" كل سنة وانت طيب يا ريس، ربنا يقويك علينا"! هكذا، وبمنتهى العفوية، والطيبة، والسذاجة أيضاً كان يتمنى المواطن المصري البسيط، يوم عيد ميلاد الرئيس، وهكذا كان يرد عندما يسأله أحد معدي التقارير الصحفية لأحد برامج التوك شو، قائلاً:" النهارده عيد ميلاد الريس، تحب تقوله إيه؟"، وهو لا يعرف أن الرئيس ليس قوياً وإنما " مستقوى " أيضاً، وأنه الأولى بالإعانة وليس الرئيس . أما الصحف الحكومية التى كانت مسماه بالقومية، فإن أرشيفها ينطق، ليحدثك عن يوم عيد ميلاد الرئيس على لسان أسامة سرايا فى الأهرام فى مقال بعنوان: "يوم أن ولدت مصر.. من جديد". "اليوم هو يوم عرس للشرفاء الوطنيين.. اليوم هو الرابع من مايو يوم ميلاد الرئيس.. لا يحتاج منا الرئيس مبارك أن ندافع عما وعد فأنجز وعمل فأعطى، ولكننا نحتفي بما حققناه تحت قيادته.. صراحته ترياق أفقنا به من وهم طويل، وواقعيته صمام أمان لحلول الأزمات.. لم يغامر بمصير أمته يوما"!. وفى أخبار اليوم تطالع ممتاز القط وهو يعنون مقاله بسؤال يعبر به عن نفسه فى صيغة جماعية، قائلاً:" ليه بنحبك يا ريس"، ثم يتابع:" "يا ريس كل سنة وأنت طيب وربنا يخليك لينا.. في عيد ميلادك يا ريس ندعو الله لك بالعمر المديد.. سنوات مرت وكأنها حلم جميل داعبنا، وجعلنا نبتسم لكل أيامنا.. فنحن سيدي الرئيس قدرك، وأنت قدرنا، لمن غيرك نشكو؟!". أما محمد علي إبراهيم فى الجمهورية" الرسمية، فعبر مقاله "بطل العدالة الاجتماعية - 3"، تتشنف أذنيك بسمفونية رائعة تقول: "فعلا نحن نعيش استقرارا لا يقدر بمال وهذه ميزة عظيمة يدركها المصريون.. دعاة الفوضى والتغيير والتخريب والهدم فشلوا لأنهم لم يرفعوا شعارا واحدا واقعيا مثل الذي اتخذه الرئيس مبارك منذ فترة طويلة وهو الإصلاح، وكذلك الحال مع صحيفة "المساء" عبر افتتاحيتها فى يوم مولده:" كل عام ومصرنا.. بك تعلو وتزدهر" ، وتتابع : " كل عام وأنت طيب يا ريَّس.. كل عام وأنت بخير وسعادة يا قائد مسيرتنا ورافع رايتنا.. يا أحب الرجال وأغلى الرجال.. كل عام ومصرنا بك تعلو وتزدهر حتى تصل إلى ما ترجو وتتمنى". "نحن نحتفل اليوم بعيد ميلادك.. نرد لك بعضا من جميلك.. فقد سبقت بالفضل.. واحتفلت بنا منذ أيام قلائل.. رفعت رأسنا وحفظت كرامتنا.. وقلت بأعلى صوت: أمانتي هي الشعب.. ذخيرتي هي الشعب.. ولن أخون أمانتي ولن تضيع ذخيرتي.. وجاء عطاؤك فوق كل التوقعات". أما مرسي عطا الله فلا يفوتك مقال مديحه الفج بعنوان: "وكان فضل الله عليك عظيما"، ثم يتابع : "إننا لا نكتب فقط عن 4 مايو كعيد ميلاد الرئيس مبارك -أمد الله في عمره- وإنما نكتب عن مصر ودورها الذي تجاوز -في تعامله مع الأزمات الطاحنة التي دهمت أمتنا في السنوات الأخيرة- حدود كل ما هو معروف وشائع عن حجم ووزن ودور مصر وتأثيرها في قضايا أمتها". "نتحدث اليوم عن حسن الإدارة السياسية للأزمات بميزان دقيق يوفق ما بين متطلبات المصلحة الذاتية لمصر وما بين الالتزامات القومية عليها تجاه أمتها العربية وعالمها الإسلامي". وهكذا فإن أوركسترا الصحافة التى تعلن الطوارئ فى يوم عيد ميلاد الرئيس لكى تدبج وتسود صفحاتها بهذه السيمفونيات، تتشارك معها وتنافسها الشاشة الفضية وفى مقدمتها تليفزيون أنس الفقي، وبرامج التوك شو على الفضائيات جميعها، حيث لم يكن يجرؤ أحد على أن يغرد خارج سرب النفاق، والتضليل.