلغ نحو مليون عضو في بلد عدد سكانه أكثر من 85 مليون نسمة قد أعلنت رفضها للانتخابات ووصفتها بأنها استمرار لاستيلاء الجيش على السلطة. وكانت مصر قد أعلنت الجماعة منظمة إرهابية. وقتل نحو ألف من أنصار الإخوان في حملة أمنية. وقال محمد عبد الحفيظ عضو الإخوان "إجراء الانتخابات باطل في ظل الانقلاب العسكري... لا يمكن للانتخابات أو أي وسيلة أخرى أن تمنحه الشرعية". كما تغيرت آراء الشباب الليبراليين حتى من أيدوا قرار عزل مرسي في يوليو الماضي وذلك بعد اعتقال كثيرين منهم في الحملة الأمنية التي أدت إلى الحد من الاحتجاجات والمظاهرات.