ذهبت "إيمان" ابنة الاثني عشر ربيعاً إلى مدرستها التي تبعد عدة أمتار عن منزلها كأي يومٍ من أيام دراستها في قرية «بني سميع» تلك القرية الهادئة بجنوب مصر التي يعيش أهلها في أمن وأمان بعيداً عن ازدحام العاصمة حيث تذهب في الصباح الباكر مع زميلاتها منطلقة مستمتعة بطفولتها البريئة؛ حاملة شنطتها التي وضعت بها كتبها وكراستها لتلقي العلم ولتقهر معه عصور الجهل والحرمان التي حٌرِمت خلاله الفتيات من التعليم إلا أن أعين الذئاب البشرية التي بدأت تنتشر في ربوع المحروسة كانت تتربص بها وبأنوثتها التي لم تكتمل بعد؛ وكأن المصريين بدأوا في التخلي عن أهم ما يميزهم الشهامة والرجولة التي اشتهروا بها بين أبناء عروبتهم وانتشرت حوادث التحرش والاغتصاب حتى للأطفال وصغار السن؛ لتعود إلى الأذهان وقائع قضية الطفلة «زينة»، و«ميادة» التي أثارت جدلاً واسعاً على كافة الأوساط بعدما تعرضتا للاختطاف والاغتصاب والقتل؛ كلتا الوردتين اللتين نزع رحيقهما مبكراً وداسوا أوراقهما الرقيقة بأقدامهم المدنسة "إيمان"تلك الطفلة صاحبة الابتسامة البريئة كما يصفها أهل قريتها لم تستكمل عامها ال12؛ وهي يتيمة الأب منذ الخامسة من عمرها، وأخت ل7 أشقاء آخرين (3 من البنين و4 بنات آخرين غيرها)؛ عمل شقيقيها «مصطفى» و«حمزة» باليومية بأحد المخابز ليعينا أسرتهما البسيطة حسنة السمعة على متاعب الحياة. ذهبت إلى منزل عمها، فإذا بالذئب البشري «حازم أحمد محمد حمزة» يتجرد من كل الأخلاق الصعيدية والمشاعر ، ويقوم بسحبها عنوة داخل منزله المجاور للزراعات ويحاول التعدي عليها إلا أنها ورغم صغر سنها قاومته بشدة ودافعت عن نفسها لتحفظ كرامتها ، وبعد فشله في أن ينال منها؛ قام بكتم أنفاسها بطرحة كانت ترتديها وخنقها بها, ولم يكتف بذلك بل قام بطعنها 10 طعنات بصدرها وحنجرتها وظهرها حسب تقرير الطب الشرعي ليطمئن من أنها فارقت الحياة, وأحضر «قفة» ووضع فيها الطفلة وألقى بها فى الترعة (المصرف) المارة أمام منزلهم وحاول أن يخفي آثار جريمته النكراء. وترجع أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء طارق نصر مدير أمن أسيوط إخطارا من المقدم محمد عصامى رئيس مباحث مركز شرطة أبوتيج يفيد بالعثور على جثة طفلة بترعة القرية.