أثار خبر استقالة المشير السيسي من منصبه كوزير دفاع وإعلانه الترشح للرئاسة صدى واسعًا في معظم الصحف العالمية نعرض بعضه فيما يلى: نيويوركتايمز جاء عنوان مقال نيويورك تايمز “الجنرال الذى قاد الاستحواذ على مصر سيترشح للرئاسة”. وتصدرت فيه صورة للمشير السيسي بحجم عملاق في إطار ذهبي يبدو أنها معروضة في أحد شوارع القاهرة. لخص المقال خطاب السيسي حيث قال “إنه صحيحا أن هذا هو آخر يوم لي بالبدلة العسكرية ولكني سأقاتل كل يوم من أجل أن تكون مصر خالية من الخوف والإرهاب” فيما اعتبرته الجريدة إشارة إلى استمرار الحكومة المدعومة عسكريًا في معاركها ضد النشطاء الإسلاميين والمتظاهرين في الشارع. وكذلك أشار المقال إلى ترقية السيسي للفريق صدقي صبحي خلفا له وكذلك تنحية الجنرال أحمد وصفي والذى وصفه المقال بانه قائد صريح ذو كاريزما كان في طريقه لبناء شعبية ولكنه في مقابلة تليفزيونية حديثة أثار عدة تساؤلات غريبة عما يعنيه ترشح السيسي للرئاسة. لخصت المقالة اللقاء مع الجنرال وصفي الذى قال فيه أنه إذا ترقى السيسي أو أصبح رئيسا للوزراء أو رئيسا فإن ما حدث سيعتبر انقلابا وليس ثورة. ثم أضاف الكاتب ولكن السيسي بعد تصريح وصفى تمت ترقيته بالفعل لمشير وعندما كان يستعد للإعلان عن ترشحه للرئاسة، كانت قوات الأمن تفرق الطلبة المتظاهرين في جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات بقنابل الغاز والخرطوش مما أدى لمقتل طالب واحد وإصابة اثني عشر طالبًا آخرين على الأقل. وفى النهاية أوضح الكاتب أن السيسي لن يواجه منافسة ذات قيمة لأنه تم تدمير جماعة الإخوان المسلمين وكذلك رفض الكثير من المرشحين التقدم للرئاسة لأن دعم الحكومة والجيش للسيسي سيجعله ضامنًا للفوز. وتوقع الكاتب أن يكون حمدين صباحي هو المنافس الوحيد للسيسي وإن كان الرهان ليس في صالحه. التلجراف مقال صحيفة التلجراف البريطانية تضمن نفس صورة المشير السيسي في الإطار الذهبي والتي ظهرت في مقال نيويورك تايمز وجاء بعنوان “مصر: السيسي يمهد الطريق لترشحه للانتخابات الرئاسية بعد استقالته كوزير” وجاء فيه أن المشير السيسي استدعى المجلس العسكري للاجتماع وقام بتقديم استقالته لهم من منصب وزير الدفاع الذي شغله لفترة ثماني عشر شهرًا تحول فيها من جنرال صغير السن غير معروف لواحد من أقوى قادة الشرق الأوسط. وتضمن المقال أهم النقاط في خطاب المشير السيسي الذى ظهر فيه واثقًا من الفوز وقوله أنه لا يعد بمعجزات لأن المهمة صعبة ولكنه يعد بالعمل الشاق وإنكار الذات. وصرح أحد قادة الإخوان المسلمين للجريدة بأنه لن يوجد استقرار ولا أمن في مصر في ظل حكم السيسي. تابع المقال بأن قنوات التليفزيون الخاصة والعامة تظهر صورة للسيسي بأن له شعبية عارمة في مصر وقد يبدو هذا واضحًا من التصويت للدستور الجديد بنسبة موافقة 97% وإن كانت الأحزاب الإسلامية والوسطية قد أعلنت عن مقاطعتها له، كما أنه بعض استفتاءات الرأي أظهرت تعاطفًا ما بين الثلث والنصف تجاه محمد مرسى. وأضاف المقال أنه يبدو أن المرشح الوحيد المؤكد أمام السيسي هو حمدين صباحي الناصري اليساري والذى جاء في المرتبة الثالثة في الانتخابات السابقة وإن كان يبدو أنه لا يلقى قبولا كافيا خارج المناطق الحضرية. المنتقدون لقرار السيسي (ومن ضمنهم مجموعات حقوق الإنسان) يخافون عودة الحكم العسكري الذى ظنوا أنهم تخلصوا منه بعد 60 عامًا وكذلك أشاروا لعنف السلطة في قمع المتظاهرين حيث تم قتل أكثر من ألف شخصًا فيما يبدو أن الجيش يعيد الديكتاتورية مرة أخرى. ومن جهة أخرى يرى المؤيدون أن الجيش يتملك القوة والشعبية التي يستطيع بواسطتها العبور بمصر للديمقراطية التي وعد لها بعد ثورة 2011 والانقلاب العسكري العام الماضي وأن المشير السيسي أظهر بالفعل بعض القوة عندما قام بتنحية بعض القادة الكبار الذين يقاومون التغيير. وختم المقال بتصريح لخبيرة في الشرق الأوسط قامت بالتدريس للمشير السيسي في الكلية الحربية الامريكية بأنه قد لا يترشح في النهاية للرئاسة لأن السلطة التي يمتلكها الآن تختلف عن التي كان يمتلكها جمال عبد الناصر. الجارديان مقال الجارديان جاء بعنوان “قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي يعلن عن ترشحه للرئاسة” ووصفت المقالة هذا الإعلان بأنه أوضح إشارة لترشح السيسي بعد الكثير من التصريحات والتسريبات بخصوص نية السيسي في أن يخلف محمد مرسي الذى قام بخلعه في يوليو الماضي. وصرح مصدر عسكري رفيع مقرب للسيسي بأن السيسي انتظر طيلة هذا الوقت حتى يتم إقرار قانون الانتخابات قبل أن يبدأ بحملته الانتخابية. وأضاف المصدر أن المشير السيسي ليس رجلًا حرًا كبقية المرشحين بل هو موظف في الدولة يحترم القانون ولابد أن يتأكد من إتمام كل الاجراءات القانونية قبل القيام بأمر كهذا. وصرح مصدر عسكري رفيع آخر أن السيسي تأخر في الإعلان عن حملته بسبب تهيبه من التحديات الاقتصادية الكبيرة التي ستواجه أي رئيس قادم لمصر، وأضاف أن السيسي كان يبحث عن أي مرشح آخر كفء ليظهر ولكن لم يظهر أحد فماذا يفعل؟ أن الأمر لن يُترك للهواة. وتوقعت الجريدة أن يكتسح السيسي الانتخابات لأن كل مؤسسات الدولة تدعمه وكذلك كل وسائل الإعلام العامة والخاصة وجزء كبير من الشعب الذى هلل له بعد تنحيته لمرسى. وختم المقال بأن حمدين صباحي هو الوحيد الذى أعلن عن ترشحه حتى الآن وإن كان سامي عنان قد أبدى اهتمامه بالترشح وكذلك قد يترشح خالد علي ولكن السؤال هو أي انتخابات عادلة قد يخوضها هؤلاء الثلاثة؟ هناك نشطاء سياسيون في السجون لتظاهرهم ضد الدستور الجديد وحملة صباحي أعلنت عن اعتقالات لأفرادها عندما علقوا ملصقات له. كريشتانساينسمونتور جاء عنوان كريشتان ساينس مونتور “سيسي مصر يواجه مهمة صعبة في انتخابات الرئاسة” ووصف المقال السيسي بأنه يبدو واثقًا من الفوز بسهولة وخاصة أنه يحوز على تملق كالعبادة منذ انقلابه على أول رئيس مصري منتخب بحرية في يوليو الماضي. وصف المقال مؤيدي السيسي بأنهم يرونه المنقذ من الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد منذ تنحية مبارك في 2011 في حين يخاف المعارضون من أن السيسي قد يكون مستبدًا جديدًا للمحافظة على مزايا الجيش الاقتصادية ومؤسسات عصر مبارك ساحقًا لآمال الديمقراطية والإصلاح الاجتماعي التي ثار من أجلها الشباب المصريين الذين تسببوا في تنحية مبارك ولكن لم ينجحوا في القضاء على النظام الذى دعمه. وأبرز المقال أن السيسي جعل توقعات المؤيدين له عالية في السماء ولكنه لم يوضح أي خطة تفصيلية للقضاء على الفقر أو انقطاع الكهرباء أو البطالة التي يعاني منها كثير من المصريين. وكذلك لم ينجح في قمع التمرد الإسلامي في سيناء والذى زادت حدته منذ تنحية مرسي. وتوقع المقال أن تكون كل هذه عوامل قد تسقط السيسي من عليائه في بلد تمكن متظاهرون الشوارع فيها من إسقاط رئيسيين في ثلاث سنوات. تحدث المقال عن تاريخ السيسي الذى قام مبارك بتعيينه رئيسا للمخابرات الحربية وتوقع الكاتب أن يكون مرسي قد مال له لسمعته كمسلم تقي وأشار إلى تصريحات الكثير من الإخوان المسلمين بأن السيسي كان يصلي معهم ويبكي أثناء سماعه آيات القرآن. وتابع المقال ملخصًا أهم الأحداث السياسية التي قادت للانقلاب على مرسي ثم حملة شعبية السيسي التي تضمنت صورًا له يتم طبعها على البوسترات والشيكولاتة والتيشرتات والملابس الداخلية النسائية في الوقت الذى لم يظهر السيسي فيه رافضً قطا لهذا الثناء المستمر. قام المقال بمحاولة رصد طفولة السيسي وكيف أنه كان طفلًا مختلفًا يتدرب على حمل الأثقال في حين يلعب أقرانه كرة القدم أو يدخنون. وصرح ابن عمه الذى يمتلك محلًا حرفيًا بأن السيسي قد حفظ القرآن الكريم وصرح أحد جيرانه في الجمالية بأنه كان يظهر دائما كصاحب هدف وأنه يمتلك إرادة حديدية. وختم المقال بتصريح سيف الدين اليزل بأن السيسي لا يمتلك حل فوري لكل المشاكل وأنه يعتقد أنه سيصارح الناس بأن عليهم أن يتحملوا معه ويعانوا قليلًا.