طالبت جماعة "الإخوان المسلمين" بمحاكمة سريعة للرئيس المخلوع حسني مبارك وعائلته ورموز نظامه، "تحقق القصاص العادل لدماء الشهداء وتؤدى إلى استرداد الأموال المنهوبة وتمنع تكرار هذه الخطايا الرئاسية الفرعونية في حق الشعب المصري الذي انتفض في "جمعة المحاكمة والتطهير"، كسبيل لعودة الهدوء والانتقال لبناء مصر ونهضتها". وأعلنت الجماعة في رسالتها الأسبوعية، رفضها التظاهر غدًا، أو القيام بمسيرات أو مظاهرات إلى مدينة شرم الشيخ، لمنح الفرصة كاملة لجهات التحقيق لإنجاز مهامها، بما يحقق مصالح الشعب المصري في تعقب ومعاقبة الفاسدين. يأتي ذلك بعد أن أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال الأربعاء لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامات تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير والتربح وإهدار المال العام. لكن الجماعة أكدت في الوقت ذاته أن ميدان التحرير بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية وغيرهما في كافة المحافظات "هي مرجعنا إذا لزم الأمر وبتوافق عام وإعلان مسبق ولوقت محدد دون اعتصام ولا تعطيل للمؤسسات والعمل والإنتاج والمرور". إلى ذلك، أكد "الإخوان"، أن ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام حول نسبة مشاركة الجماعة في الانتخابات القادمة، هي محض اجتهادات من أصحابها ولا تمثل بأي حال رأي الجماعة الرسمي الذي سبق وأن أعلنته في كثير من المواقف بأنها ستخوصض الانتخابات "للمشاركة وليس المغالبة". وقالت الجماعة إنها لا تسعى إلى أغلبية برلمانية في البرلمان القادم، وأوضحت أنها تتواصل مع مختلف القوي والأحزاب السياسية والشعبية لما فيه صالح الوطن، واعتبرت أن تحديد نسب المشاركة أمر سابق لأوانه، خصوصا وأن قانوني مجلسي الشعب والشورى وقانون مباشرة الحقوق السياسية اللذين سينظمان الانتخابات القادمة وشكلها وهل هي بالقائمة أو بالنظام الفردي، لم يتم إصدارهما حتى الآن وبالتالي فإن الحديث عن نسب المشاركة أمر سابق لأوانه. وحذر "الإخوان" من "مؤامرات بقايا النظام البائد والتي كشفت عن نفسها يوم الجمعة الماضية (جمعة التطهير) وما تلاها من اعتصامات"، وأعربوا عن وقوفهم مع باقي القوى السياسية والفاعلين في الثورة المباركة ضد هذه البقايا وأفعالها. من جانب آخر، حثت جماعة "الإخوان" جميع فئات الشعب المصري على العمل علي دعم عجلة التنمية والإنتاج، وألا تكون المظاهرات الفئوية التي هي حق أصيل لأصحابها معطلة للإنتاج أو سببا في تراجع الاقتصاد. وشددت على أن نجاح الثورة مرتبط بدفع عجلة الاقتصاد حتى يشعر المواطنون أن ما قدموه من تضحيات في سبيل البحث عن حياة كريمة لم يكن مجرد كلام في الهواء، وحتى يثبت الشعب المصري أنه قادر علي صناعة إنجاز آخر يضاف لإنجاز الثورة وهو العمل على انتشال مصر من أزمتها الاقتصادية.