ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن العملية التي قادتها قوة أمريكية لتصفية أسامه بن لادن داخل الأراضي الباكستانية دون علم سلطاتها، تمت بموجب اتفاق سري منذ قرابة عشرة أعوام. وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق يفوض الولاياتالمتحدة حق تنفيذ مهمة أحادية داخل البلاد، كتلك التي نفذت الأسبوع الماضي وانتهت بقتل زعيم تنظيم القاعدة، إذا كانت على يقين بمكان مخبائه. وعلى ذمة ما نقلت الصحيفة من مسئولين أمريكيين وباكستانيين، فإن الاتفاق تم بين القائد العسكري، الجنرال برويز مشرف والرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، إثر فرار بن لادن من جبال "تورا بورا" بأفغانستان أواخر عام 2001. وبموجب أحكام الاتفاق، فوضت باكستان القوات الأمريكية حق تنفيذ حملة دهم أحادية الجانب داخل أراضيها بحثاً عن ابن لادن وساعده أيمن الظواهري، واتفق الطرفان على أن تقوم باكستان لاحقاً باحتجاج صاخب للتعدي على سيادة أراضيها. ويضيف الكشف عن الاتفاق عاملا جديداً في الأزمة السياسية الناجمة بين واشنطن وإسلام أباد جراء عملية "أبوتاباد" التي اقتحمت فيها قوة كوماندوز أمريكية مقر بن لادن وقتله في الساعات الأولى من فجر الثاني من مايو الجاري، إذ يجزم الباكستانيون بجهلهم للغارة، وأصدرت القيادات المدنية والعسكرية رسالة قوية للولايات المتحدة بأنه في حال تنفيذ عملية مشابهة فأن "باكستان تحتفظ بحق الرد بكل قواها" كما قال رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلاني أمام البرلمان.