ناصر مندور: امتحانات جامعة قناة السويس تسير وفق خطة منظمة    لوجود شكاوى.. محافظ الدقهلية يتفقد مكتب التأمينات الاجتماعية فى المنصورة    الأقصر تبحث 31 طلب وشكوى للمواطنين باليوم المفتوح    وزير الخارجية السعودي يرأس وفد بلاده في قمتي دول الخليج والأسيان والصين    الكرملين: رفع قيود تسليح كييف خطوة بالغة الخطورة    احتفالات ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي بمشاركة محمد صلاح.. بث مباشر    خبر في الجول – بن رمضان يخضع للكشف الطبي في الأهلي    مدير ليفركوزن يكشف تطورات اهتمام ليفربول بضم فيرتز    انقلاب سيارة تحمل 50 طن أحجار بطريق الإسكندرية الصحراوي| صور    هوية فرعونية تعود للحياة.. حكاية مقبرة «Kampp23» في العساسيف    الليلة.. افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية    رئيس جامعة دمياط يتفقد مشروعات المستشفيات الجامعية الجديدة    اجتماع تنسيقي بين فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية ومنظمة الصحة العالمية    استمرار فعاليات الدورة الرابعة لمعرض الكتاب والحرف التراثية بالعاصمة الإدارية    «علّمت المنوفية بصوتها».. ما لا تعرفه عن الراحلة جنات مبارك    الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جديدًا لرئيس الوزراء (تفاصيل)    بعد إعفاءها ومشتقاتها من شهادة الحلال.. هل توجد ألبان مُحرم شربها؟ الأزهر يجيب    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ضد الاتحاد السكندري في نهائي دوري السوبر للسلة    هيدي كرم: أحب اشتغل مع محمد رمضان جدا    رئيس الرقابة المالية: 10مؤسسات مالية غير مصرفية ملتزمة بمتطلبات الأمن السيبراني    الجمعية البرلمانية الدولية لآسيان تطالب بإنهاء العنف في غزة    الأرصاد الجوية : تغيرات مفاجئة فى حالة الجو وتوقعات بانخفاض بالحرارة يصل 9 درجات غدا    "تعالى وأديكي شيكولاتة".. اتهام مسن بهتك عرض طفلة فى شبرا الخيمة    تكريم سيد فؤاد في «يوم أفريقيا» بمنتدى منحة ناصر للقيادة السياسية    الجيش الأردني يحبط محاولة اجتياز طائرة مسيرة لأجواء المملكة    بحضور المحافظ.. الأنبا فيلوباتير يفتتح مستشفى الرجاء التخصصي بأبوقرقاص    بعد تخفيض العائد 1%.. أسعار الفائدة الجديدة على شهادات ادخار البنك الأهلي    البورصة تربح 2 مليار جنيه في ختام تعاملات الإثنين    "تمنيت اللعب معه".. أسطورة ليفربول يتغنى محمد صلاح (فيديو)    هل شريكك برج السرطان؟.. 3 صفات سلبية احذرها    تعرف علي استعدادات بيراميدز لحصد أول ألقابه القارية أمام صن داونز    محافظ البحيرة: نسعى لتحويل الميادين لنقاط إشعاع حضاري    وزير الصحة يشهد توقيع بروتوكول يستهدف توفير أحدث الأطراف الصناعية    نوران جوهر تواصل سيطرتها على قمة التصنيف العالمى لسيدات الإسكواش    مؤتمر صحفى اليوم في الرياض للإعلان عن استعدادات موسم الحج    هل الأضحية أفضل أم الصدقة؟.. الإفتاء تجيب    زراعة شمال سيناء تعلن توفير أضاحي العيد بالحجز للعاملين والمواطنين    منال عوض تتابع مع وفد البنك الدولى تنفيذ مشروعات تنمية الصعيد    وفاء بسيم: النساء يوحدن القارة الأفريقية بالحفاظ على التراث الثقافي    حارس المقاولون يظهر في السفارة الأمريكية لاستخراج تأشيرة السفر مع الأهلي للمشاركة في المونديال    تموين بورسعيد: ضبط كميات من الكبدة واللحوم المستوردة قبل ترويجها على أنها بلدية    «عشان بقيت سنجل».. ياسمين عبد العزيز تكشف سر تألقها    توفى أثناء العمل.. مصرع شاب بصعق كهربائي داخل مصنع في القاهرة    بسيارة وضابطة ترافقها.. بعثة القرعة تساعد حاجة مريضة على آداء عمرة القدوم    انطلاق فعاليات دورة محفظي القرآن الكريم بالكتاتيب بأكاديمية الأوقاف الدولية    "ما عرفش حاجة وكلهم اختفوا فجأة".. أقوال صادمة لسفاح المعمورة أمام المحكمة    وزير الخارجية الإيطالي يدعو إسرائيل إلى إنهاء حربها على غزة    اعتقالات وحواجز وإخلاء مبانٍ سكنية «تمهيدا لهدمها».. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم    برلماني يتقدم بطلب تعديل نص الفقرة الثالثة بالمادة 21 بمشروع قانون تنظيم مرفق المياه    فانتازي يلا كورة.. مفاجأة مويس وريمونتادا جفارديول ضمن حصاد "الأفضل"    النائبة جيهان البيومى: تقسيم الدوائر الانتخابية يتناسب مع عدد السكان    جراحة دقيقة لاستخراج فرع شجرة اخترق منطقة حساسة بجسد طفل في الفيوم    صحة جنوب سيناء تعلن الطوارئ القصوى تزامنا مع عيد الأضحى    توترات في المنيا بسبب إقامة «برج محمول».. وتوضيح من مطرانية الأقباط    وزير الثقافة: مبادرة ذاكرة المدينة تستهدف حماية مكونات الشخصية المصرية    هدد باغتيال ترامب.. إيقاف شخص حاول إلقاء قنبلة على سفارة أمريكا بتل أبيب    مع اقتراب يوم عرفة.. نصائح للحجاج لأداء المناسك    دار الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء: لهذا السبب.. يستدعي السيسي لغة "التخويف" للمصريين
نشر في المصريون يوم 13 - 05 - 2014

مع عزل الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، قال المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع، إنه فعل ذلك حفاظًا على كيان "الدولة" المصرية.
وفي الخطوات التالية لعملية العزل، ذهب المرشح الرئاسي في لقاء جمعه بضباط وجنود القوات المسلحة إلى أن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة منتصف شهر أغسطس الماضي كان لنفس الهدف أيضًا.
وقال في اللقاء الذي جاء بعد أيام من فض الاعتصامين، وبث التليفزيون المصري لقطات منه: " القوات المسلحة وقوات الشرطة المصرية ستظلان أمناء على حماية الدولة المصرية وحماية حق الشعب في اختيار حكامه"، مشيرا إلى "أنهما لم يخونوا ولم يغدروا بأحد وحذروا مرارا وتكرارا الرئيس السابق محمد مرسي من خطورة الوضع".
ولم يختلف الحال كثيرا في الحوارات التليفزيونية للسيسي، ففي حواره مع قناة "سكاي نيوز عربية" الذي تم بثه يومي الأحد والاثنين 11-12 مايو، كان نفس المفهوم حاضرا، وقال خلال الحوار: "ما أخاف منه أن تصل البلد لحالة فوضى، وهذا يحتاج إلى دعم وتعضيد الشرطة حتى تستعيد حالة الأمن".
وفي حواره الأول مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى في 5 مايو الجاري، توسع " السيسي" في استخدام نفس المفهوم، وهو ما يؤسس لما سماه خبراء ب "خطاب الدولتية".
و"خطاب الدولتية" كما يعرفه أساتذة العلوم السياسية، هو استحضار الأخطار التي تحيط بالدولة كمبرر لكل الخطوات التي يتم اتخاذها، وهو مضاد لخطاب "الأناركية" أو "الفوضوية".
وبينما استدعى السيسي هذا الخطاب على فترات في التصريحات التي نقلت عنه بعد عزل مرسي، كان هذا الخطاب حاضرا وبكثافة في لقاءه مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى.
السيسي كرر في اللقاء ما سبق وذكره من أن عزل مرسي كان بهدف الحفاظ على الدولة المصرية، وزاد على ذلك بالتأكيد على أن صدور قانون "التظاهر" المثير للجدل، كان لنفس الهدف.
ويواجه قانون التظاهر، الصادر في نوفمبر الماضي، انتقادات واسعة حيث يرى منتقدوه أنه يقيد الحريات، بينما تقول السلطات إنها ينظم عملية التظاهر ولا يقيدها.
وينص القانون على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الداخلية قبل التظاهر، ويفرض عقوبات على المخالفين تصل إلى السجن والغرامة، كما يتيح لقوات الشرطة التدرج في استخدام القوة لفض التظاهرات المخالفة.

وقال السيسي خلال الحوار: "التظاهر غير المسؤول هيوقع مصر"، مضيفًا: "الأمر في مصر لن يستقيم بحالة الفوضى بالشكل اللي كانت موجودة فيه، وقانون التظاهر إحدى أدوات ضبطه، وهو آلية قانونية لضبط التظاهر وليست لمنع التظاهر".
وحضر نفس المفهوم - أيضا- عندما سأل السيسي عن أسباب إقدامه على الترشح، قائلا: "التحديات التي تواجه مصر كانت تستلزم على كل وطنى مسئول التقدم للترشح للحفاظ على الدولة".
وشدد على نفس المفهوم عندما سأل في الحوار عن المبرر الذي دعاه للتدخل وعزل مرسي، فقال: "عندما شعرت أن البلد تضيع".
ويتماشى "خطاب الدولتية" مع ما يسوقه أنصاره من أنه "رجل دولة"، أي رجل لديه إدراك بكل مفاصل الدولة المصرية، وهو ما حرص الرجل على إظهاره خلال الحوار ، فتحدث كثيرا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة في حل المشاكل الحياتية للمواطنين، حتى لا يتركوا "فريسة" للقطاع الخاص.
ويعزو سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بعدد من الجامعات المصرية، استخدام السيسي لهذا الخطاب، إلى إدراكه طبيعة الشعب المصري الذي يميل بدوره نحو الاستقرار.
وقال صادق في تصريح إلى وكالة "الأناضول"، إن "المصريين بطبيعتهم شعب يميل إلى الاستقرار، وهو ما يجعلهم شديدي الحساسية تجاه أي بوادر تهدد كيان الدولة، وهو ما لم تدركه جماعة الإخوان المسلمين، بدليل استخدام مرسي في أول كلمة يوجهها للشعب المصري خطاب (الأهل والعشيرة)، الذي أقلق المصريين".
وتابع: "الذين شاركوا في تظاهرات 30 يونيو 2013 ومن بعدها 3 يوليو (التي استند إليها الجيش في عزل مرسي)، ثم استجابوا بعد ذلك لدعوة السيسي للنزول إلى الميادين لتفويضه بمحاربة الإرهاب (مظاهرات 26 يوليو 2013 )، إنما فعلوا ذلك استجابة لخطاب (الدولتية) الذي يستخدمه الرجل".
و"يمثل السيسي بالنسبة للإنسان المصري البسيط الشخص الذي يجسد مفهوم الدولة المصرية العريقة، التي عاش في كنفها وأحس بالأمان في ظلها، منذ نزل إلى ضفاف النيل وعاش في واديها الضيق، وعندما أحس المصري بخطورة تهدد هذا الكيان هرع سريعا إلى من يقدم نفسه على أن لديه القدرة على حمايتها"، بحسب صادق.
ويعد المصريون من أوائل شعوب العالم التي عرفت مفهوم الدولة، وفق دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد البريطانية، بعد دراسة عدة حقبات في التاريخ المصري القديم.
وتقول الدراسة التي نشرت في سبتمبر من العام الماضي، إن المجتمع الإقليمي الزراعي الذي كان موجوداً على أرض مصر قبل 4000 عام من الميلاد، تحول فى غضون بضع مئات من السنين ( خلال 300 أو 400 سنة) إلى دولة يحكمها ملك واحد .. بخلاف ما كان سائداً فى اعتقادات العلماء أن الدولة فى مصر استغرق تكوينها آلاف السنين، حتى وصلت إلى حُكم الفراعنة.
وبخلاف هذا البعد التاريخي الذي يعضد من ارتباط المصريين بخطاب " الدولتية "، يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي أن الأحداث التي تحيط بمصر سواء في سوريا أو ليبيا ساعدت على ذلك.
وأوضح أن "تلك الأحداث أكدت لدى المصريين أن خيارهم بالانحياز لمن يحمي الدولة ويحافظ على كيانها كان صحيحا، وهو ما تكشفه استطلاعات للرأي العام تظهر شعبية جارفة للسيسي لاسيما في المناطق التي يعيش فيها البسطاء، وذلك على الرغم من وجود مشاكل حياتية مثل الانقطاع المتكرر للكهرباء".
وأظهر استطلاع رأي أعده مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ونشر نتائجه في 4 مايو الجاري، ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة المؤيدين للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، بواقع 13% خلال الأسبوعين الماضيين، حيث ارتفعت النسبة المؤيدة له إلى 84%، بعد أن كانت 71% في منصف الشهر الماضي، وذلك على الرغم من تحرك منافسه السياسي البارز حمدين صباحي بشكل أكبر في جولات بالمحافظات المصرية.
وهو ما أرجعته داليا زيادة المدير التنفيذي للمركز في تصريحات صحفية إلى "المناخ العام السائد في البلد".
وقالت إن "الناخب في مصر لن يعتمد اختياره فقط على البرنامج الانتخابي أو الكاريزما السياسية لأي من المرشحين، كما هو الحال في الديمقراطيات المستقرة، ولكن هناك أمور أخرى تتدخل في الاختيار من بينها المناخ السياسي السائد في المجتمع".
ولا ينكر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، حضور "الدولتية" لدى السيسي في خطابه، لكنه يرى ضرورة وجود ما يدعم هذا الخطاب.
وقال غباشي: "صحيح أن الناس التي نزلت في 30 يونيو كانت تشعر بخطر يتهدد الدولة، لكنها - أيضا - نزلت بدافع الحلم والأمل المفقود".
وأضاف أن "المواطنين يحتاجون إلى من ينعش هذا الأمل بخطوات ملموسة عبر برامج تنموية واقتصادية تحسن من أحوالهم الاقتصادية، وإلا لن يصمد خطاب الدولتية كثيرا".
ويختلف الدكتور محمد حسين، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، مع الرأي السابق، مستشهدا بواقعة من التاريخ المصري الحديث إبان عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وقال حسين: "عبد الناصر بعد نكسة يونيو 1967 (احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء) خرج إلى الجماهير معلنا تنحيه عن السلطة، ولكن الجماهير التي استشعرت الخطر على كيان الدولة خرجت مطالبة إياه بالاستمرار دون أن يكون ذلك مرتبطا بأي مطالب".
ويلعب السيسي على نفس هذا الوتر لدى المصريين عبر "خطاب الدولتية"، وهو خطاب فعال، بغض النظر عن مضمون ما به، إن كان صادقًا أو كاذبًا، بحسب حسين.
وأضاف: "إذا صدق الناس هذا الخطاب وتفاعلوا معه سينجح السيسي في تحييد المشاكل الاقتصادية جانبا، لأن المواطن الذي يشعر بالخطر على كيان دولته، سيقف خلف من يساعده على زوال هذا الخطر، ولن يطالبه بأي مطالب اقتصادية .. أما إذا لم يصدقه الناس سينفضوا من حوله".
من جانبه، وصف الدكتور محمد محسوب، وزير الشئون القانونية والنيابية المستقيل، إبان عهد الرئيس السابق محمد مرسي هذا الخطاب بأنه "تخويفي".

وقال في تدوينه كتبها عبر صفحته الرسمية "فيس بوك": "هو يكشف عن ضعف في التصور واعتماد على تخويف الناس لا توعيتهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.