"قابل حمدين صباحي.. مرشح الرئاسة الخاسر بمصر"، عنوان صدرت به صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا لها قالت فيه: "في بلد تعتقل فيها المعارضة بالآلاف، ورجل عسكري محتمل أن يتولى رئاسة الجمهورية، أصبحت المؤشرات لا تبدو جيدة لحمدين صباحي المرشح رئاسة الجمهورية المحتمل. وأضافت أن" صباحي سياسي معارض منذ فترة طويلة وهو الوحيد من ضمن 85مليون مصري الذي أبدى استعداده للمنافسة ضد القائد العسكري السابق عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقالت إن "منتقدي صباحي يرون أن ترشحه مهزلة، فالساخرين يرفضون الرهان عليه في عملية الديمقراطية الزائفة، كما يعتقد أنه قام بالترشح لإرضاء غروره، بينما يرى آخرون أنه ترشحه يجب أن يكون وهميًا في مواجهة الرجل الذي يبدو كما لو كان يملك كل شيء بجانبه من بيروقراطية الدولة المترامية الأطراف في خدماتها الأمنية القوية ووسائل الإعلام الحكومية". ورأت الصحيفة أن "صباحي صاحب الكاريزمية اليسارية لا يملك بديلاً للعب الكرة حتى لو كانت المنافسة غير متوازنة، فصاحب الشعر الأبيض البالغ من العمر 59 عامًا بات في اللعبة فترة كافية لإدراك الأمور". وأشارت إلى تصريحاته خلال مقابلة الأسبوع الماضي، إذ قال "لست مثاليًا بما يكفي لانتظار البلاد كي تصبح محايدة وأعتقد أن الديمقراطية تأتي من خلال الممارسة". وتابعت أن" البرلماني السابق كان معارضًا للحكام السابقين أنور السادات وحسني مبارك، ومعجبًا بالسياسات الاشتراكية للرئيس السابق الآخر جمال عبدالناصر، ومعروف بنفوره من السلام مع إسرائيل". وأردفت أن" صباحي جاء في المركز الثالث في سباق 2012، لافتة إلى أن أنصاره جادلوا في فوزه ذلك الحين بسبب عدد المرشحين القليل، لكن الانتخابات هذه المرة مختلفة وقد اعترف صباحي بذلك". من جانبه، قال إيساندر العمراني خبير مصر المشرف على مشروع مجموعة الأزمات الدولية بشمال أفريقيا:" يبدو واضحًا أن كثيرًا من الناس ابتعدوا عن هذا السباق بسبب الظروف السياسية الغير مشجعة على الخوض فيها". ورأت الصحيفة أنه "لا يوجد رجل يمتلك خطة محددة لمستقبل مصر، فكل من صباحي والسيسي انخرطا في تعزيز أوجه التشابه مع الرئيس السابق جمال عبدالناصر خلال الحملات العامة". من جهته، قال رضا سعد رجل أعمال من مدينة الفيوم الذين صوتوا للإسلاميين في الانتخابات الماضية وقرروا مقاطعة انتخابات شهر مايو "السيسي وصباحي مثل بعض، ولا يوجد خيار هذه المرة، فهما أنانيان ولديهما هاجس شخصية عبد الناصر، والناس تشعر بالإحباط". وأشارت الصحيفة إلى أن" صباحي يصر على أن كل هذا ليس صحيحًا، حيث قال "أنا حقبة ناصرية جديدة، وأريد رؤية عدالة اجتماعية وتنمية للبلاد، وذلك خلال جلوسه على أريكة بجانبها صورة للحاكم العسكري السابق أواخر الأسبوع الماضي". وتابعت "بينما يمتلك السيسي صورة عبد الناصر، وانحيازه للشعب في الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من السلطة، قال: "كنت إلى جانب الشعب منذ 40 عامًا". وأردفت أنه "على عكس السيسي الذي عمل على إسكات المحتجين والعمال المضربين في الأشهر التي تلت عزل مرسي، أكد صباحي أن إدارته ستمنع قانون حظر التظاهرات، وتشكل خطة واضحة لتحسين حقوق العمال". واستطردت أنه "ربما تسامحت المؤسسة العسكرية مع ترشيح صباحي لأنه لم يقول الكثير، لافتة إلى أن المرشح اليساري تم انتقاده لحملته الهجومية الجارية على شخصيات معارضة، مقابل عدم انتقاده للسيسي بشكل مباشر وتجنبه التطرق لحدود سلطة الجيش". من جانبه، قال مايكل وحيد حنا الخبير المصري بمؤسسة القرن في واشنطن "أعتقد أن صباحي يسير على خط رفيع". ولفتت الصحيفة إلى أن" هذا الشهر فتحت النيابة العامة تحقيقًا في مصادر تمويل صباحي، كما سربت صحف محلية مستقلة تسجيلاً له يدعو من خلاله لمحاكمة السيسي". وأشارت إلى أن" صباحي سوف يلعب دورًا حاسمًا للحكومة التي تتعرض لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي بسبب معاملتها للمعارضين السياسيين"، حسبما قال محللون.