بعنوان "عبد الناصر ينتظر السيسي.. مصر تريد رجلاً قويًا"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن حرب المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي ضد "الإخوان المسلمين"، تذكر بتلك التي قام بها الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، في الوقت الذي يحتاج فيه المصريون الآن إلى قائد يقضي على الفوضى. وبعنوان فرعي "الحنين للرجل القوي"، ذكرت الصحيفة، أن حرب السيسي على الإخوان أعادت لعقول المصريين ذكريات من عهد الرئيس جمال عبدالناصر الذي أدار حربًا في سنوات الستينيات بلا رحمة ضد الجماعة وقام بالقضاء على قيادتها، لافتة إلى أن الأمر جعل المصريين يحنون إلى الرجل القوي، أكثر من أي وقت مضي، إلى القائد الذي سيفرض النظام وينهي حالة الفوضى ويخلص البلاد من الضائقة التي تمر بها، ولا شك أن للسيسي مؤيدين كثيرين. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة ستقبل بسياسة السيسي القوية ضد الإخوان المسلمين مادامت القاهرة ستحافظ على السلام مع إسرائيل وتستمر في حربها ضد الإرهاب بشبه جزيرة سيناء. وأشارت إلى أن المرشح الوحيد الذي تجرأ على التنافس مع السيسي هو حمدين صباحي الذي فاز بالمركز الثالث في انتخابات 2012، والذي ترعرع في عائلة من الفلاحين البسطاء، وتعلم في جامعة القاهرة، وهناك اختير كرئيس لاتحاد الطلبة وبعدها بسنوات انتخب عضوًا في البرلمان المصري. وعلى العكس من السيسي، صباحي أعلن أنه ناصري ومؤيد للعروبة، وقد برز في نهاية سنوات السبعينيات كمعارض للرئيس أنور السادات والسلام مع إسرائيل، وتم اعتقاله عدة مرات كما سجن بتهمة تنظيم احتجاجات طلابية ضد النظام، لكن معارضيه من الإسلاميين يرون أنه ليس لديه أي فرصة للفوز أمام السيسي، وفق الصحيفة. وقالت إن صباحي يعد بمحاربة الفقر ولا يذكر أبدًا الحرب على الإرهاب، كما يطالب بإطلاق سراح كل الذي اعتقلوا في مظاهرات الشهور الأخيرة، وبتلك الطريقة يرغب صباحي في الحصول على دعم الليبراليين من المعارضين للنظام وتأييد الإخوان المسلمين، في الوقت الذي تنخفض فيه فرص انتخاب الجماعة لمرشح ناصري. وبعنوان فرعي "المفاجأة الإسلامية..السلفيون"، قالت الصحيفة إن مفاجأة الانتخابات هي بدون شك دعم حزب "النور" السلفي للسيسي، لكن مَن يعرف الإسلام السياسي في مصر لا يتفاجئ أبدًا، فالأحزاب السلفية في العالم العربي يتم دعمها من قبل السعودية، والسعوديون أعطوا السيسي مساعدة اقتصادية كبيرة في الوقت الذي تهدد فيه الولاياتالمتحدة بإيقاف المعونة للقاهرة، مضيفة أن الرياض تشجع ملاحقة الإخوان المسلمين الذين يمثلون بالنسبة للمملكة تهديدًا على استقرار الأنظمة العربية. ولفتت إلى أن الفراغ الذي تركه اعتقال أعضاء الإخوان في البرلمان يسمح لحزب النور السلفي بشغله، مضيفة أن هذا التحالف التكتيكي يبدو مؤقتًا، وفي المستقبل سيضطر السيسي لمواجهة قوة هذا الحزب المتشدد جدًا أكثر من الإخوان المسلمين سواء على الصعيد السياسي والديني. وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "حتى إذا نجح السيسي في تنفيذ ولو جزء من تعهداته الانتخابية وقام بتحسين طفيف للاقتصاد المصري وإعادة النظام للشوارع، فإنه يمكننا الافتراض أن الأولوية ستعطى للأمن والاستقرار على حساب التمسك بالديمقراطية، هذا النجاح مهم جدًا لاستقرار مصر والمنطقة بأكملها".