ارتفع عدد القتلى برصاص قوات الأمن السوريَّة في درعا جنوب البلاد إلى 35 شخصا منذ بدء الجيش هجومه على المدينة المحاصرة منذ فجر الاثنين, فيما أرسلت السلطات تعزيزات أمنيَّة إلى ضاحية دوما قرب دمشق ومدينة بانياس الساحليَّة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط الحقوقي في درعا عبد الله أبا زيد قوله أمس الثلاثاء: "إن لديه قائمة أسماء ستة قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن الثلاثاء بينهم إمام مسجد" وأشارت الوكالة إلى سماع إطلاق نار كثيف في وقت متأخر من الليل. ومن جانبها, قالت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان الثلاثاء: إن قوات الأمن قتلت 35 مدنيًّا على الأقل منذ بدء مهاجمة مدينة درعا فجر الاثنين. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن المياه والاتصالات ما زالت مقطوعة عن درعا لليوم الثاني على التوالي، بينما بدأت إمدادات حليب الأطفال وعبوات الدم في المستشفيات بالتراجع. ونقلت وكالة رويترز عن أحد الشهود قوله: إن "قوات ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) انتشرت في كل مكان وشكّلت من خلال نقاط تفتيشها في درعا سجنًا كبيرًا لا يمكنك الخروج من دون تعريض حياتك للخطر، إنهم يمسكون عشرات الناس ويقبضون عليهم". وقال شاهد العيان محمد ربيع الزعبي في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" من محيط درعا: "إن المدينة محاصرة ومقطوعة عنها الكهرباء والماء وخطوط الاتصالات"، مشيرًا إلى أن المدينة خاصة درعا البلد بحاجة ماسة للماء والأدوية. ووصف شاهد العيان وضع الجرحى ب "المأساوي"، مشيرًا إلى أن جثث القتلى التي يتمكَّن الأهالي من سحبها من الطرقات توضع داخل ثلاجات الخضار. في غضون ذلك, نقلت وكالة رويترز عن شاهد قوله: "إن تعزيزات أمنية بلغ قوامها أكثر من 2000 عنصر أرسلت إلى ضاحية دوما القريبة من العاصمة دمشق والتي شهدت تظاهرات مناهضة للنظام، حيث أقاموا نقاط تفتيش وتحقَّقوا من بطاقات هويات الأهالي". وأضاف الشاهد أنه رأى عدة شاحنات لونها أخضر داكن في الشوارع مزوَّدة برشاشات ثقيلة، مشيرًا إلى أن رجالا يرتدون ملابس مدنيَّة يُعتقد أنهم من أفراد الشرطة السرية كانوا يحملون بنادق، كما عبرت حافلات تقلُّ جنودًا في زي القتال البوابة الرئيسة لدوما وبدأت تنتشر في الضاحية أمس الثلاثاء. وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان: إن قوات الأمن انتشرت كذلك على التلال المحيطة بمدينة بانياس الساحليَّة التي شهدت تظاهرة الثلاثاء مناصرة لدرعا هتف فيها متظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام"، متوقعا هجومًا على المدينة مثلما حدث في درعا.