أثارت الإعلانات التجارية التى تبث على موجات إذاعة القرآن الكريم، السخط بين جموع الشعب المصري، بسبب انتهاك حرمة ما تعرضه الإذاعة من آيات بينات من كتاب الله عز وجل ومن أحاديث ولقاءات دينية. وتساءل المتابعون عما إذا كانت الإذاعة العتيقة تتخلى عن دورها التنويرى الذى بدأته منذ نشأتها فى عام1964م على يد الرئيس جمال عبد الناصر وتتحول إلى وسيلة للإعلانات لجلب الأموال حتى ولو كانت هذه الدعاية لشركة حج وعمرة، فهذا بلا شك سيفتح الطريق أمام إعلانات البسكويت والشاى وغيرها من المنتجات، وتتحول الإذاعة من الدور التثقيفي إلى مؤسسة هادفة للربح. وبحسب المعلومات المتواترة، فإن هناك ضغوطًا رهيبة يمارسها القطاع الاقتصاد باتحاد الإذاعة والتليفزيون لتفعيل إعلانات جديدة بإذاعة القرآن الكريم، وأرسل لرئيس الإذاعة عبد الرحمن رشاد مقترحًا بإدخال الإعلانات للشبكة، حيث تلقى طلبات بإعلانات على الشبكة نظرًا لما تحققه من نسب استماع كبيرة من الممكن أن يتم استثمارها فى إدخال ربح لاتحاد الإذاعة والتلفزيون. من جانبه، قال محمد عويضة، رئيس شبكة القرآن الكريم، إن القطاع الاقتصادى بماسبيرو هو من بيده قرار الإعلانات، وهناك الكثيرون من المستمعين مستاءون من تحول الإذاعة من دورها الخدمى والتنويرى إلى باحثة عن الربحية بإعلانات تفسد الذوق العام وتفقد مصداقية المحطة عند جمهورها فى جميع أنحاء العالم. وأشار عبد الرحمن رشاد، رئيس الإذاعة إلى أن القطاع الاقتصادى يريد تنشيط الإذاعات ببث إعلانات على جميع المحطات الإذاعية بما يتوافق مع نظام كل إذاعة، وهذا ما حدث فى البرنامج العام بالإضافة إلى الشباب والرياضة. وأوضح رشاد، أنه لا يمانع فى إعلانات الحج والعمرة، وإعلانات الكتب الدينية بشرط أن يكون الإعلان كلماته قليلة وجمله قصيرة، وألا يكون عن منتج استهلاكي، وأن يعرض بدون إسفاف أو خدش للحياء أو مناف للذوق العام.