تقدّم عليكم فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بالوقوف إلى جانب الثورة السورية ودعا لها وصلى على شهدائها صلاة الغائب وترحم عليهم، ودعا لجرحاهم، كانت وقفة بطولية قدّرها وثمنها الشعب السوري تجلى ذلك بالمظاهرة الحموية التي هتفت للعلامة القرضاوي حين قال المتظاهرون:" حيّوا القرضاوي حيوّ"، وتقدّم عليكم يا علماء الشام المثقفون العرب كما تقدموا وللأسف على كثير من المثقفين السوريين الذين لا يزالون يعيشون لغة وعصرا وزمنا متخشبا، ويظنون أن العصر لم يتغير، وأن منسأة سيدنا سليمان لا تزال قائمة ولم تأكلها جنه ، تماما كما أن منسأة وهراوة النظام السوري الغليظة لم يأكلها من هتفوا حرية وسلمية .. أين أنتم يا علماء دمشق وحلب والمدن الأخرى، أنظروا إلى الشيخ أحمد صياصنة إمام المسجد العمري في درعا البطولة حاضرة الإمام النووي، وأنظروا إلى الشيخ الفاضل أنس العيروط إمام مسجد الرحمن في بانياس الصمود الحقيقي والتحدي .. أنظروا أيها العلماء إلى مواقف نساء البيضة اللواتي خرجن بالآلاف ولم يعدن إلى بيوتهن إلاّ مع أولادهن المعتقلين فأرغموا النظام على الإفراج عن أبنائهن جميعا. أليس بإمكانكم أن تقودوا مظاهرات واعتصامات أمام سجون النظام السوري في صيدنايا وغيرها من أجل الإفراج عن شبابنا وشاباتنا.. هل هذا هو الدور الذي أناطه الله بكم، وهل هذا هو الدور الذي يأمله منكم شعبكم، وهل هذا هو العهد الذي أخذه الله عليكم، أين إفشاء العلم، ولماذا كتمانه، وأين أنتم أيها العلماء الأفاضل من العز بن عبد السلام، وأين أنتم من الإمام النووي وابن تيمية وغيرهم.. إن الوقت وقتكم، فإذا تخليتم عن واجبكم فاعلموا أن الأمة والشعب لن يغفر لكم هذه اللحظات التي ترسم لوحة سورية الحاضر والمستقبل، نفهم أن كثيرا من الفنانين وقفوا إلى جانب النظام السوري، لكن لا نستطيع أن نفهم صمت العلماء، ونحن نقرأ وتعلمنا على أيديكم أن الساكت على الحق شيطان أخرس ، وبانتظار وقفة مشرفة منكم تعيد الثقة بينكم وبين الشعب، وتعيدكم أئمة كما كنتم في الثورات والانتفاضات السورية على مدى تاريخ سورية ..