يواجه المجلس الأعلى للقوات المسلحة أزمة في اختيار شخصية لترشيحها لخلافة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية المنتهية ولايته تحظى بترحيب الدول العربية وتضمن لمصر استمرار هيمنتها على المنصب الذي تحتفظ به منذ عام 1945. وجاءت الأزمة بعد أن أبدى نبيل العربي وزير الخارجية الحالي تحفظه على الترشح لخلافة موسى الذي تنتهي ولايته في 25 مايو القادم وترشيح القطري عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأعاد رفض العربي اسم الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية لمجلس الشورى السابق للواجهة كمرشح محتمل للمنصب، على الرغم من وجود تحفظات على شخصيته المزاجية من قبل بعض المسئولين داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الخارجية، فضلاً عن شخصيات بديلة لترشيحها في حال وجود تحفظ عربي على اختيار الفقي. وتعتزم الدبلوماسية المصرية تكثيف تحركاتها للحصول على تأييد الدول العربية للمرشح المصري في ظل تمسك قطر بترشيح العطية. ومن المنتظر أن تشهد الفترة القادمة تقاطر دبلوماسيين مصريين على دول الخليج وكل من سوريا ولبنان والأردن لتأمين الدعم للمرشح المصري. وعلى الرغم من حالة القلق التي سادت الدوائر المصرية في أعقاب إعلان قطر طرح مرشح للمنصب إلا أن هناك ارتياحا في ضوء تأييد أغلبية دول الخليج لإبقاء مصري علي رأس الدبلوماسية العربية، مع إمكانية تدخل مصر وبعض الدول العربية لإثناء الدوحة عن الترشح. وظل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية حكرًا على مصر منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945م، باستثناء الفترة التي انتقل فيها مقر الجامعة إلى تونس إبان فترة المقاطعة العربية لمصر، في أعقاب توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل. وأسند المنصب وقتها إلى التونسي الشاذلي القليبي، وعندما أعيد مقر الجامعة إلى مصر في 20 سبتمبر 1990 تم اختيار الدكتور عصمت عبد المجيد في مايو 1991 أمينًا عامًا للجامعة.