أيام قليلة ويبدأ ماراثون الانتخابات الرئاسية، ويتنافس فيه مرشحان فقط هما المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى، وكل المؤشرات والدلائل تؤكد ترجيح كفة السيسى بالفوز فى الانتخابات الرئاسية الحالية، لكن يبقى للسيسى معارضون حتى بعد وصوله للحكم، فليست كل الحركات والتيارات المعارضة للسيسى محسوبة على تيار الإسلام السياسى، ولكن هناك الحركات الاشتراكية وأحزاب محسوبة على الناصرية ترفض أيضًا وجود السيسى فى الحكم وستكون فى صف المعارضة لحكم السيسى، وهناك أيضًا أحزاب أخرى مدنية ستنضم للمعارضة حال وصول السيسى للحكم، ويأتي على رأسها الدستور الذي يرى ترشح السيسى عودة ونكث للعهود التى كان قد قطعها على نفسه. ولأن مسئولية أي حاكم وأي سلطة هو تكوين معارضة قوية، ولا يكون الحكم منضبطًا وسليمًا إلا إذا توافر ضوابط للعملية السياسية. فهناك العديد من الحركات والأحزاب التى ترى فى ترشح المشير السيسى عودة للدولة العسكرية والدولة القمعية المتسلطة خاصة أن المشير قادم من خلفية أمنية بالدرجة الأولى. حركات إسلامية ستنضم للمعارضة فى دولة السيسى هناك تيار كبير من أبناء تيارات الإسلام السياسى رفض ترشح الفريق السيسى واعتبر ترشحه عودة للدولة القمعية، ويبدو تيار جماعة الإخوان فى طليعة الرافضين لأسباب تعود بالأساس إلى إحساس جماعة الإخوان أن السيسى هو من قلب الطاولة على رءوسهم وهدم تجربتهم فى الحكم. وهناك بعض الأحزاب المحسوبة إما على السلفيين أو على جماعة الإخوان ترفض ترشح السيسى وستكون معارضة له خلال حكمه. جماعة الإخوان وتعد الجماعة أكبر حركة إسلامية فى مصر والوطن العربى، والكثيرون يعتبرون أنها قد فقدت الكثير من أعضائها بعد اعتبارها جماعة إرهابية، ولكن لا تزال جماعة الإخوان ذات ثقل، خاصة فى أماكن جماعاتها فى القرى والنجوع وفى الصعيد بشكل عام. ورفضت جماعة الإخوان ترشح السيسى الذي هدم رئاستها وسلطتها وكان سببًا فى دخولها السجون وستكون حجر عثرة فى حكم السيسى. حركة حازمون تشكلت حركة حازمون بعد أزمة الإعلان الدستوري فى ديسمبر 2012، وقام أعضاء حركة حازمون بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي فى 6 أكتوبر، معلنين هدفهم وهو تطهير الإعلام المصرى. ومن موقعهم هددوا المعتصمين أمام قصر الاتحادية، والمعارضون للإعلان الدستوري، بإعلان الخلافة الإسلامية فى مصر. ويعتبر حازم صلاح أبو إسماعيل هو الأب الروحي لهذه الحركة، خلال الأسبوع الثانى من شهر إبريل عام 2014، تم الحكم بالسجن على أبو إسماعيل 7 سنوات فى قضية "تزوير جنسية والدته"، ولعل هذا الحكم كفيلاً لرجال الحركة وشبابها وأعضائها بعدم القبول بعبد الفتاح السيسى رئيسًا لأنهم يرونه هو الذي أجهز على شيخهم. حزب الوسط الجديد حزب إسلامي ظهر بعد ثورة 2011، ووكيل مؤسسي الحزب الديني هو أبو العلا ماضى. وحزب الوسط أعلن مقاطعة الانتخابات الرئاسية وقال أحد أعضائه إن الانتخابات تشبه مهزلة ولا توجد فرصة حقيقة لأي شخص والفرصة موجودة لرجل واحد فقط، والحزب أعلن رفض المشاركة فى هذه المهزلة، وعلق أحد الأعضاء: "أن النظام القائم عذب وسجن قادتنا ولن نرشحه ولا نقف حتى على بابه" وسيستمر حزب الوسط فى معارضته لحكم السيسى. الجماعة الإسلامية الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية من أبرز المعارضين لحكم السيسى حال وصوله إلى كرسي الحكم. فقد فر معظم قادة الجماعة إلى خارج مصر، ولكن هناك تيار قوى جدًا فى الصعيد، يتبع قرارات تلك الحركة الإسلامية لذا فمن الطبيعي أن ينأى الشباب بنفسهم عن هذه الانتخابات إكرامًا وحبًا لمشايخهم وأيضًا ثأرًا لكثيرين منهم ماتوا على يد أمنه الباطش. حزب الفضيلة هو حزب سلفي أسسه فى مصر عادل عبد المقصود عفيفي فى إبريل 2011، وأعلن الحزب رفضه لترشح السيسى وأعلن مقاطعته للانتخابات ووصفها بأنها استعداء على الديمقراطية.
حزب الوطن هو حزب سياسى مصري أنشأه عماد الدين عبد الغفور بعد استقالته من رئاسة حزب النور فى 1 يناير 2013، ويوصف الحزب بأنه ذو مرجعية سلفية. وأعلن الحزب رفضه للانقلاب العسكرى فى 30 يونيو كما أعلن مقاطعته على استفتاء دستور لجنة الخمسين، إن موقف حزب الوطن معروف وهو إنه رافض لترشح السيسى فكان حزب الوطن قبل إقدام المشير وعزل مرسى هو الحزب السلفى الوحيد الممثل فى مواقع السلطة، ورفض الحزب الانتخابات لإحساسه بالجور والظلم من حيث وجهة نظرهم.
حزب الراية أسسه حازم صلاح أبو إسماعيل، وقد رفض الحزب ترشح السيسى نظرًا لكون السيسى ناصريًا، وهو من وجهة نظرهم من قاد ما أسموه ب"الانقلاب" على الرئيس الإسلامى المنتخب محمد مرسى، وأعلن الحزب عدم جدوى الانتخابات الرئاسية وعدم اهتمامه بهذه اللعبة على حد وصفه.
أحزاب وحركات مدنية تعارض موقف السيسى من الترشح ولم تقتصر المعارضة للسيسى على الأحزاب الإسلامية، بل هناك أيضًا حركات مدنية وأحزاب ترفض ترشح السيسى ممن باب إعطاء الفرصة للمدنيين لإدارة هذه الدول. الأحزاب والحركات معظمها يسارية واشتراكية فيما عدا حزب الدستور الذي ينتمي إلى تيار الوسط الليبرالي، فالحركات المدنية والأحزاب السياسية رشحت حمدين أو قاطعت الانتخابات خوفًا من عودة الدولة القمعية على يد السيسى، وتعتبر أنها بذلك تعلن جرس إنذار فى وجه عودة ما يخافون منه ألا وهو الدولة الأمنية.
حزب التحالف الاشتراكي يتجه الحزب إلى أن يكون معارضًا لحكم السيسى وهذا واضحًا حاليًا فى موقفه من الانتخابات الرئاسية الحالية وإعلان تأييده لحمدين صباحى كمرشح رئاسي
حركة الاشتراكيون الثوريون أعلن المتحدث الإعلامي باسم الحركة، نية أعضاء الحركة دعم حمدين صباحى ذلك لأنهم يرونه الأنسب والمعبر الحقيقي عن ثورة يناير وعن أفكار وتطلعات الاشتراكيين والأقرب لمبادئهم. حزب الدستور حزب الدستور هو حزب سياسى مصري تم تأسيسه عام 2012 على يد كل من الدكتور محمد البرادعى الحائز على جائزة نوبل للسلام 2005 والطبيب أحمد حرارة والسفير سيد قاسم والدكتور أحمد دراج وقد تأسس لكى يكون جامعًا للطيف الشبابي الثورى المصرى. وهو أكبر حزب دعم حمدين صباحى ويرى أنه الأفضل للقيادة فى المرحلة الحالية ومن المتوقع أن يترأس المعارضة حال وصول السيسى للحكم، وقد أعلنت هالة شكر رئيس الحزب فى وقت سابق رفضها ترشح السيسى، وأعلنت دعمها لحمدين صباحى. وقد اتضح قوة حزب الدستور خلال الأيام الأخيرة من جمع التوكيلات والتي جعل الحزب وكل كياناته كأنها آلة تدور من أجل توكيلات للمرشح حمدين صباحى ويظهر الحزب بمظهر المدافع عن الحريات وضد الدولة القمعية والبوليسية.
حزب الكرامة حزب الكرامة هو حزب سياسى مصري ناصري التوجه تأسس فى 1997 وحصل على شرعيته القانونية فى 28 أغسطس 2011 بعد ثورة 25 يناير، وقد خاض الحزب أول انتخابات تشريعية بعد تأسيسه رسميًا، انتخابات مجلس الشعب المصرى 2011-2012، ضمن التحالف الديمقراطى من أجل مصر الذي تزعمه حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين.
وهو حزب أسسه حمدين صباحى ويعتبر صباحى الأب الروحي للحزب لذا فإنه من الطبيعي أن يرفض الحزب ترشح السيسى ويرى فى قائده ومؤسسه الأفضل لقيادة البلاد ومن المتوقع أن ينضم للمعارضة حال وصول السيسى للحكم. كامل: على السيسى أن يفتح بابه للمعارضين قبل المؤيدين والإخوان سيشكلون معارضة قوية فى البداية يقول الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أى مرشح يفوز بانتخابات رئاسة الجمهورية عليه أن يكون رئيسًا لكل المصريين ولا يكرر تجربة الرئيس السابق "محمد مرسى" الذي حكم مصر خلال عام وكأنه رئيسًا فقط للإخوان المسلمين وبالتالي فالمطلوب من الرئيس القادم أن يتعاون مع كل القوة الحزبية التى يفترض أنها ستصل إلى مجلس النواب وحركات المجتمع المدني وعليه أن يقبل أن يتعامل معهم بالمساواة حتى وإن كان يعتمد على أغلبية برلمانية مؤيدة له ويجب أن يستمع إلى وجهات نظرهم وإذا ما رأى أن بعض وجهات النظر تخدم مصلحة مصر فعليه أن يأخذها فى الاعتبار.
وأضاف كمال أنه على السيسى أن يطور سياساته وأن يسعى الفترة المقبلة إلى الوصول لنقطة التوافق الشعبى على سياساته وذلك فى حدود ما يسمح به الدستور. وعلى السيسى حال فوزه برئاسة الجمهورية أن يعي مفهوم الحياة السياسية المدنية بما فيها من خلافات مشروعة فى الرؤى ونقد لمن يتولون السلطة وضرورة السعي إلى حلول توفيقية مع المختلفين فى الرأي, ولا يجب عليه أن ينظر إلى معارضيه على أنهم خونة وعملاء بل أنهم مكون أساسي للنظام السياسى المصرى وفقًا للدستور الذي يعطى الحرية لتشكيل الأحزاب السياسية ويعترف نظريًا بالحقوق السياسية والمدنية. ويضيف كامل أن جماعة الإخوان المسلمين تنظر إلى السيسى على أنه خائن للعهد، وبالتالي فإن كانت هناك أى فرصة إلى التهدئة وعودة الإخوان المسلمين للعمل لابد أن يقبل الإخوان ما جرى فى 30 يونيو. ويشير كامل إلى أن الفترة الأولى من حكم السيسى حال فوزه برئاسة الجمهورية ستكون فترة حافلة بالتوتر لأن الإخوان سيحتفلون بفوز السيسى بطريقتهم الخاصة, ولكن على السيسى أن يفتح الباب أمام المصالحة الشعبية بين جميع أطياف الشعب المصرى أيًا كانوا معارضين أو مؤيدين ويعمل على توحيد شمل الشعب المصرى.
القاضى: لا يوجد ديكتاتور فى مصر بعد مرسى ومبارك يقول تامر القاضى، عضو اتحاد شباب الثورة، إن مصر تحتاج إلى فترة كبيرة حتى تستطيع أن تستوعب فكرة ثقافة السلطة والمعارضة بشكل ديمقراطي سليم لذلك لا يوجد معارضة حقيقية فى مصر, وهذا لأن مصر خرجت حديثًا من تجربة ديكتاتورية وتجربة فاشلة تتمثل فى نظامين "مبارك" و"مرسى" فمصر الآن فى مراحلها الأولى لتكوين نوع من أنواع الديمقراطية, وحتى تتكون كتلة المعارضة وكتلة السلطة الحاكمة لابد من وجود أحزاب قوية, ووجود أحزاب تحتكر الفكر لنفسها كأحزاب التيار الإسلام السياسى, ولهذا فنحن نحتاج أحزابًا سياسية قوية. ويضيف القاضى أنه لا يوجد ديكتاتور مقبل لأن هناك دستور يحدد مهام الرئيس وصلاحيته ومدة رئاسته ولهذا لا يوجد ديكتاتورية فى الفترة المقبل.
حسن: المعارضة للرئيس القادم حتمية من منطلق آخر يشير أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، إلى أنه لا يوجد أبدًا إجماع على رئيس جمهورية وبالتالى فستكون هناك معارضة للرئيس القادم وبالأخص المشير السيسى حال وصوله إلى كرسي الرئاسة، ولكن بالرغم من ذلك فإن السيسى يتمتع بشعبية كبيرة للغاية. ويضيف حسن أن ميزة السيسى أنه ليس له حزب سياسى ينتمى إليه فالطبيعى أن يتعامل مع كل المعارضين بنوع من المساواة. وشدد حسن على ضرورة ألا يفاضل الرئيس القادم بين جماعة أو حزب على حساب الآخر بل يجب أن تسود المساواة بين جميع الجماهير المصرية وأن يعمل الجميع من أجل مصلحة البلاد والاستقرار.