نشرت صحيفة صفراء صباح الثلاثاء خبرا عن أمر شفوي أصدره رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمنع بث (المشاهد الحميمية) والقبلات من الأفلام : قديمها وحديثها ، وفي المساء سألت مذيعة قناة صفراء نحيفة بعض مصادرها هاتفيا ، للتأكد من صحة الخبر ، وقد ظهر على وجه المذيعة من الهلع والجزع والرعب والانزعاج عشرة أمثال ما يمكن أن يظهر من هذه المشاعر على وجه امرأة فقدت زوجها وأولادها الثمانية ووالديها وإخوتها الستة في عمارتهم التي دفنها الزلزال فانهارت بهم فوق خمسة محال للمجوهرات في أسفلها . فقد صاحت المذيعة وناحت وولولت ، وقالت وهي تكاد تلطم خديها الملتصقيْن ، وتصك صدرها المتصحر : [ يظهر إننا داخلين على إيران أو أفغانستان وأضافت : " الله لا يقدَّر " . طيب ... دالمشاهد دي احنا تربينا عليها !! ] لم أشارك الفتاة حسرتها وولولتها و( فجعتها ) على قرار منع المشاهد الحميمية ، والقبلات الساخنة ، فالحقيقة أننا في بلاد الصعيد الجافة عاطفيا ، لا نعرف سخونة القبلات فنحن نكتفي بسخونة الجو ، ولا نعرف حميمية الأحضان بين الرجال والنساء ، بل ( تربينا) على أن النساء إذا كنَّ في طريق وأحسسن بخطوات رجل أو رجال خلفهن ، انزوين يمينا أو يسارا وغطَّين وجوههن بأطراف غطاء رؤوسهن ، حتى يتجاوزهن العابر أو العابرون من الرجال ، وتربينا على أن تحية الرجال للرجال هي المصافحة لا الاحتضان . وقد اجتهد ضابط المخابرات السابق" موافي " حين تولى وزارة الإعلام في إشاعة الفواحش في بلادنا نحن مسميات ناعمة تتجاهل الكلمات القاسية مثل ( الزنا) و ( الفجور ) وما شابه ذلك من كلمات حادة صادمة ذات [ مرجعية دينية !!!! ] إلى كلمات خفيفة مقبولة مثل ( المشاهد الحميمية ) ، وقد ظهر في التحقيقات التي أُجريت مع معاليه إنه حين كان يمارس (القوادة ) لسادته كان يسمي عمليات الزنا التي يصورها بنفسه تسمية عجيبة هي ( جلسات السمو الروحي) إمعانا في الصدق مع النفس أثناء ممارسته هوايته وعمله . وقد اجتهد ضابط المخابرات السابق" موافي " حين تولى وزارة الإعلام كل الاجتهاد في تطبيع الشعب المصري مع الشذوذ النفسي والخلقي حين استخرج دفائن كنوز السينما المصرية القديمة ، من الأفلام البذيئة شديدة الانحلالية ، واختار لبثها ظهيرة يوم الجمعة بعد حديث الشيخ الشعراوي آملا أن تمحو تلك الأفلام الخليعة أي أثر أخلاقي تكون أحاديث الشيخ قد تركته في نفوس المشاهدين . وقد اجتهد ضابط المخابرات السابق" موافي " حين تولى وزارة الإعلام أن تكون البرامج الحوارية وبرامج المنوعات كلها غاية في التفاهة والسفاهة ، من أجل تنشئة جيل ( مرن ) من الشباب يتخلص من تلك العُقد الدفينة الموجعة التي يسمونها الأخلاق . وهكذا ( تربت ) طائفة من الناس على تلك القيم العليا من( التسامح ) و (المرونة ) وتقدير الفنون الراقية ، وإعلاء قيم ( السمو الروحي) على قيم التزمت والتجهم والكآبة . وقد ساعدت طائفة من شباب الدعاة الإسلاميين ضابط المخابرات السابق" موافي " في أداء رسالته ، من غير قصد ، حين تركوا الدعوة إلى عليا مكارم الأخلاق [ كما تركها هو ] وحين أطالوا الحديث عن وجوب تقصير الثياب ، وإعفاء اللحى ، وإرخاء أطراف العمائم ، والتسوك بالمساويك في الشوارع لحاجة ولغير حاجة ، فقدَّموا الإسلام للناس على أنه مجرد حفنة من ( المظاهر الشكلية ) حتى إن جريدة الوفد نشرت في عددها الصادر يوم الجمعة 27أبريل 2007 خبرا عن قيام مجموعة مسلحة في باكستان بنسف ثلاثة محال للحلاقة لأت أصحابها يحلقون لحى زبائنهم . وبين الإفساد المتعمَّد الممنهج الذي قاده واجتهد فيه ورعاه ضابط المخابرات السابق" موافي " حين تولى وزارة الإعلام ، وبين التشدد والتجهم اللذين أولع بهما ( بعض ) الدعاة الجدد ، نشأت تلك الغادة ومن هم في مثل عمرها حائرين فمنهم من اختار ( المشاهد الحميمية ) ليتحسر عليها حين يراها مهددة بالإلغاء ، ومنهم من اختار البكاء على الخلافة التي ضيعها أتاتورك والتي يريدون إعادتها بتقصير الثياب .