أنا مش آسف ياريس.. ولن يكون استاد القاهرة سرادق الأحزان لثوره نبيلة قامت من فرط البطش والطغيان ..ولن تكون غزوة الاستاد بعد غزوة الصناديق وموقعة الأضرحة سمة شعب ولن يتوقف تاريخنا لمعركتى (الجمل والجلابية ( لأن تاريخنا أثرى من ذلك بكثير مروى بدماء الشهداء الذكية ومزين بأساطير التضحية والفداء لشرفاء ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير الأرض والذود عن العرض وإعلاء كلمة الانتصار.. ولكن هاتين المعركتين ستظلان نقطتين حالكتى الظلمة .. الأولى شاهدة على قمع ثورة نبيلة لشباب مخلص لبلده ووطنه آلى على نفسه تطهير بلاده من الفساد وإنقاذ وطن من الاحتضار على أيدى زبانية هذا الزمان..سلاحهم كان كيبورد وشاشة وموقعا اسمه الفيس بوك ..ثورة سلمية نبيلة ..اسمها ثورة الانترنت تعبير حضارى لشباب دماء حضارة أجداده مازالت تجرى فى عروقه.. ولكن نظامك القمعى أراد مواجهتهم ليس بنفس الأسلحة ولا نفس الأدوات ولكن بسلاح تعودوا عليه وأدوات لم يقلعوا عنها على الرغم من تحولات الزمان بثوراته العلمية والتقنية ولكن مازالت أدمغتهم جامدة ترفض التحضر وتأبى التجديد ..فواجهوا ثورة الانترنت بالحمير والجمال والبغال والكلاب ..وجاءت موقعة الجلابية لتعطى الوجه الآخر للتخلف والقمع..تخلف شربناه على 30عاما فارتكبوا من الفعل أحمقه ..غير مدركين أو مدركين أنهم يسيئون لسمعة بلد ويضربون باستقرارها وأمنها عرض الحائط ومعرضين اقتصادها لأفدح الخسائر والأدهى من ذلك محاولة النيل من سمعة ثورة نبيلة وكأنهم جاءوا بهدف إشاعة الفوضى وبالتالى تحقيق هدفك المرسوم كما كنت تروج لأصدقائك فى الغرب بأنك صمام أمن هذا البلد والاستقواء بهم خشية أن تتحول مصر إلى فوضى وولاية للفقيه وجئت اليوم لتسقط فى موقعتين .. أنا مش آسف ياريس لعدم قيام الشرطة بدورها لا فى تأمين مباراة مصيرية ..ولكن فشلها فى تأمين سمعة ثورة بلد .. كانت فرصتها أن تعود إلى الشارع المصرى من جديد متسلحة بسيف القانون وحقوق الإنسان بإيقاف كل من تسول له نفسه بتجاوز القانون عند حده وأن تعلى ذلك من أعلى المنابر ألا وهو مباراة مصيرية لا للزمالك فحسب ولكنها مباراة مصيرية لبلد فى رسالة إلى العالم أجمع أن شارعنا آمن وشعبنا متحضر وذراعنا الأمنية طويلة وقادرة على القيام بواجبها والأكثر من هذا أن ثورتنا نبيلة ..رسالة تعطى معانى الاستقرار للعالم أجمع ولكنها وقفت وقفة المتفرج فهل كان لديها تعليمات وماهى نوعية هذه التعليمات لأن وقوفها شاهدا على الخراب والدمار وسوء السمعة وفشل الادارة دلالة قاطعة على أنياب الثورة المضادة الكامنة تحت جلود المنتفعين من الحرامية وأصحاب المصالح والخائفين من المحاسبة .. أنا مش آسف لأن كل ثورة مضادة بهدف إثارة الفوضى مصيرها الفشل بعد أن تذوق الجميع معنى الحرية ويجب أن توقن أننا لن نقول يوما ولا يوم من أيامك..عارف ليه أنا مش آسف ليس ركوبا لموجة لا سمح الله لكونى الفلاح الذى يأبى على نفسه طول ولا تشفيا لكونى المؤمن بالله..ولكن ..مش آسف ياريس لأنك طوال30عاما لم تنجح فى زرع ثقافة ممارسة الديمقراطية ولم توقن أن الفارق كبير بين الديقراطيه وثقافة الممارسة ..ولم تنجح فى أن تجعل سيف القانون سلاح الشرطة البتار بدلا من القمع بالشومة وتلفيق الاتهامات فتعودت الجماهير على الفوضى وتمرست الشرطة فى القمع ولما جاءت لحظة الحرية سقط الجميع..طرفى القضية لكونهما غير مؤهلين فالفوضى سمة شارع والقمع وسيلة الشرطة ..أصبحت الفوضى والقمع سلوكا وثقافة لها جذور فى الجينات وحتى رد الفعل أصبحنا غير مهيئين له بدليل تصريح المدير الإدارى للزمالك عقب مباراة الذهاب فى العاصمة التونسية ..هذه الأمور جميعها تؤدى إلى الثورة المضادة لمصالح كثيرة تربطنا (بديول) النظام السابق أو عدم مقدرة عن استيعاب تحولات عصر لنعيش أسرى حب عادات بالية ونستعذب الذل والخنوع ونهلل للحرامية ..فأحداث غزوة الاستاد ومن قبلها غزوة الصناديق وهدم الأضرحة وتلقين المعارضين لأشد وأسوأ أنواع العذاب ..حصيلة تربية سياسية سيئة وسياسة قمع وعدم احترام حقوق إنسان كرمه الله سبحانه وتعالى ويجب أن يدرك النظام البالى بكافة درجاته لا ..لا..لا لن يكون استاد القاهرة سرادقا لأحزان الثورة ولا لن تكون موقعة الجلابية سببا للنيل من استقرار بلد ولا لن تكون موقعة الجلابية مقدمه لنجاح ثورة مضادة ولا .. ولن يكون هذا جزاء أشقاء من التوانسة الذين احتضنوا أبناءنا الفارين من ليبيا من قمع زبانية القذافى وكأنه قدر ومكتوب على المصرى داخل الديار وخارجها ولن نقول مش عاوزين كورة والأدهى ولن يتخذ الزمالك الجلابية شعارا لمئويته حتى لا يخلد واقعة حزينة ستكون بإذن الله شاهدة على حقبة حزينة وإن شاء الله هنبنى بلدنا الأول بقلم: عبد اللطيف خاطر الجمهوريه