... اقتربت الانتخابات وفي صندوقها اتفقت مصر طوعا أو كرها على الهلال واختلفت في مواقيته مع السعودية ,ومن فتحة صندوق الانتخاب دخل الجمل –والجمل حفظك الله حيوان رغاؤه كثير وهو أكبر من الثور,وأرسخ من الطور ولا تهزه ريح أو تنقض وضوءه أو تحرك العناكب بمجلس حروق الإنسان-. و قبل الثورة كان لدينا أربعة وعشرون حزبا,معظمها اتصاله مع الباشا لاظوغلي أبلغ من تواصله مع المواطن مصري,وهي كالنعجة دوللي مستنسخة من الحزب الأم المنحل,وبالطبع الجمل أسرع للبرلمان من النعاج ,و لو قدر لك أن التقيت برئيس حزب من تلك المسوخ,فستفاجأ أن رئيس حزب لا هم له إلا منحة مخصصة من الحكومة,لدرجة أن أكبر رؤساء الأحزاب سنا .,طلب من الحكومة زيادة منح الأحزاب معللا ذلك بمقالة خلت من الحياء رغم طربوش أحمر فوق رأسه:وهل تريدوننا أن نعارض مجانا. أما بعد خمسة وعشرين يناير فقد اكتظت مصر بدعوات الأحزاب وكل حزب يطلب حق الحضانة لثوار التحرير,وأصبحت على رأي(مطر) :أكثَرُ الأشياءِ في بَلدَتِنا /الأحزابُ والفَقْرُ وحالاتُ الطّلاق./كُلّها يَنشَقُّ في السّاعةِ شَقّينِ من أجلِ تحقيقِ الوِفاقِ/ولِذا شَكّلتُ من نَفسيَ حِزباً ..ثُمّ إنّي مِثلَ كلِّ النّاسِ..أعلَنتُ عن الحِزْبِ انشِقاقي إذن قبل الثورة كان عندنا حزب الطربوش والجمل والنعجة دوللي,وبعد الثورة أصبح لدينا حزب الراجل اللي وراء عمر سليمان,وحزب الراجل اللابس جلابية,وحزب سجين طرة-لا يزال الأقرب لكراسي البرلمان رغم حله- . وبعد يومين من بدء تلقي لجنة الأحزاب أوراق التأسيس,فلم ينجح حزب ولم يقدم أحد توكيلات خمسة آلاف مصري موزعة بعشر محافظات ,ولو بقي الحال فسيكون المآل إما حزب طرة البلد أو حزب منيل الروضة الذي حوصر وظٌلم خمسين عاما ,والإخوان أكثر الفصائل السياسية استعدادا لخوض الانتخابات ,رغم أنهم حتى الآن لم يقدموا أوراق تأسيس حزب . أما أقرب الأحزاب للتأسيس والإعلان فهو حزب ساويرس المصريون الأحرار,وهو قادر على الحصول على خمسة آلاف توكيل ولا يعوزه المال للإعلان في جريدتين يوميتين, بينما القوة المعلنة رغما عنها فهي بقية جموع التيار الإسلامي من سلفيين وجماعة إسلامية وأخرى لم تحدد موقفا واضحا,ولو استمر بها الحال دون خوض تلك الانتخابات,فلا تلومن إلا نفسها,فبعد الانتخابات القادمة سيكون التأثير حسب التمثيل تحت القبة,أو حسب القدرة على حشد الجماهير بميدان التحرير وهو تحرك لن يكون مقبولا وقتها من بقية القوى ومن معظم الشعب,وهي قوة لها مطالب محددة أعلنت عنها ,لكنها لو ظلت على حالها فلن تملك سهما تشريعيا واحدا تحرك به مطلبا ,فضلا أن تحرر حرة قالت ربي الله. [email protected]